«كل ما أرغب في حفظه هو نسخة "التوضيبة الخاصة". النسخ الأصلية مُتاحة على شرائط فيديو، لأي شخص يريد مشاهدتها. لكنني لم أنفق كل هذا الوقت والمال -نحن نتحدث هنا عن ملايين الدولارات- في تحسين النسخ القديمة كي أسمح باستمرارها بعد ذلك.. بالنسبة لي، تلك الأفلام لم تعد موجودة من الأساس».
جورج لوكاس
ربما لم أكن أحد أفراد الجيل القديم الذي شهد ميلاد المُعجزة وقت ظهورها، تلك اللحظة العملاقة في تاريخ السينما، بل وصناعة الترفيه بأكملها. لكنني كنت من الجيل التالي -الأوفر حظًّا من الأجيال اللاحقة- الذي تمكَّن من مشاهدة الثلاثية الأولى في نسختها الأصلية على شرائط فيديو عتيقة قبل التعديلات.
على مدى أكثر من 20 عامًا، واصل المخرج والمنتج جورج لوكاس -العقل المُهيمن وراء حروب النجوم- تحسين وتنقيح وترقيع وتبديل وإفساد أفلامه على الجميع، بإصرار وعناد كبيرين، وبلا أي مُبرِّر منطقي، بل في تحدٍ صارخ لعشاق الأفلام القديمة، وكأنه «لورد سيث» طاغٍ يستغل نفوذه وإمبراطوريته الخاصة، ولا يتورَّع عن استخدام "القوة" لارتكاب جرائم حقيقية (أو تحسينات من وجهة نظره)، كادت أن تؤدي إلى حالة كُره عام للأفلام، لولا وجود تاريخ حافل يدعمها، وقاعدة مولعين خلفها هي الأكبر في عالم الأفلام.
ربما فقط من يدركون كم كانت مؤثرات الأفلام الأصلية مُعجزة، وغاية في الصعوبة، ومصنوعة بأشد الطرق رصانة وكلاسية، وتعتمد بالكامل على نماذج مصغَّرة للمركبات والكائنات -بل لكل شيء جامد أو حي- تُحرَّك ثم تُمزج معًا في منظر واحد عبر حركات كاميرا متَّصلة بحاسوب طوِّرت خصيصًا لتسمح بتكرار نفس الحركة بنفس زوايا الكاميرا (عُرفت التقنية لاحقًا بالـ Motion Control).. تلك الكاميرا تعبر غرفة مشبَّعة ببخار الزيت للإيحاء بعمق الأبعاد، لتصوِّر عناصر متفرِّقة كلٍ على حدة، ويتم تجميعها لاحقًا في غرف المونتاج... أولئك فقط هم من يحتقرون أن يُلوَّث كل هذا المجد بإضافة بعض الشخصيات هنا وهناك باستخدام خدع الـ CGI، التي هي قطعًا شيء رخيص ومبتذل بالكامل بالمقارنة، فضلًا عن أنها لم تتفوق في شيء عمَّا تم إنجازه بالطرق الأخرى قبلها بعشرين عامًا.. لقد كانت شيء يستحيل تكراره في الواقع.
إن التأثير الكاسح الذي أثَّرت به أفلام حروب النجوم على الثقافة الشعبية في أمريكا والعالم من الصعب استيعابه حقًّا، ومستحيل التطرُّق إليه في مقال واحد، فالأمر يستلزم كتابًا من العيار الثقيل، أو فيلمًا وثائقيًا مُفصَّلًا، وهو ما ستجد الكثير منه على الإنترنت بالفعل إذا بحثت جيدًا. لكننا هنا سنحاول فقط تتبُّع التغييرات العديدة المؤسفة التي قام بها جورج لوكاس «الأب» في حق «ذريته» العزيزة من الأفلام، التي هي إنجازه الأكبر طوال تاريخ عمله بالسينما.
لقد تم إهدار مجد عظيم من أجل حفنة دولارات، كانت ستتدفق غالبًا أيضًا إذا عرضت الأفلام دون هذا التشويه. إن العظمة الحقيقية تكمن في أن تُشاهد الأجيال في المستقبل تلك الأفلام، وتُذهل من أن شيئًا ممَّا رأت لم يصنع باستخدام ذات الحواسيب والبرامج التي يعبث الأطفال والمراهقين بمثيلاتها طيلة الوقت.
ها نحن أولاء -قبل طرح الجزء السابع من التساعية الملحمية الكبرى- نفتح هذه المرة ملفًا غير سارًا، سنحتفي بالفيلم الجديد ربما بأكثر الطرق غرابة وإثارة للحنق... إذا أردت متابعة سلسلة مقالات ذات أجواء أكثر احتفالية، فأنصحك بمتابعة الملف الرائع للزميل «محمود راضي» الذي يطرحه على حلقاتٍ منفصلة... أما هنا، فنحن ذاهبون في رحلة مرهقة، نستكشف فيها ما فعله فارس الجيداي عندما استسلم لإغواء الجانب المظلم من القوة.
قبل أن نبدأ، أود التنويه أننا سنتحدث عن الثلاثية القديمة باستخدام لفظة Sequles اختصارًا، وهو الاسم الذي باتت تُعرف به نظرًا للترتيب الزمني للملحمة، أما الثلاثية الحديثة فسندعوها بالـ Prequels.
حسنًا، لم يعد هناك المزيد من الوقت لنضيعه، فلنبدأ على الفور.
الحلقة الأولى: تدمير الإرث
(التوضيبة الخاصة، 1997)
في عيده العشرين، وتحديدًا في يناير من العام 1997، طرح جورج لوكاس نسخة مُرمَّمة ومعدلة بالكامل من الثلاثية القديمة على شرائط فيديو، كما طرح الجزء الأول منها في دور العرض، تحت عنوان التوضيبة الخاصة Special Edition، وفيها استخدم كل ما تتيحه له المؤثرات الحاسوبية (الحديثة نسبيًا وقتها) من قدرات جديدة وتحكُّم شامل، كي يعدِّل ويُطفِّر الأفلام القديمة، في محاولة للوصول بها إلى الرؤية التي طالما قبعت في ذهنه للملحمة، والتي لم تساعده التكنولوجيا آنذاك على تحقيقها. لكن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، والأحلام تتحول بسهولة نسبية إلى كوابيس أحيانًا.
الجزء الأول A New Hope كان الأكثر تضررًا على الإطلاق، وخضع إلى تغييرات عنيفة وغاشمة هي الأكثر إثارة للجدل من بين الأفلام الثلاثة الأولى. هذه التغييرات تشمل -ولكن لا تقتصر- على:
- استبدال الخلفيات المرسومة على الزجاج والتي تعرف بالـ Matte paintings التي صنعها فنان المؤثرات الخاصة بي. إس إيللينشو بخلفيات حاسوبية.
- إضافة المزيد من جنود الإمبراطورية Stormtroopers، وحيوانتهم من زواحف الديوباك، باستخدام الـ CGI.
- إدراج لقطة خارجية جديدة بالكامل لمسكن أوبي وان كنوبي على كوكب تاتوين.
- إزالة الحدود السوداء من أسفل المركبة الأرضية الطائرة Landspeeder، وإضافة ظل رقمي لها.
- إضافة واستبدال العديد من المخلوقات الفضائية بأخرى رقمية في مشهد حانة كانتينا الشهير.
- جعل الميناء الفضائي موز أيزلي أكثر ازدحامًا وأكثر ضخامه بمخلوقاتٍ ومبانٍ رقمية بالطبع.
- استبدال النماذج المصغَّرة الرائعة لسفن الـ X-Wings والـ Millenium Flacon بنسخ رقمية مبتذلة.
- إدراج مشهد إضافي بين لوك وصديقه الطيار بيجز داركلايتر.
- تعزيز وتضخيم مشهد إنفجار نجم الموت، وإضافة حلقة من الضوء المتنامي للانفجار لإعطائه مزيدًا من العمق.
- جَعْل «هان سولو يطلق النار لاحقًا». كل مشاهدو السلسلة المخضرمين يعلمون جيدًا أن هان سولو في مشهد الحانة قد أطلق النار -أو بالأحرى الليزر- على جريدو أولًا.. الأخير هو خادم جابا ذا هات، الذي كان يهدِّد هان ليدفع دينه إلى جابا. قام لوكاس بتغيير تلك التفصيلة، وجَعَلَ جريدو يطلق النار أولًا، دون أن يصيب هان سولو من مسافة لا تتعدى المترين، لتصبح طلقة هان سولو التي أردت جريدو قتيلة مُجرَّد ردة فعل على عدوانه. هذه التفصيلة الصغيرة جدًا، أثارت غضب عارم بين عشاق السلسلة، وأضحت عبارة Han Shot First بمثابة صرخة استرحام يائسة من جميع تجاوزات لوكاس، وتلخص جُل غضبهم من الجرائم التي ارتكبها الرجل في حق الأفلام القديمة، وقد وجدت العبارة طريقها إلى كل شيء: ملصقات، ملابس، أفيشات، صور ساخرة، وكل ما يخطر على بالك.
