ربما يكون من الصعوبة بمكان اختزال كل ما جرى في الوسط الفني على مدار عام كامل في مقال واحد، بينما في نفس الوقت نستطيع أن نستحضر أكثر الأحداث التي تفاعل معها الرأي العام طوال عام 2014، واهتم بمتابعة أحدث مجرياتها، وهو ما كان معيارنا الرئيسي الذي وضعناه نصب أعيننا عندما قررنا أن نتذكر ما كان من أمر هذا العام الساخن المقترب من ختامه في هذه التغطية الخاصة.
عز VS زينة:
إنها الأزمة الأبرز على الإطلاق في 2014، تزامنت بدايتها مع مطلع العام تقريبًا، ولم يسدل الستار حتى هذه اللحظة على أخر فصولها، خاصة مع ورود الأخبار الأخيرة عن رفض الفنان أحمد عز لإجراء فحص الحمض النووي الذي ألزمته به محكمة الأسرة.
وعلى وجه التأكيد بات الجميع الآن على علم بكافة وقائع الأزمة من محاولة الفنانة زينة إثبات نسب ابنيها للفنان أحمد عز بعد زواج سري ينكر عز حدوثه من الأصل، وذلك بفضل التغطية الإعلامية المكثفة التي حظت بها هذه القضية منذ اندلاعها، لتصير واحدة من أكثر القضايا التي تنال هذا الكم من المتابعة من قبل الرأي العام منذ قضية أحمد الفيشاوي وهند الحناوي، خاصة بسبب الجماهيرية الشديدة التي كان عز يتمتع بها قبل بداية كل شيء.
أهل إسكندرية المحرومون من رمضان:
في الوقت الذي كانت تستعد فيه الفضائيات العربية لاستقبال شهر رمضان من خلال مجموعة المسلسلات الجديدة التي أنتجت خصيصًا للعرض خلال هذا الشهر، كان مسلسل (أهل إسكندرية) للكاتب بلال فضل والمخرج خيري بشارة من المسلسلات التي كانت جاهزة للعرض في عدة قنوات فضائية مصرية، وذلك قبل أن يصدر قرار وُصف بأنه "شبه رسمي" بمنعه من العرض.
وقد جاءت غالبية التكهنات بخصوص قرار منع عرض المسلسل بسبب تعرضه في سياق أحداثه لأداء جهاز الشرطة المصرية قبل قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وحتى هذا الحين، لا يعلم أحد مصير المسلسل، وما إذا كان سيتم الإفراج عنه أم لا.
رياح لا تشتهيها سفن (السبكي):
على وجه التأكيد لم يكن عام 2014 عامًا مفروشًا بالورود أمام المنتج محمد السبكي، حيث واجهته ثلاث مشاكل على نحو متتابع خلال هذا العام.
مع حلاوة روح: بعد أن أثار فيلم (حلاوة روح) موجة عارمة من ردود الأفعال الغاضبة، تم إيقاف عرضه في دور العرض المصرية بقرار من رئيس الوزراء إبراهيم محلب بالرغم من موافقة الرقابة مسبقًا على عرض الفيلم، مما دفع المنتج محمد السبكي بالطعن أمام القضاء على هذا القرار، وقد تم قبول الطعن بالفعل في نهاية نوفمبر الفائت، ليعود الفيلم إلى دور العرض من جديد.
المفارقة الساخرة أن السبكي كان يسخر مما حدث في مشهد قصير من فيلم (حديد)، حيث ظهر وهو يترجل من سيارة الترحيلات، فسأله أحد الضباط: "جاي في إيه يا سبكي؟"، فرد عليه: "حلاوة روح !".
مع حديد: كان المنتج محمد السبكي لديه رغبة في أن يكون فيلم (حديد) هو أول تجربة إخراجية له، لذلك تقدم إلى نقابة المهن السينمائية للحصول على تصريح إخراج، لكن النقابة رفضت ذلك، ليتفق السبكي لاحقًا مع المخرج أحمد البدري لتولي المهمة في حضوره، لتأتي تترات الفيلم على النحو التالي: (شكر خاص للمخرج أحمد البدري/ فيلم لـ..محمد السبكي)، وهو ما اعتبره الكثيرون تحديًا لرفض النقابة.
مع محمد حسن رمزي: ظل أمر المشادة الكلامية التي وقعت بين المنتجين محمد السبكي ومحمد حسن رمزي في برنامج (من الأخر) للإعلامي تامر أمين حديث الجميع لأسابيع تالية، حيث جاءت هذه المشادة بعدما تبادلا الاتهامات عما حدث في موسم عيد الأضحى من رفع لفيلم (المواطن برص) بعد أول أيام عرضه لصالح عرض فيلم (الجزيرة 2).
ولم يمر الأمر على ما يرام في الأيام اللاحقة، حيث أعلن كل من المنتج محمد حسن رمزي ونجله الفنان شريف رمزي عن نيتهما تحريك دعوى قضائية ضد السبكي، وهو ما دفع المنتج أحمد السبكي للاعتذار على الهواء مباشرةً عما قام به شقيقه في حق حسن رمزي.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث صدر قرار من غرفة صناعة السينما برئاسة محمد حسن رمزي بإيقاف محمد السبكي عامًا كاملًا عن الإنتاج، ليعلن بعدها السبكي عن بدء تصوير فيلمه الجديد (ريجاتا) مع الفنان عمرو سعد في تحدي صريح للقرار الذي صدر ضده.
الراقصة التي واصلت رقصتها رغم أنف الجميع:
بمجرد قيام قناة القاهرة والناس ببث أولى الإعلانات الدعائية عن بدء برنامج المسابقات (الراقصة) حتى علت أصوات الاحتجاج والرفض من كل فئات المجتمع، من المواطنين والإعلاميين ورجال الدين، بل وحتى من عدد من الفنانين، ولم تقتصر الاحتجاجات على ما يقدمه البرنامج من فن يرفضه الكثيرون لاعتبارات اجتماعية ودينية، بل طالبت بإيقاف بث البرنامج تمامًا، وكاد البرنامج أن يتوقف عدة مرات بالفعل، لكنه استمر حتى وصل الآن لمرحلة التصفيات النهائية من أجل الاستقرار على أفضل راقصة شرقية على مدار حلقات البرنامج.
موت وحياة صفاء مغربي:
قبل حلول شهر ديسمبر، كانت الفنانة صفاء مغربي معروفة في حدود ضيقة مرتبطة بالأعمال التليفزيونية التي شاركت بها، من بينها الأجزاء الثلاثة من مسلسل (الدالي)، ومع الأيام الأولى من ديسمبر، صارت صفاء مغربي معروفة على نطاق أوسع، ولكن على نحو غير طيب بالمرة.
بدأت القصة في مساء الثاني من ديسمبر حينما تداولت غالبية وسائل الإعلام المقروءة والإلكترونية خبر وفاة صفاء مغربي عن عمر يناهز 27 عامًا بناء على ما أعلنته شقيقتها هاتفيًا، وما تم إعلانه من خلال الصفحة الرسمية لصفاء مغربي على موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) مشفوعًا بصورها وهى راقدة في المستشفى، قبل أن يتم نفي الخبر في اليوم التالي من قبل زوجها المخرج يوسف شرف الدين، مما دفع الجميع – ومن بينهم أصدقائها المقربين - لاتهامها باختلاق شائعة الوفاة هذه لكسب الشهرة.
ولم يتوقف الأمر عند دائرة الأصدقاء فقط، فقد نالت صفاء مغربي كذلك هجومًا شرسًا من قبل الصحافة المصرية بسبب شائعة الوفاة تلك، مما دفع غالبية الصحف والمواقع الإخبارية أن تقرر عدم نشر أي أخبار عنها بالمرة، كما قررت إدارة المسرح الحديث كذلك استبعادها من مسرحية (باب الفتوح) التي كانت من المفترض أن تشارك في بطولتها، وذلك بعد أن رأت إدارة المسرح أن ما فعلته صفاء مغربي "حيلة سخيفة للدعاية".
الشهرة في وقت آخر:
يبدو أن مشروع مسلسل (الشهرة) للفنان عمرو دياب لم يكتب له أن يتحول في يوم من الأيام – حتى الآن - إلى مسلسل فعلي يعرض على شاشات التليفزيون، فبعد كل هذا الكم الهادر من الأخبار والشائعات والتكهنات التي أحاطت به على مدار العامين الأخيرين، وبعد أن كان قاب قوسين أو أدني في بدء تصويره، أعلن القائمون عليه توقف كل عمليات التحضير له إلى أجل غير مسمي، مما يعني أن (الشهرة) لن يبصر النور في رمضان القادم مثلما لم يبصره في رمضان الفائت.
ومن الواضح أن الكاتب مدحت العدل قد أصيب بالتعب من كثرة الزخم والحديث الدائر حول (الشهرة)، خاصة أنه قد قام بتسليم النص النهائي للمسلسل كاملًا إلى المنتج تامر مرسي، لينشغل بالعمل على كتابة مشروعه التليفزيوني الجديد (حارة اليهود).
العودة الصعبة لدينا الشربيني:
بعد قضائها فترة العقوبة بالسجن لمدة عام بتهمة حيازة المخدرات، كانت الفنانة دينا الشربيني تستعد من جديد للعودة إلى حياتها السابقة وإلى العمل الفني، فقامت بالتعاقد على بطولة مسلسل جديد بعنوان (البيوت أسرار)، لكن ما يقف حجر عثرة في طريق عودتها للفن من جديد هو ذلك القرار الذي أصدرته نقابة الممثلين بإيقافها عن التمثيل وعدم منحها أي تصاريح.
دفع هذا الموقف المتعنت من قبل النقابة عدد من الفنانين للقيام بتدشين حملة للتضامن مع دينا الشربيني، وتم إصدار بيان للمطالبة بتعديل المادة السادسة من قانون المهن التمثيلية التي تم بموجبها إيقاف دينا الشربيني عن العمل، حيث يرى الموقعون على البيان أنه من غير المنطقي أن يتم منع أي فنان من حقه في الإبداع بعد أن سدد دينه للمجتمع كاملًا.