سلك يوسف الشريف طريقا مميزا في الدراما خلال السنوات الأخيرة بتقديمه مسلسلات تحمل طابع الغموض والتشويق، ما جعل المشاهدين ينتظرون دائمًا مفاجآته ومحاولة حل ألغاز مسلسلاته، بل أن هذه النوعية من اﻷعمال أصبحت بمثابة ماركة مسجلة باسمه في دراما رمضان كل عام، وهذا العام قدم الشريف شكلًا مختلفًا من الدراما التليفزيونية في مسلسله "لعبة إبليس".. وفي حديثه مع السينما.كوم كشف الشريف عن أسرار التجربة الجديدة وتحدث عن نوعية أعماله بالإضافة إلى الخدع السحرية التي قدمها في المسلسل، وتطرق كذلك للحديث عن عرض مشاركته في فيلم هوليوودي.
كيف تفاعل الجمهور مع "لعبة إبليس" رغم ابتعادك فيه عن الألغاز؟
هي فكرة جديدة ومختلفة وكان عندي يقين أنها ستعجب الناس، لأن المفاجأة موجودة والتشويق حاضر ولكن بطريقة أخرى مختلفة عما قدمته في السنوات الماضية، التي اعتمدت على الألغاز المباشرة، وأعتقد أن التحدي في "لعبة إبليس" أكبر من أي عمل قدمته في السنوات السابقة، وكنت أعلم أن المشاهد سيشعر بالقلق لغياب اللغز وسير الأحداث بشكل طبيعي، وأنا شخصيًا قلقت، ولكنني كنت على ثقة بالجمهور الذي لم يخذلني وأُعجب بالمسلسل.
فكرة المسلسل كتبتها زوجتك إنجي علاء لتكون رواية، فما جذبك لتقديمها كمسلسل؟
الحدوتة والموضوع نفسه لأنه جديد ومختلف عن الموجود، وشعرت أن طريقة السرد له ستكون مختلفة ومميزة، لأنه ليس "ساسبنس" طبيعي، والحقيقة أن إنجي كانت عبقرية في الحكاية لأنها غريبة وفيها صراع يأتي من كل مكان ونصل إلى مرحلة نجد أن كل الشخصيات تلعب على بعضها البعض في نفس الوقت بنفس الطريقة، بالإضافة إلى أن هناك جزء ثان خاص بـ عمرو سمير عاطف، الذي حول الفكرة لمسلسل وأضاف لها شخصيات جديدة وأحداث جديدة وغزل الشخصيات مع بعضهم.
ما حقيقة ترشيحك لشخصية واحدة في البداية واختيارك تجسيد الشخصيتين؟ً
الحقيقة زوجتي إنجي عرضت عليّ تقديم شخصية "سليم" في البداية، وأنا طلبت تجسيد شخصية "أدهم"، وبعد ذلك طلبت تجسيد الشخصيتين، رغم أنه أثناء التحضير كان هناك اقتراح أن العب "أدهم" فقط، ولكن كان هناك طمع فني من جانبي لأن الشخصيتين مغريتان وبهما تحدي كبير ووجودهما في الأحداث ضروري، فكانت فرصة بالنسبة إليّ وطمع لم أنكره، وأعتقد أنه لا يوجد ممثل في العالم ينتمي لمهنة التمثيل وليس طماعًا في عمله.
كيف تأقلمت مع فكرة تقديم شخصيتين مختلفتين، وخاصة وأن واحدة منهما ساحر؟
الحقيقة أن شخصية "أدهم" جننتني وأخدت مني مجهود كبير، عكس شخصية "سليم" التي أعتبرها أسهل بكثير في التعامل معها، ولكن "أدهم" كنت أشعر أنني "اتخانق" معه قبل التصوير، حيث كان عليّ دراسة مهارات هذا الشخص بعيدًا عن التمثيل وأن أكون داخل الشخصية بشكل كامل وكنت مضطرًا لتعلم الخدع السحرية ومقابلة أشخاص يعملون في هذا المجال، وقد استعنا في العمل بأربع سحرة مختلفين من ناحية المهارات إلى أن تعلمت هذه الخدع، بالإضافة إلى أنني جلست معهم حتى أعرف طريقة الكلام الخاصة بهم وتحركاتهم وما فوجئت به حقًا أن الساحر يحتاج جمهوره في أقوى تركيز حتى يستطيع خداعه، وهو عكس ما قد يتوقعه البعض.
هل استفدت من تعلمك للخدع السحرية واستخدمتها في حياتك الشخصية بعيدًا عن المسلسل؟
دائما أحاول تجنب تأثير الشخصيات التي أجسدها على حياتي الشخصية، وأوقات كثيرة لا أتمكن من ذلك، والحقيقة أن أكثر المستفيدين من شخصية "أدهم"، هم أولادي لأنني قدمت لهم العديد من الألعاب السحرية في المنزل وأصبحنا ليس في حاجة للذهاب إلى عروض الساحر وغيرها، وحتى في أوقات الراحة بين التصوير كنا نقوم ببعض الألعاب السحرية على سبيل الدعابة.
متى سنراك تقدم نوعية المسلسلات الاجتماعية أو الكوميدية؟
مؤكد إذا جاءني عمل وشعرت أنني أستطيع تقديمه فسأقدمه، وأنا لا أدعى أنني أستطيع تقديم كافة الألوان ومن يدعى ذلك فهو مغرور والغرور والثقة الزائدة من أهم أسباب إخفاق بعض الممثلين، فلا أحد يستطيع تقديم كل الألوان، لاعتقاده فقط أنه بمجرد ظهوره على الشاشة سيتابعه الجمهور، وذلك لن يحدث سواء في مصر أو في العالم كله، ولا أضمن تقديم عمل كوميدي لأن دمي ثقيل!
ما تفسيرك لإعلان السيناريست عمرو سمير عاطف أن "لعبة إبليس" سيكون التعاون الأخير له معك؟
سمعت هذا الكلام، أعتقد أنه أصبح من السهل أن يكتب شخصًا كلامًا على ال"فيس بوك" وأن ينتشر هذا الكلام بسرعة البرق للميديا والصحافة، ولكنني عندما قررت الاستفسار حول جدية هذا اﻷمر، تحدثت إلى عمرو وقال ليّ إنه ليس هناك أي مشكلة وإنه كتب هذا الكلام حتى يتم تجديد التعاون بيننا مرة أخرى في عمل جديد، وصراحةً لم أفهم حديثه بشكل تام، وفي النهاية أستطيع أن أعلن اﻵن أن هناك تعاون قادم مع عمرو سمير عاطف.
حدثنا عن العرض المقدم لك للمشاركة في فيلم عالمي يعرض في هوليوود؟
لن أستطيع الحديث عن تفاصيل تخص العمل، خاصةً أنني لم أعرف الكثير بعد، حيث أستعد للسفر إلى هوليوود بعد إجازتي لمعرفة كافة التفاصيل، وكل ما وصلني هو تقديمة عن الفيلم ونبذة عن دوري فيه وأماكن التصوير والمواعيد المقترحة، والفيلم سيشارك في إنتاجه جهة عربية، وهذه ليست المرة الأولى التي يعرض عليّ المشاركة في فيلم هوليوودي، وتقريبًا نفس الجهة عرضت عليّ عملًا سابقًا ولكنني لم أقبله.
وما أسباب رفضك للعرض اﻷول؟
لم أقم به لسبب معين، وحاليًا تواجهني نفس المشكلة، وعندما أذهب لمقابلتهم سأطرح هذا الأمر، الذى له علاقة بالقيود التي تقيدني في مصر والخاصة بالمشاهد الجريئة، فلا يصح أن يكون لدي مبدأ في مصر وعندما أذهب إلى هوليوود أبدله! فلو هناك مشاهد أرفض تقديمها هنا سأرفضها في أي مكان، وهذا الفيلم هو فرصة عمري، حيث عُرض عليَ دور بطولة ولكن في نفس الوقت لن أستطيع التنازل عن مبادئي، ومن ناحيتي لا أريد التعلق كثيرًا بهذا الفيلم حتى لا أحزن إذا ضاعت الفرصة.