في كل قصة أو حكاية يوجد البطل الطيب والمدافع عن الناس، والشرير الذي يسعى دائمًا للفوضى والتخريب، ولكن لا قاعدة تجبر الجمهور على كره الأشرار حتى لو كانوا يحاربون بطلهم المفضل.
مع تقدم السينما بدا الاهتمام واضحًا بتطوير الشخصيات وإعطائهم هوية لتقريبهم من الجمهور أكثر، فكل شرير له قصته، ومشاكله مما يجعل الجمهور يتعاطف معه. فما هو سبب حبنا الشديد لبعض أشرار الشاشة الكبيرة إذن؟
يقول المحلل النفسي سيجموند فرويد إن الجنس البشري بطبيعته يسعى ليحصل على ما يريد عندما يريد، أي أننا نُخلق أشرار ولكن يردعنا المجتمع. في هذا المقال سنستعرض 6 أشرار أحبهم الجمهور على الشاشة الكبيرة..
1. لوكي
هو الأخ غير الشقيق لـ"ثور" حاكم "ازغارد" وعدوه اللدود. ظهر بأفلام: Thor وAvengers وThor 2: The Dark World وجسد الشخصية الممثل توم هيدلستون.
الجمهور أحب لوكي (البعض منهم أكثر من البطل الرئيسي ثور) وهذا كان السبب الأساسي وراء قيام مارفل بجعله الشرير الأساسي في Avengers. سبب حب الجمهور هو أداء توم هيدلستون المقنع، حيث جسد الشخصية بحرفية كبيرة جعلتنا نتابع كل حركاته وكان الكل يتمنى عودته في الجزء الثاني من Avengers 2.
2. فولدمورت
هو عدو الساحر هاري بوتر في السلسلة الشهيرة والساعي دائمًا إلى تدميره. فولدمورت هو تعريف للشر، بلا رحمة، عنيف، لا يسامح, حتى أنه مستعد لقتل أي أحد كي يحقق ما يريد. مع كل هذه الصفات لا يمكن تجاهل حب الجمهور للشخصية والمشاهد التي يلتقي فيها مع هاري هي الأجمل على الإطلاق.
في سياق السلسلة نتعرف على ماضي فولدمورت وكيف أصبح شريرًا، وهذا سبب كافي للجمهور للتعاطف معه وحبهم له، دون أن ننسى أداء الممثل رالف فينس الذي أضاف للشخصية نكهة خاصة.
3. هانيبال ليكتر
عام 1991 جسد الممثل أنتوني هوبكنز شخصية القاتل "هانيبل ليكتر" في فيلم The Silence Of The Lambs، مقتبسًا عي رواية لتوماس هاريس.
هانبيال ليس مجرد مجرم عادي، هو سفاح وآكل لحوم بشر ينفذ جرائمه بأبشع الطرق ورغم ذلك، جعلنا أنتوني هوبكنز نتعلق بالشخصية من شدة "رعبنا"، الأداء ورسم الشخصية كانا رائعين. فنظرة منه تدب فينا الخوف ولا حاجة للمشاهد المقززة كما في أفلام الرعب الحديثة.
4. ماليفيسنت
في عام 2014 خاطرت ديزني وأنتجت فيلمًا بطلته الشريرة في فيلم "الجميلة النائمة" ماليفيسنت، ولكن هذه المرة تخبرنا القصة من وجهة نظرها. جسدت الشخصية الممثلة أنجلينا جولي وغلبت كاريزمتها على الفيلم فقدمت أداءً رائعًا.
نجاح الفيلم وإعلان ديزني إنتاجها لجزء ثاني أكبر دليل على أن الأشرار لهم جمهور، وإذا قدموا الفيلم الجديد بطريقة صحيحة يمكن أن يطغوا على الأبطال ويسرقون الأضواء منهم. فهل سنجد محاولات أخرى من ديزني أو غيرها لجعل البطولة "للأشرار فقط"؟
5. دارث فيدر
السلسلة "الفضائية" الأنجح على الإطلاق Star Wars أو حرب النجوم كان ولا زال لها شعبية كبيرة والجمهور ينتظر بفارغ الصبر الجزء الجديد الذي ستصدره ديزني في ديسمبر المقبل بعنوان Star Wars: The Force Awakens.
كل من شاهد السلسلة يعرف جيدًا دارث فيدر صاحب الجملة الأشهر "لوك، أنا والدك" وهو بحسب "الأكاديمية الأمريكية للأفلام" ثالث أفضل شرير في تاريخ السينما. مع أن وجهه لا يظهر بسبب قناعه الشهير ولا حدود لشره، إلا أن السيناريو المحبوك وسير القصة جعل منه شخصية محبوبة حتى الآن. فتباع تماثيل له ولجنوده Stormtroopers.
6. الجوكر
هل يمكن أن نتحدث عن الأشرار المحبوبين وننسى "الجوكر"؟ هو عدو باتمان اللدود، مختل عقليًا يستعمل الفكاهة وينفذ ساديته على الضحايا.
أول من جسده على الشاشة الكبيرة كان جاك نيكلسون عام 1989 وهيث ليدجر عام 2008 والكل ينتظر فيلم Suicide Squad السنة المقبلة كي نرى جاريد ليتو يضع قناع الجوكر.
لا شك أن شخصية الجوكر وأفعاله تجذب الجمهور، فهو شخصية صعبة تتطلب من الممثل تحضير كبير وإلى اليوم كل من قدم الشخصية برع فيها، فهل سيقدم جاريد ليتو الجوكر بنفس المستوى؟
المقربين من مجال الكتابة السينمائية يعرفون جيدًا كم هو صعب كتابة شخصية شريرة كي يتعلق الجمهور بها وتعطيه الدافع لإكمال الفيلم، لذا لا يُمنع أن يحب بعض الناس الأشرار وحتى يفضلوهم عن الأبطال، فكما يقول توم هيدلستون: "كل شرير هو بطل داخل عقله".