- إضافة مشهد محذوف من النسخة الأصلية لجابا ذا هات في أثناء تفاوضه مع هان سولو، بينما الأخير يدور حوله ويخطو صاعدًا فوق جسده الثعباني. في المشهد الأصلي كان جابا ذا هات دُمية كبيرة الحجم، ولم تكن مقنعة جدًّا، لذا حذف لوكاس المشهد برمته، لكنه أعاده في التوضيبة الخاصة مستبدلًا الدُمية بنموذج رقمي، وقد خرج بالمناسبة أكثر سوءًا من الدُمية بكثير.
كان حظ الجزء الثاني The Empire Strikes Back أكبر في عدد التغييرات، لكن معظمها أتى مستترًا، لذا فهي غير ملحوظة كتغييرات الجزء الأول... تتضمَّن التغييرات: إضافة المزيد من التفاصيل الرقمية للمدينة السماوية Cloud City حيث جرت المواجهة بين لوك ودارث فيدر، إجراء تعديلات عديدة ومكثَّفة في شريط الصوت، وإضافة صرخة مدوية لـ لوك في أثناء هروبه من دارث فادر.
وفقًا للوكاس، فإن The Empire Strikes Back هو صاحب نصيب الأسد من التعديلات من بين الأفلام الثلاثة، لكن معظمها كانت لإزالة الخطوط الحدودية السوداء التي تحيط بسفن الـ Snow Speeders الناتجة عن المزج وفصل الكروما.. التغييرات الرئيسة هنا كان غرضها لتنظيف الفيلم، وبالذات في مشهد معركة كوكب هوث الافتتاحية.
أما بالنسبة لتغييرات Return of the Jedi فمعظمها يتركَّز في مشهد حاشية جابا ذا هات على كوكب تاتوين. دُمية المغنية الفضائية تم استبدالها بنسخة رقمية سيئة التنفيذ جدًّا، وأغنية الفرقة نفسها تغيرت من أغنية Lapti Nek إلى أغنية Jedi Rocks، بالإضافة أيضًا لتعديل بعض الجمل الحوارية في المشهد، وإجراء المزيد من تحسينات الـ CGI على مختلف العناصر، وإضافة المزيد من الأطراف والمجسَّات لوحش الصحراء Sarlacc الذي ابتلع صائد الجوائز بوبا فيت. هناك أيضًا أغنية شعب الإيووك Yub Nub التي تم استبدالها بإحدى مقطوعات جون ويليامز.
أحد أهم الإضافات في هذا الجزء ظهرت في تتابعات نهايته، بعد الاحتفال الكبير بهزيمة الإمبراطورية... لقد أعطى لوكاس لمحة مثيرة للاهتمام لكوكب كورسكانت -عاصمة الجمهورية ومن بعدها الإمبراطورية- للمرة الأولى، وقتها لم يكن المشاهدين قد رأوا الـ Prequels بعد، لذا كانت هذه مفاجأة ضخمة لهم.
الآن، إذا كنت ترغب في عقد مقارانات بصرية شاملة لكل التعديلات التي أصابت الثلاثية الأصلية، اسمح لي أن أحيلك إلى هذه المقارنة التفصيلية، المُفصَّلة لقطة بلقطة، لكل فيلم من الأفلام الثلاثة:
Episode IV: A New Hope
Episode V: The Empire Strikes Back
Episode VI: Return of a Jedi
الحلقة الثانية: التشويه مُستمر
(إصدار الـ دي في دي، 2004)
بعد سبع سنوات من توضيبته الخاصة، وبعد التغييرات المُزلزلة التي قام بها، استجاب لوكاس للضغط الهائل من الجمهور، وأطلق ثلاثيته على اسطوانات DVD. (عندما سُئل عن السبب الحقيقي قال صراحةً: «القرصنة بدأت تحد من حجم المبيعات بشكلٍ كبير»). لكن ما لم يعرفه الجميع وقتها، أن الأفلام خضعت لمزيد من التعديلات والتنقيحات... وعلى الرغم من ذلك -أو ربما بسببه- ظهرت بعض المشاهد بتصحيح ألوان سيئ جدًا، واحتوت على مشاكل جمَّة في الصوت أيضًا. لكن إذا تغاضينا عن الهفوات، فإن الاختلافات الرئيسة ستكون كالتالي:
- تعزيز صرخة أوبي وان كنوبي لتخويف المُغيرين من شعب الرمال في ظهوره الأول لإنقاذ لوك.
