(تحذير: المقال يحتوي على حرق لأحداث الحلقة)
هناك مشكلة عامة في الموسم الخامس من لعبة العروش متعلقة بضبط التوازن ما بين الخطوط الدرامية المتشعبة في المسلسل ككل، وتظهر هذه المشكلة بشكل متفاوت على مدار الحلقات السابقة، لكنها كانت جلية للغاية في الحلقة الخامسة؛ حيث غاب عن تلك الحلقة أكثر من ثلاثة خطوط درامية رئيسية، ومنهم خط آريا ستارك للحلقة الثانية على التوالي، ولم يكن هناك أي أحداث تعويضية للمشاهد في الخطوط التي تناولتها الحلقة. حتى خيارات الكتاب في خطي دانيريس تارجارين وجون سنو، لست راض عنهما تماما، وأشعر أنه كان في اﻹمكان أكثر مما كان. أعتقد أنه لو تم اﻹسراع قليلا بوصول تايرون إلى دانيريس في ميرين؛ لحظينا بدراما أكثر ثقلا من ذلك، لكن اللقاء المرتقب طال كثيرا ولم يعد هناك صبر لدينا!
ربما يكون السبب الرئيسي في ظهور تلك المشكلة التي لم ألحظها من قبل في المواسم السابقة للمسلسل هو تأخر صدور الكتاب السادس من قبل مؤلف المسلسل جورج مارتن، وربما تسبب ذلك التأخر أيضا في تطويل ومط اﻷحداث في هذا الموسم، والذي يتذمر منه جمهور كبير من متابعي المسلسل. ناهيك عن وجود خط درامي آخر هام لن نراه في هذا الموسم على اﻹطلاق؛ بسبب انتهاء كتاب المسلسل منه في نهاية الموسم السابق على آخر ما وصل إليه ذلك الخط في الكتاب الخامس، ألا وهو الخط الدرامي المتعلق ببران ستارك وقافلته الصغيرة.
الحلقة السادسة صدرت بعنوان (لا نقهر، لا ننحني، لا ننكسر)، وجاءت تلك الكلمات على لسان إلاريا ساند وهي تحفز عصبة الساند سنيكس قبل ذهابهن للنيل من ميرسيلا باراثيون انتقاما ﻷبيهن أوبرين مارتيل. الخطوط الدرامية التي غابت عن تلك الحلقة هي: (دانيريس تارجارين، جون سنو، ستانيس باراثيون، بريين أوف تارث)، لكن كان هناك توازن في عرض الخطوط اﻷخرى، وتعويض في سير اﻷحداث للمشاهد إلى حد ما.
آريا ستارك:
ما يزال ما يحدث داخل (منزل اﻷبيض واﻷسود) غامضا، حتى بعد الكشف الصغير الذي تبين لنا في هذه الحلقة، حيث دلفت آريا بصحبة جاكين هجار إلى ما يسمى بـ(قاعة الوجوه)، وهي عبارة عن حجرة سرية كبيرة جدا ومبنية من الحجارة، وتحتوي على أعمدة ضخمة مرصع فيها وجوه الموتى بعناية شديدة.
تلك الوجوه مع بعض التعاويذ السحرية هي التي تعطي الرجال المجهولين قدرتهم على التنكر وأن يصبحوا بألف وجه حرفيا. المشهد كان مهيبا جدا ومرعبا جدا، آريا كانت مذهولة للغاية مما رأته، ويبدو أن رحلة آريا كي تصبح أحد الرجال المجهولين لن تكون سهلة أبدا، بل إن جاكين فقد اﻷمل في قدرتها كي تصبح كذلك.
تايرون لانيستر:
يتم القبض على تايرون وجورا مورمونت من قبل أحد تجار العبيد القادمين من مدينة فولانتيس، ويوشك أن يقتل تايرون ويحطم حياة جورا إلى اﻷبد، لولا أن تايرون أخرجهما من الموقف بذكائه المعهود، لكن بشكل مؤقت بالطبع. سوف يتجهون جميعا إلى ميرين حيث دانيريس تارجارين وحلبات القتال، ونتوقع قريبا جدا أن نرى جورا يقاتل هناك في نزال حتى الموت ضد رجال لا ترحم. لكن تُرى ماذا ستفعل دانيريس عندما تراه في الحلبة أول مرة؟
كينجز لاندينج:
يعود العقرب إلى دهاليز كينجز لاندينج ليجتمع مع اﻷفعي، طبعا أنتم تعلمون أن العقرب هو اللورد باليش، وأن اﻷفعي هي سيرسي لانيستر. إنه لقاء العمالقة بلا شك، تشعر بمشاهدتك لهما يتبادلان أطراف الحديث أن الكهرباء تملأ المكان، وأن الرسائل الخفية وراء الجمل الحوارية الصادرة من كليهما تحمل الكثير من التشعب والدهاء.
أيضا كما توقعنا من قبل، يقلب باليش الطاولة على الجميع، ولا يلتزم إطلاقا بعهده مع سانسا، بل يتضح أنه يستغلها تماما كما استغل والدها من قبل في الوصول والترقي في الممالك السبع أكثر وأكثر، وهذه المرة يسعى إلى أن يصبح حاكما للشمال مرة واحدة. أقنع سيرسي أن ينتظرا المنتصر من بولتون وستانيس، ثم يقود فرسان وادي آرين ويغير عليه ويأخذ منه الشمال وهو ما يزال ضعيفا وخارجا من معركة كبيرة، على أن تكون مكافأته أن يعلنه الملك حاكما على الشمال.
من ناحية أخرى، تصل أولين تايريل جدة الملكة مارجري إلى كينجز لاندينج كي تجد حلا مع سيرسي بشأن اعتقال الميليشيات الدينية للوراس تايريل حفيدها وشقيق مارجري بتهمة الشذوذ الجنسي، لكن يبدو أن سيرسي قررت اﻹطاحة بآل تايريل من على الساحة بشكل كامل، وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء إرسالها لميس تايريل والد مارجري إلى برافوس، حتى يمكنها اللعب معهم دون تأفف من أحد.
لا تسير محاكمة لوراس على ما يرام، وتتعقد اﻷمور أكثر وأكثر مع آل تايريل، حيث تدخل الملكة مارجري طرفا في القضية، ويتم التحفظ عليها لحين محاكمتها هي اﻷخرى بتهمة الشهادة الزور والحنث باليمين. كل ذلك والملك تومين لا يحرك ساكنا ولا يسكن متحركا كعادته. إذن لا مساعدات مالية من آل تايريل بعد اﻵن، ولا تحالف بين المنزلين بعد اﻵن، وربما لن تكون هناك ملكة تدعى مارجري بعد اﻵن.
كل ما تفعله سيرسي في مارجري وعائلتها بسبب ما أخبرتها بها العرافة وهي صغيرة عن الملكة التي ستأتي وتأخذ منها الحكم يوما ما، لكنها رفعت سقف الصراع إلى أبعد حد، بل إلى حد لا يمكن العودة منه بأي شكل كان. الملاحظ أن سيرسي تفعل كل ذلك وهي لا تدري أن جدة مارجري شاركت في قتل ابنها الملك السابق جوفري، ترى ماذا كانت لتفعل لو علمت بتلك الحقيقة؟
دورن:
كما توقعنا من قبل، حدثت المواجهة بين الساند سنيكس والقافلة الثنائية برون وجيمي لانيستر، المعركة بينهما كانت سريعة ومتواضعة وغير مشبعة، وانتهت بالقبض على الجميع بما في ذلك إلاريا ساند أيضا. هل نتوقع حدوث أزمة دبلوماسية أو ربما حرب بين آل مارتيل وآل لانيستر؟
وينترفيل:
لقد تحول اﻷمر إلى عادة في الممالك السبع فيما يتعلق باﻷعراس، لم نشاهد زفافا واحدا طبيعيا منذ بداية المسلسل، إما أن ينتهي بقتل أحدهم، أو أن تكون هناك مؤامرة ما في الزواج، أو أن يكون أحد الزوجين غير راض عنه فيخرج كئيبا ومقبضا كزفاف هذه الحلقة بين سانسا ستارك ورامزي بولتون.
كانت تلك أول مرة نشاهد فيها مراسم الزواج على طريقة أهل الشمال، وهي مراسم غريبة بعض الشيء، ولم تستطع تخفيف حدة الجو بأي شكل من اﻷشكال.
قبل مراسم الزواج بقليل، سانسا كانت تجهز نفسها للعرس، وأخيرا تُظهر بعض القوة والبأس تجاه ميراندا ابنة مربي الكلاب والتي تحب رامزي وتغار عليه بشدة من سانسا، لكن سرعان ما ذهب ذلك هباء في ليلة زفافها وهي بصحبة رامزي، والذي يفعل كل ما في وسعه كي يحصل على لقب الشخصية اﻷكثر كرها في المسلسل على اﻹطلاق، ربما أكثر من جوفري نفسه!
المشهد كان شديد الوطء علينا كمشاهدين، ربما أكثر من مشهد مقتل أوبرين! وأعتقد أن الجمهور متعطش ﻷقصى درجة كي يرى رامزي مقتولا بأبشع طريقة ممكنة، وبأسرع وقت ممكن.