منافسة شرسة تشهدها قاعات السينمات المصرية خلال موسم عيد الفطر الحالي، بين خمسة أفلام هي "شد أجزاء" و"ولاد رزق" و"سكر مر" و"حياتي مبهدلة" و"نوم التلات"، وبينما تتنافس هذه الأفلام على إيرادات شباك التذاكر، يتنافس أبطالها أيضًا في محاولة الترويج لأفلامهم عن طريق مواقع "السوشيال ميديا" أو بجولاتهم على السينمات ولقاء الجمهور، كما تتصارع شركات الإنتاج بإصدار بياناتها اﻹعلامية والتي تشعل حرب الإيرادات.
ومن خلال البيانات والأرقام المتضاربة التي تم ترويجها خلال الأيام القليلة الماضية، يبدو أن الصراع محتدم بين فيلمي "شد أجزاء" لـ محمد رمضان و"ولاد رزق" لـ أحمد عز، وفيما توضح خريطة اﻹيرادات اتجاهات الجمهور، قد لا تأتي آراء النقاد متسقة مع هذه الاتجاهات.. وفي هذا التقرير نرصد آراء اثنين من النقاد حول أفلام موسم عيد الفطر وما إذا كانت متوافقة مع آراء الجمهور.
الناقد طارق الشناوي، الذي شاهد الأفلام الخمسة، اعتبر أن محمد رمضان استطاع فرض نفسه كنجم المستقبل لنوعية أفلام الأكشن، حيث تميز في فيلمه الجديد بلياقة بدنية عالية، تجعله يتفوق على الكثير من نجوم الأكشن المتوجداين حاليًا على الساحة والمتقدمين في السن على حسب وصفه، لكن أخذ الشناوي على الفيلم، ترويج صناعه قبل عرضه لفكرة تمرد "رمضان" على نفسه من خلال تقديم شخصية ضابط شرطة، وهو ما لم يجده المشاهد في الفيلم، وقال الشناوي إن رمضان ظهر بشخصية الضابط لدقائق قليلة جدًا، وسرعان ما عاد لشخصية البلطجي التي اعتاد تقديمها، حيث استبدل صورة الضابط الذي يطبق القانون، بالضابط المخالف للقانون والذي يستغل أساليب البلطجية لمعرفة قاتل زوجته.
وقال الشناوي، إن فيلم "ولاد رزق" من جهة أخرى لم يحقق النجاح المطلوب، ليس بسبب أزمة عز مع زينة كما قد يعتقد البعض، لكن لأن عز بدأ ينطفئ تدريجيًا منذ أفلام "الحفلة" و"حلم عزيز"، وهي أفلام سبقت الأزمة، وظهر هذا أيضا في مسلسله "الإكسلانس" العام الماضي، وأشار الشناوي إلى أنه رغم وجود عناصر أخرى للنجاح، كمجاملة أصالة، وأسلوب إخراج طارق العريان المتميز لأفلام الأكشن، إلا أن عز يظل هو المشكلة، ومع ذلك أكد الشناوي أن الفيلم لم يخلو من نقطة النور، معتبرًا أن أداء محمد ممدوح وأحمد الفيشاوي ساهم في نجاح العمل، وذلك بالرغم من عدم تواجد ممدوح على الأفيش.
وأشار الشناوي إلى أن فيلم "سكر مُر" ينتمي إلى فئة الأفلام الفنية غير التجارية، وأنه لا يمكن مقارنته بالأفلام الأخرى التي عُرضت في نفس الموسم. أما بخصوص محمد سعد فاعتبر الشناوي أنه قدم الجزء الثاني من فيلم "تتح"، وأن ما أنقذه من السقوط للقاع هو أن فيلمه سيء، لكن هناك الأسوأ وهو "نوم التلات" لـ هاني رمزي، الذي قال عنه الشناوي إنه فيلم لا يليق بفنان كوميدي مثل هاني رمزي، خاصةً أن الفيلم لا يحمل أي كوميديا ولا يحمل عناصر الفيلم الناجح، وتساءل الناقد الكبير كيف يختار هاني سيناريو بهذا السوء والملل؟!
ومن جانبه قال النقاد إيهاب التركي إنه، لا يوجد فيلم غير متوقع أو مفاجئ بشكل ملحوظ، لكن في المقابل يمكن القول إن محمد رمضان في "شد أجزاء" صنع اختلافًا إيجابي في مسيرته ولو بشكل نسبي، حيث قدم فيلمًا به أجواء الأكشن التي اشتهر بها وحققت له جماهيريته، وفي نفس الوقت شهد الفيلم اهتمامًا واضحًا بالعناصر الأخرى كالسيناريو والإخراج والأداء، كما لم يشهد الفيلم وجود أغاني ورقص أو مبالغات لا ضرورة لها، بغض النظر عن أن رمضان يقدم في الفيلم شخصية الخارج عن القانون أيضًا إلا أنه اعتمد على موضوع وحبكة تنتمي لعالم السينما والدراما وليست مجرد حكاية بلطجي من العشوائيات والتي كررها كثيرًا.
واعتبر التركي أن الأداء التمثيلي هو أفضل ما في البطولات الجماعية بفيلمي "ولاد رزق" و"سكر مر"، في حين جاءت البطولات الفردية سيئة جدًا على مستوى أداء هاني رمزى في "نوم التلات" ومحمد سعد في "حياتي مبهدلة".
وقال التركي إن الكوميديا بشكل عام جاءت أقل من المتوقع، فأعاد محمد سعد تقديم شخصية "تتح" بدون إبداع أو ابتكار جديد، فيما لم يستطع هاني رمزي تقديم كوميديا مضحكة، وهو الأسوأ في أفلام العيد، معتبرًا أن عودة رمزي للتعاون مع حسن حسني بعد أكثر من 10 سنوات على لقائهما في "غبي منه فيه" جاءت غير موفقة، وأن مقارنة بسيطة بين العملين تكشف أن مستوى الضحك والكوميديا كانت أفضل وأخف ظلًا في "غبي منه فيه" عن "نوم التلات".