تستغل معظم الدول بعض الإنجازات التاريخية ويتم تحويلها إلى أعمال درامية وسينمائية للتفاخر والتغني بها بين بلدان العالم، وزرع الوطنية والولاء للأجيال الجديدة، التي لم تعاصر هذه الأحداث والإنجازات، فنلاحظ عشرات الأعمال الفنية عن الحروب العالمية وحروب التحرير في كثير من البلدان..
حائط البطولات
تتزامن هذه الأيام مع الذكرى الحادية والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، لذا لابد أن نتحدث عن هذه البطولات والإنجازات، ولكن من منظور فني، حيث لا نمتلك سوى أفلام معدودة عن هذه الحقبة الزمنية العصيبة من تاريخ مصر، نلاحظ تكرار عرضها كل عام دون تجديد أو إنتاج أعمال جديدة، وبالرغم من هذه الأعمال النادرة إلا أن هناك عمل فني يسير في اتجاه مخالف للأعمال السابقة لكن لم يُكتب له الخروج للنور منذ عام 1998، وحتى الآن إنه (حائط البطولات).
من أعظم الأعمال التي تتناول دور أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وهو الدفاع الجوي، حيث يتناول الفيلم دور قوات الدفاع الجوي خلال حرب الاستنزاف، وحتى العبور العظيم، ودور هذه القوات في ردع الطائرات الإسرائيلية وإسقاط الكثير منها، كما يتطرق الفيلم للعديد من الخطوط الاجتماعية داخل الفيلم حيث نجد الشاويش "مجاهد" الذي استشهد طفله في مدرسة بحر البقر وتصميمه على الثأر لابنه إلى أن قام بإسقاط طائرة حديثة التسليح برشاش بسيط، أما الرائد حسام فقد استشهدت امرأته في الطائرة المدنية فوق سيناء مما دفعه للانتقام على المستوى الشخصي، والرائد جلال الذي قرر تأجيل زواجه من خطيبته التي تعيش في بورسعيد حتى تم العبور.
قامات فنية كبيرة داخل العمل
لا توجد بطولة فردية داخل العمل، لكنه قائم على البطولة الجماعية، حيث يشارك في بطولته قامات فنية كبيرة جديرة بالارتقاء بأي عمل فني، ومن بينهم محمود ياسين ونور الشريف وفاروق الفيشاوي ومصطفي شعبان وأحمد بدير وعايدة عبد العزيز وسميرة محسن وحنان ترك وخالد النبوي ومن إخراج محمد راضي وتأليف مصطفى بدر.
المشكلات التي واجهت العمل
منذ بداية إنتاجه وحتى الآن واجه الفيلم مجموعة من المشكلات، بداية من المشكلات السياسية حيث أُشيع أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قام بمنع الفيلم، لأنه ركز على دور أحد الأفرع الرئيسية في القوات المسلحة دون القوات الجوية، التي كان يرأسها وتم منع الفيلم حتى قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، وبدأت انفراجة الأزمة وتقرر عرض الفيلم لكن بعد إعادة تصوير بعض المشاهد تحت إشراف القوات المسلحة التي رأت أن تُستخدم الأسلحة التي استخدمت فعلًا في الحرب، وهنا ظهرت المشكلة الكبرى وهي تغير عمر الممثلين حيث مر 16 عامًا على بداية الإنتاج وبالتالي فإن هناك تغيرًا كبيرًا في أعمار الفنانين، ومازال مستقبل الفيلم غامضًا حتى الأن.
وفي النهاية نقول أن أي أمة تتغنى بأي مجد حتى ولو هذا المجد غير قيم أو له قيم كبيرة ونحن نترك أمجادنا العظيمة دون أن نتطرق إليها فكيف نعرف ماضينا وتاريخنا… افرجوا عن الفيلم يرحمكم الله.