الارشيف / سينما و تلفزيون / السينما كوم

الذكرى الـ33 لرحيل عميد المسرح العربي.. الذي مات وحيدًا

ظاهرة استثنائية في تاريخ الفن العربي.. "يوسف وهبي" بك، ابن العائلة الأرستقراطية الذي ولد بمدينة الفيوم عام 1898 لعائلة من علية القوم، كان والده يملك لقب باشا آنذاك، بدأ تعليمه في "كتاب العسيلي"، وانتقل بعد مرحلة الكتاب إلى مرحلة الدراسة بالمدرسة السعيدية، ظهرت موهبته في هذه الفترة حيث كان يلقي المنولوجات ويقوم بالتمثيل في المدرسة إلى أن ذهب للتمثيل بالسيرك وكانت نقطة فاصلة في حياته حيث رأى والده أن العمل بالسيرك يجلب العار للعائلة فقام والده بطرده من المنزل إلى أن ألحقه بمدرسة الزراعة بمشتهر، ومنها هرب يوسف وهبي إلى إيطاليا.

إيطاليا ورحلة الاحتراف

بعد هروب يوسف وهبي إلى إيطاليا قرر أن يدرس التمثيل والمسرح، فدرس على يد الممثل اﻹيطالي "كيانتوني" حتى عاد إلى مصر عام 1921، كان والده قد توفي، فأخذ وهبي ميراثه وبدأ في تأسيس فرقته المسرحية تحت اسم فرقة "رمسيس" وقدم من خلالها أولى أعماله المسرحية "المجنون" وبدأ في الانتشار وتقديم العديد من الأعمال المسرحية المترجمة عن الفن الإنجليزي والفرنسي والإيطالي حتى نال لقب "عميد المسرح العربي".

يوسف وهبي والسينما

على الرغم من التفوق المسرحي والانتشار الواسع الذي حققه، إلا أن قرار العمل بالسينما جاء في مرحلة متأخرة نسبيًا، حيث صب وهبي اهتمامه اﻷكبر على المسرح أولًا، إلى جانب خلافه مع السينمائيين وأهل الصحافة بسبب تطلعه لتجسيد "النبي محمد" على شاشة السينما، ما أدخله في خلاف مع الكثيرين. لكنه مع ذلك دخل إلى عالم السينما من خلال مشاركته للمخرج "محمد كريم" في الفيلم الروائي "زينب" ثم تبعه بأول فيلم مصري ناطق "أولاد الذوات" وتوالت أعماله من خلال تمثيل وإخراج وتأليف العديد من الأعمال، منها "ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت مدارس" و"غرام وانتقام" و"إشاعة حب" و"شنبو في المصيدة" وغيرها، وكانت لأعماله الفنية وجودتها فضل كبير في العديد من الجوائز والأوسمة التي حصل عليها، وأهمها رتبة "البكوية" التي أعطاها له الملك فاروق عن فيلمه "غرام وانتقام" وجوائز أخرى مثل وسام الاستحقاق وجائزة الدولة التقديرية والدكتوراة الفخرية من الرئيس الراحل أنور السادات عام 1975.

لمحات في حياته

قدم يوسف وهبي خلال مسيرته الفنية العديد من اﻷعمال، حيث تقرب الأفلام التي أخرجها من 30 فيلمًا، وألف ما لا يقل عن 40 فيلمًا، واشترك في تمثيل حوالي 60 فيلمًا، مع عدد يصل إلى 320 مسرحية، كما شارك في تأسيس ستودو "النحاس" عام 1928، واُنتخب نقيبا للممثلين عام 1958 وعمل مستشارًا للمسرح بوزارة الإرشاد.

نهاية مأساوية

كانت نهايته تشبه إلى حد كبير رواية قرأها، بحسب كتاب "يوسف وهبي.. السيرة الأخرى لأسطورة المسرح" للكاتبة المصرية الدكتورة "لوتس عبد الكريم"، التي كانت تجمعها علاقة قوية بعميد المسرح العربي، حيث قالت في كتابها إن نهاية عميد المسرح العربي تشبه إلى حد كبير رواية كان يقرأها حول شاب سقط وتهشمت جمجمته ودخل المستشفى ومات، وعندما تذكر وهبي موعدًا مهمًا عليه اللحاق به، ترك الرواية جانبًا، وذهب مسرعًا وهو ما تسبب في سقوطه ووقوع كسر في أحد المفاصل وتعذر علاجه بمصر، فسافر إلى لندن في رحلة علاج وعاد عام 1962 وسط غياب الكثير من الفنانين وتلاميذه عنه مما أصابه بحالة اكتئاب، فلم يزره إلا عمر الحريري وأمينة رزق. وتناثرت أخبار وفاته أكثر من مرة إلى أن دخل مستشفى "المقاولون العرب" وتوفي فيها في السابع عشر من أكتوبر لعام 1982.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى