غيّب الموت الفنانة المصرية القديرة " مريم فخر الدين " صباح اليوم الاثنين الموافق 3 تشرين الثاني ( نوفمبر ) الجاري في مستشفى المعادي العسكري بعد صراعٍ مع المرض، عن عمرٍ يناهز الـ 81 عاماً.
و كانت الراحلة قد نُقلت إلى مستشفى السلام الدولي في المعادي يوم الاثنين الموافق 6 تشرين الأول ( أكتوبر ) الماضي، بعد سقوطها في منزلها، و إصابتها بنزيف حاد في الفم و ارتفاع في ضغط الدم، ثم أُجري لها في اليوم جراحة عاجلة في المخ لإزالة التجمُّع الدموي، لتدخل بعدها في غيبوبة تامة بداخل غرفة العناية المركزة.
شيّع جثمان الفنانة الكبيرة " مريم فخر الدين " إلى مثواها الأخير في مقابر أسرتها في مدينة السادس من أكتوبر، وسط غياب تام من الفنانين. حيث شارك في تشييع جنازة " فخر الدين " التي انطلقت من مسجد القوات المسلحة فقط أفراد أسرتها و أقاربها، في مقدّمتهم ابنتها " إيمان ذو الفقار ". و اكتفى الفنانين و الإعلاميين بتقديم التعازي عبر مواقع التواصل الاجتماعية، حيث كتبت الإعلامية " جيهان منصور " مغرّدةً عبر تويتر : " وداعاً مريم فخر الدين.. وداعاً إنجي رد قلبي.. وداعاً جيهان الأيدي الناعمة، و الشعر الحرير، ع الخدود يهفهف و يرجع يطير ". كما عبّر النجم العربي " وليد توفيق " عن حزنه و نشر صورة تجمعه مع الفنانة الراحلة في فيلم ( قمر الليل) عبر حسابه الرسمي في موقع الصور الشهير ( انستغرام ) :
نعت الفنانة " مي سليم " الراحلة عبر حسابها الرسمي في فيسبوك قائلةً : " إنّا لله و إنّا إليهِ رَاجعُون .. توفّت الجميلة مريم فخر الدين.. رحمة الله عليها "، أيضاً نعت الفنانة الأردنية " ميس حمدان " الراحلة قائلةً : " البقاء لله ربنا يرحمها.. كنت بحبها جداً.. إنا لله و إنا إليه راجعون ".
أما الفنانة " زينة " فكتبت عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ) : " ببالغ الحزن و الأسى أنعي فقيدة الفن الفنانة القديرة مريم فخر الدين التي رحلت عن عالمنا اليوم.. إنا لله و إنا إليه راجعون ".
أيضاً قدّم الممثل " محمد كريم "، بتقديم واجب العزاء في الراحلة، عبر حسابه على موقع ( إنستغرام )، حيث نعاها بتلك الكلمات : " البقاء لله توفت إلى رحمه الله تعالى جميلة السينما المصرية مريم فخر الدين.. اللهم ارحمها و اجعل مثواها الجنة ". في حين أعربت النجمة التونسية " درّة " عن حزنها، بنشرها لمجموعة من صور الراحلة عبر حسابها في فيسبوك.
كذلك نعى " أحمد جمال " نجم الموسم الثاني من برنامج المواهب ( آراب أيدول ) الفنانة بنشره لصورة لها و مكتوب عليها : " الكبار يرحلون.. وداعاً مريم فخر الدين ".
أما الفنان المصري القدير " نبيل الحلفاوي " فـنعاها بهذه الكلمات المعبّرة : " جمالها الهادئ كان تأشيرة دخولها و إقامتها في الحياة الفنية.. رحم الله مريم فخر الدين ". و بدورها، نعت النجمة الكبيرة " شيريهان " الفنانة الراحلة " مريم فخر الدين " بنشرها لهذه الآية الكريمة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي ... وداعاً حسناء الشاشة المصرية.. مريم فخر الدين.. إنا لله و إنا إليه راجعون ".
بينما كتب المخرج " عمر عبد العزيز " عبر صفحته في فيسبوك : " البقاء لله غادرتنا الإنسانة الجميلة مريم فخر الدين التي عاشت حياتها بكل بساطة، و كانت لا تعترف أبداً بما تملكه من تاريخ و جمال و كأنها نموذج لكلمة السهل الممتنع. لم أرَ في حياتي نجمة بحجمها و كم أعمالها تتعامل مع الدنيا و مع كل من تعمل معهم بهذا التواضع، و إن شاء الله تتحقق مقولة من تواضع لله رفعه و ترفع إلى الفردوس الأعظم.. كل التعازي إلى أسرتها و كل من يعرفها، و ها هي تلحق بركب أحبابنا الذين رحلوا عنا هذا العام و هم كثيرون رحمة الله عليهم. نامي في هدوء كما عشتِ و كنتِ تواجهين أصعب المواقف، بابتسامتك التي كانت أقوى أسلحتك.. و إنا لله و إنا إليه راجعون ".
و أكّدت "إيمان " ابنة " مريم فخر الدين " أنها تقوم حالياً بالتنسيق مع إدارة مسجد عمر مكرم لإقامة العزاء هناك، لكن لم يُحدّد موعده بعد.
و فيمايلي نسلّط أهم محطّات حياة حسناء الشاشة و إنجي السينما المصرية " مريم فخر الدين " كما يلقبونها :
ولدت في مدينة الفيّوم في الثامن من شهر كانون الثاني ( يناير ) 1933 لأبٍ مصري مسلم و أم مجرية مسيحية، و شقيقها هو الفنان " يوسف فخر الدين ".
تلقّت تعليماً أجنبياً منذ الصغر ثم تخرّجت من الجامعة الألمانية، و بدأت مشوارها في الفن بالمصادفة بعدما فازت في مسابقة مجلة ( إيماج ) الفرنسية بلقب أجمل وجه، ليتم استغلال ملامحها الأوروبية على نحو مثالي في السينما.
فمنذ أن نالت لقب ( أجمل وجه ) لفتت نظر المخرجين و المنتجين إليها، و كان الفنان " أنور وجدي " هو أول فنان طرق بابها من أجل التمثيل، الأمر الذي ثار والدها لأجله في البداية، و كان ردّه في ذلك الوقت : " معندناش بنات للمسخرة " و قام بطرد " أنور وجدي " و من بعده " حسين صدقي ".
تعتبر البرنسيسة الراحلة من أبرز نجمات السينما المصرية خلال فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي، إلى جانب " فاتن حمامة "، " شادية "، " هند رستم "، " ليلى فوزي "، " مديحة يسري "، و " ماجدة الصباحي ". و كان أول عمل سينمائي تقدّمه " مريم " هو فيلم ( ليلة غرام ) عام 1951 إلى جانب : " حسين رياض " و " محمود المليجي " و " كارم محمود " و من إخراج " أحمد بدرخان " الذي كان صديق والد " مريم " و قد أحرج صديقه بإعطائه سيناريو الفيلم و طلبه بأن تشارك ابنته " مريم " في بطولة الفيلم، فوافق بعد أن حاز السيناريو على إعجابه.
و لقد غلب على معظم الأدوار التي قدّمتها " مريم " في فترة الخمسينيات و الستينيات الطابع الرومانسي الحالم، نذكر منها : ( رد قلبي ) الذي يُعد من أشهر الأفلام التي مجّدت ثورة 23 يوليو 1952، و عُرفت به " فخر الدين " على الشاشة الفضية بدور " الأميرة إنجي " و هو من إنتاج عام 1957. كما تميّزت " مريم فخر الدين " بأدائها البريء و جمالها الهادئ ذو الملامح الأجنبية، الذي تجسّد في أفلام مثل : ( الأيدي الناعمة )، ( حكاية حب )، ( ملاك و شيطان ) مع " صلاح ذو الفقار "، ( رسالة غرام ) مع " فريد الأطرش "، و ( ارحم حبي ) مع " كمال الشناوي "، و في التسعينيات تنوّعت أدوار " مريم فخر الدين " أكثر و شاركت في ( يا تحب يا تقب )، و ( قشر البندق ).
و تزوّجت " مريم فخر الدين " أربع مرات : الأولى من الممثل و المخرج " محمود ذو الفقار "، الذي أنجبت منه " إيمان "، و استمر زواجهما ثمان سنوات، ثم الدكتور " محمد الطويل "، و استمر زواجهما أربع سنوات، و أنجبت منه " أحمد "، ثم من المطرب السوري " فهد بلان "، و أخيراً من " شريف الفضالي ".
أيقونة الرومانسية في زمن الفن الجميل، رحلت بعدما تركت إرثاً فنياً تعدّى الـ 200 فيلم، لتحفر في ذاكرة جمهورها جمالها الأخّاذ و أداءها الرومانسي الهادئ، الذي تميّزت به عن بنات جيلها. أحر التعازي القلبية من أسرة مجلة نـور الـصـحـافـة و رئيسة تحريرها الإعلامية " نـور الـخـطـيـب " لعائلة الفنانة القديرة " مريم فخر الدين " و لـكل محبّيها، نسأل الله لها بالرحمة و المغفرة، إنا لله و إنا إليه راجعون...