بعد فوزه في عام 2009 بجائزة مسابقة (نظرة خاصة) من مهرجان كان السينمائي الدولي في عام 2009 عن فيلمه Dogtooth، يعود المخرج اليوناني يورجوس لانثيموس مرة أخرى إلى كان، وهذه المرة في مسابقتها الرسمية، ومشاركًا بأول فيلم ناطق باللغة الانجليزية في مسيرته السينمائية وهو فيلم The Lobster الذي يقوم ببطولته كل من كولين فاريل وراشيل وايز، ويشارك في إنتاجه بجانب اليونان كل من أيرلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا.
تدور أحداث فيلم لانثيموس الجديد في حقبة مستقبلية مظلمة، والتي تتدخل فيها مؤسسات الدولة في الحياة الخاصة لمواطنيها، حيث يجبر كل من كان عازبًا على إيجاد رفيق/رفيقة في فترة لا تتجاوز الخمسة وأربعون يومًا، وإلا فسوف يتم تحويله إلى حيوان، وينتهي به المآل في إحدى المناطق البرية.
وقد عاني الفيلم كثيرًا خلال رحلة بحثه عن تمويل كاف لانتاجه بسبب المصاعب الاقتصادية التي تمر بها اليونان منذ عدة سنوات، وسياسات التقشف التي تتبعها الدولة، حتى تم إنتاجه بعد العثور على ممولين، وبميزانية لم تتجاوز الأربعة ملايين يورو.
وعن أجواء الفيلم الفريدة من نوعها، يوجز الناقد السينمائي ريتشارد لاوسون من Vanity Fair الحالة في افتتاحية مقاله عن الفيلم قائلًا: " لو قام كل من شارلي كوفمان وميراندا جولي وويس أندرسون بالتوجه معًا إلى الغابات، وراودتهم نفس الرؤية المهلوسة، فسوف يبدو الأمر كثيرًا مثل The Lobster".
أما الناقد السينمائي دافيد سكستون من London Evening Standard، فحاول هو الآخر إيجاز الحالة العامة للفيلم الذي منحه أربعة نجوم كاملة، واصفًا إياه بأنه "غير اعتيادي ونثري على نحو عرضي، طريف جدًا بالإضافة إلى كونه دموي ومتوحش كالحياة ذاتها، أنه ينتمي لتلك السينما الخيالية التي يحب أن يدعمها مهرجان كان".
وعن الصلة التي تربط هذا الفيلم بأفلام لانثيموس السابقة، يصف الناقد السينمائي إريك كون من Indiewire أفلامه بأنها تحمل حالة غضب دائمة من الأنظمة، "فبينما يهاجم فيلم Dogtooth الديناميات الأسرية، وينتقد فيلم Alps الدين النظامي (أو المؤسسة الدينية)، فإن The Lobster يكمل ثلاثيته الرائعة المرتكزة على الهجوم العنيف على أشكال التطرف الفاعلة".