الارشيف / سينما و تلفزيون / السينما كوم

The Shelter: معارك يومية في بلد "الرولكس"

في ظل تخصيصها لمجموعة من العروض ﻹلقاء الضوء على السينما السويسرية، قامت بانوراما الفيلم اﻷوروبي بعرض الفيلم الوثائقي The Shelter للمخرج فيرناند ميلجار ضمن برنامجها، والذي يتخذ من مأوي سي بي للمشردين في مدينة لوزان السويسرية مرتكزًا رئيسيًا لموضوعه، والمكان الذي تتلاقي فيه كافة الخطوط الفرعية للفيلم.

يسير الفيلم على شكل يوميات تمتد على مدار فصل الشتاء، ويبدأ كل يوم من فترة المساء حيث يتجمع حشود المشردين أمام المأوى وراء الحاجز الحديدي لتبدأ المعركة اليومية المعتادة بين المشردين أنفسهم، وبينهم وبين القائمين على المأوى من أجل الحصول على مكان بداخله، والذي لا يتسع سوى لـ 50 شخصًا تقريبًا، ثم ينتقل لصباح اليوم التالي مع عدد من المشردين الذين نتابع كفاحهم اليومي، ومسئولو المأوى الذين يواصلوا ممارسة مهام عملهم في هذا الصباح.

في بداية كل صباح يمر على مدينة لوزان السويسرية، يفضل المخرج فيرناند ميلجار أن يبدأ بلقطات عامة ترصد الوضع العام على كافة أرجاء المدينة التي يسيطر عليها الجليد، ويخيم عليها هدوء كبير يخالف ما نراه ليلًا أمام المأوى، وكأن هذه المدينة طوال الوقت تنطق في ظاهرها بشيء، وفي باطنها تنطق بشيء آخر تمامًا.

يقسم الفيلم معاركه اﻷساسية إلى نوعان أساسيان، النوع اﻷول عبارة عن معركة ذات أهداف مشتركة بين كافة المشردين الذين يفدون للمأوى، وهو أن يحتموا هم وذويهم من البرد القارس، وأن يجتنبوا النوم في العراء حتى لا يجدوا أنفسهم مضطرين لدفع غرامات طائلة لا يقدرون على دفعها لضيق ذات اليد، حتى ولو وصل بهم اﻷمر إلى النوم أمام أبواب المأوى نفسه.

والنوع الثاني معارك ذات أهداف شخصية، والتي يتتبع الفيلم من خلالها قصص فرعية تصب في الخط الرئيسي لعدد من المهاجرين المشردين الذين يحاولون البحث عن عمل أو مصدر للرزق أو لمحاولة تحسين الوضع المتدهور، والذي لا يبدو أنه يتحسن على اﻹطلاق، مثل حكاية الزوجان الوافدان من أسبانيا اللذان يحاولان بشتى الطرق البحث عن مخرج ﻷزمتهما المتواصلة، أو الشاب السنغالي أمادو الذي يبحث بشكل يومي كل صباح عن عمل لكي لا يضطر للعودة إلى بلده صفر اليدين بعد أن أوهم ذويه بأنه يعمل حارسًا للأمن.

يُوصل الفيلم هذه الخطوط الفرعية بمتابعة آنية للحياة اليومية لمسئولي المأوي، ودون أن يتدخل المخرج بشخصه أو بتعليقه على أي مما يحدث داخل المأوى أو خارجه، وهو ما يسري كذلك على باقي خطوط الفيلم، حيث يترك كامل المساحة لكلا الطرفين، ولكي يقول كل منهم ما لديه عن الحياة في بلد "الرولكس" على حد قول أحد اللاجئين السنغاليين خلال الفيلم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى