بعد موسم شديد الازدحام سينمائيًا وتليفزيونيًا، ستكون ليلة غد الأحد ليلة مثيرة بالتأكيد لعشاق السينما والتليفزيون معًا، فحفل توزيع جوائز الجولدن جلوب، التي سيتم توزيعها غدًا، سيشهد عدة سباقات تتسم بتقارب مستوى المرشحين لها بشدة، ما يجعل اختيار الفائز أمر بالغ الصعوبة، وغير متوقع أيضًا.
يتصدر Birdman قائمة المرشحين بسبع ترشيحات. الفيلم عن نجم هوليوودي يحاول العمل على مسرحية لعرضها في برودواي، وهو مرشح لجوائز أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، وأفضل ممثل لـمايكل كيتون، وأفضل ممثل/ممثلة مساعد لـ إيما ستون وإدوارد نورتون، وأفضل مخرج لـ اليخاندرو جونزاليز ايناريتو. أما فيلم Boyhood للمخرج ريتشارد لينكليتر، وفيلم الحرب العالمية الثانية The Imitation Game فيتبعان Birdman من حيث عدد الترشيحات، بخمسة لكلٍ منهما.
وبالنسبة للتليفزيون، يتصدر مسلسل الجريمة Fargo الذي أنتجته شبكة FX منافسيه بخمس ترشيحات، متبوعًا بـTrue Detective بأربع ترشيحات.
ومن المتوقع أن يفوز فيلم Birdman بجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، متغلبًا على فيلم ويس أنديرسون "The Grand Budapest Hotel"، وفيلم ديزني Into the Woods، والفيلم المستقل البريطاني Pride، وفيلم St. Vincent للنجم بيل موراي.
تقل سهولة التوقعات حينما نصل لقائمة المتنافسين على جائزة أفضل فيلم درامي، حيث تتنافس أفلام Boyhood وFoxcatcher وSelma، وهو دراما عن حقوق الإنسان، والفيلم المستوحي من قصة حياة ستيفين هوكينج The Theory of Everything وThe Imitation Game.
"يبدو أن المنافسة غالبًا ستكون بين Boyhood وSelma: فهما الفيلمان اللذان أثارا أكبر قدر من الإعجاب والجدل بين تسعين عضوًا في رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية (Hollywood Foreign Press Association)، التي تمنح جوائز الجولدن جلوبز" – يقول سكوت فينبيرج، محلل الجوائز لدي صحيفة الهوليوود ريبورتر.
"هناك إعجابًا واسعًا بـThe Theory of Everything وThe Imitation Game. البعض يظن أنهما سوف يمحيان بعضهما البعض من المنافسة، حيث أن الفيلمين بريطانيان تاريخيان مستوحاة أحداثهما من أحداث حقيقية. هناك أيضًا جانب أخلاقي في Selma يمكن أن يحسب لصالحه في النتيجة النهائية. هذا بالرغم من أنه تم اتهامه بعدم الدقة التاريخية أثناء التصويت".
يتوقع فينبيرج أن يفوز Boyhood في النهاية، حيث أنه سوف يربح نقاطًا عدة لكونه "مختلفًا ومجددًا". الفيلم، الذي استغرق المخرج ريتشارد لينكليتر 12 عامًا لتصويره، يضم الممثلين باتريشيا أركيت وإيثان هوك وايلار كولترين ولوريلاي لينكليتر.
"أحب Selma جدًا.. أنه أحد أقوى الأفلام التي شاهدتها.. تم تصويره بميزانية قدرها 20 مليون دولارًا، خلال 32 يوم، والناتج حقيقةً مبهر" يقول جايل كينج، أحد مقدمي قناة CBS، "لكن الجميع يقول أن Boyhood هو المرشح الأقرب".
جائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي يبدو أنها سوف تكون من نصيب جينيفر أنيستون عن دورها في Cake أو جوليان مور عن دورها في Still Alice، وكلتاهما تنافسان فيليسيتي جونز عن The Theory of Everything، وروزاموند بايك عن Gone Girl وريس ويذرسبون عن Wild، وهي جميعها أدوارًا شديدة التميز.
"منذ مهرجان تورونتو الأخير هناك نقاشًا دائرًا عن دورين نسائيين: جوليان مور كامرأة تحارب مرض الالزهايمر في Still Alice وجينيفر أنيستون في أكثر أدوارها درامية على الاطلاق في Cake" قال فينبيرج، "يبدو أن إحداهما هي الأقرب للفوز".
يقول العديد من النقاد والمحللين أن الأمر محسوم لصالح جوليان مور، ولكن دائمًا ما تفضل الجولدن جلوبز النجمات الأكثر شعبية، وهنا تتغلب أنيستون على مور.
أما المتنافسين على جائزة أفضل ممثل في فيلم درامي، فجميعهم قدموا أداءات عظيمة: ستيف كاريل في Foxcatcher، وبينيديكت كومبيرباتش في The Imitation Game، وجيك جيلينهال في Nightcrawler وديفيد أويلو في Selma، وإيدي ريدماين في The Theory of Everything.
هناك إشارات كثيرة تفيد بأن الجائزة ستكون من نصيب ريدماين أو كومبيرباتش، "لديك اثنان عبقريان معذبان، وأشعر أن الجائزة ستؤول لريدماين، حيث أن أداءه يعد صارخًا وواضحًا أكثر من أداء كومبيرباتش"، يقول فينبيرج، "يذكرني دوره بدور دانييل داي لويس في My Left Foot، وأدوارًا أخرى عظيمة اعتمدت على قدرات الممثل الجسمانية، اعتقد أن لهذا سوف يتغلب ريدماين على كومبيرباتش، رغم أن كومبيرباتش هو النجم الأكبر".
الكثير من العيون سوف تتجه صوب جائزة أفضل مخرج، التي تجمع في منافستها كلاً من ويس أنديرسون عن The Grand Budapest Hotel وافا دوفيرناي عن Selma وديفيد فينشر عن Gone Girl واليخاندرو ايناريتو عن Birdman وريتشارد لينكليتر عن Boyhood.
تعد دوفيرناي أول امرأء سوداء تحصد ترشيحًا لأفضل مخرجة في الجولدن جلوبز، وتعليقًا على ذلك قالت جولي داش، التي كانت أول مخرجة سوداء تخرج فيلمًا من إنتاج أحد ستوديوهات هوليوود الكبري (Daughters of the Dust)، لـCBS إن ترشيح دوفيرناي خبرًا عظيمًا للوسط السينمائي.
"Selma ليس مجرد درس في التاريخ" – قالت جولي داش، "إنه تاريخًا في حد ذاته لعدة أسباب، منها أن دوفيرناي أول مخرجة سمراء تصنع فيلمًا بهذه الميزانية الضخمة ويكون لها حق التحكم في نسخته النهائية، وقصتها عما يحدث داخل حركة حقوق الإنسان تحكيها من منظور ذاتي جدًا وعن تجربة شخصية".
يقول فينبيرج: "رغم كل شيء، تعد تجربة Selma امرًا في غاية الأهمية في الوسط السينمائي، بالرغم أني ما زلت أشعر أن الجائزة ستذهب إلى لينكليتر أو ايناريتو".
دائمًا ما تكون نتائج الجولدن جلوبز مؤشرًا قويًا لما قد يحدث في حفل جوائز الأوسكار، في العام الماضي، اختارت الجولدن جلوبز فيلم 12 Years a Slave، الذي فاز بعد ذلك بجائزة الأوسكار لافضل فيلم.