- تحسين جودة النسخة الرقمية لجابا ذا هات في A New Hope.
- جريدو وهان أطلقا النار في نفس اللحظة تقريبًا.
- الممثل إيان ماكديارميد أدَّى مشهد الهولوجرام الخاص بالإمبراطور بالبتين، بدلًا من كلايف ريفيل الذي لعب الشخصية في الـ Sequels.. أيضًا أضيفت له جملًا حوارية مختلفة.
- صوت بوبا فيت أصبح حاليًا صوت الممثل تيمويرا موريسون -الذي لعب شخصية جانجو فيت في Attack of the Clones- بدلًا من صوت الممثل جاسون وينجر.
- ضمن احتفالات سقوط الإمبراطورية في نهاية Return of a Jedi، نرى لقطة لحشودٍ مهللة على كوكب نابو، ونرى أفرادًا من الجونجان -ليس من ضمنهم جار جار بينكس تحديدًا- وهم يصيحون: "!We-Sa Free".
- إزالة حواجب الممثل سيباستيان شو في مشهد خلع خوذة دارث فيدر (وهي تفصيلة منطقية نسبيًا بعد احتراقه في لظى نيران كوكب موستفار في Revenge of the Sith).
- عندما يظهر أناكين، ويودا، وأوبي وان كنوبي، كأرواح أمام لوك، نجد أن أناكين لا يلعب دوره سيباستيان شو، ولكن الممثل الشاب هايدن كريستنسن، وهو أمر لا معنى له على الإطلاق، حيث أن لوكاس أبقى على أليك جيننيس كممثل شخصية أوبي وان كنوبي، وليس إيوان ماكريجور، الذي لعب الدور في الـ Prequels!
الحلقة الثالثة: الجماهير ترد الضربة
(الإصدار المحدود، 2006)
على الرغم من تأكيدات جورج لوكاس المستمرة أن النسخ الأصلية لن ترى النور مرة أخرى أبدًا، رضخت شركة Lucasfilm للضغط العام الكبير وطرحت في عام 2006 ما سُمي بالـ «إصدار المحدود Limited Edition Discs». هذه النسخة لا تختلف كثيرًا عن نسخة 2004، لكن بمكافأة إضافية، وهي إدراج نسخة السينما الأصلية على اسطواناتٍ منفصلة بجوار النسخ المعدلة . حسنًا، في الواقع، هذا الإصدار لا يعول عليه مطلقًا، وهو عار كبير على لوكاس والشركة.
ما هو موجود على هذه الاسطوانات، هو نفس نسخ الإصدار القديم المعروف بـ LaserDisc Definitive Collection، لكن فقط مع إزالة عنوان Episode IV: A New Hope من الفيلم الأول، وطرحه بالعنوان الأصلي Star Wars فقط. (لم أتناول هذا الإصدار الذي ظهر عام 1993 لأنه لم يحو أي تغييرات تُذكر في الواقع، سوى إضافة عنوان Episode IV: A New Hope إلى افتتاحية الجزء الأول).
ورغم أن هذه النسخة بالفعل احتوت الأفلام الأصلية بلا تعديلات، إلا أنها في حقيقة الأمر غير قابلة للمشاهدة، فجودة النسخة شنيعة الرداءة، وهي بنسبة أبعاد شاشة 4:3، ممَّا يخلق صورة مربعة بحدودٍ سوداء حول جميع إطارات الفيلم إذا تمت مشاهدته على شاشة عريضة.
هذا يدل على أن هذا الإصدار بالكامل (الذي كان ضد رغبة لوكاس كما يبدو) لم يكن سوى رد سلبي لتهدئةً ثورة المُعجبين.. وقد تأكَّد هذا بشدة بعد تصريح لوكاس خلال مقابلة أجريت معه في MTV عندما قال: «الآن سنعرف ما إذا كانوا يرغبون حقًا في رؤية الأفلام الأصلية، أم سيفضلون النسخ المنقَّحة.. سيتضح كل شيء في النهاية».
الحلقة الرابعة: الفرصة الأخيرة
(إصدار الـ بلوراي، 2011)
يبدو أن لوكاس كان يدرك جيدًا أن إصدار الـ Blu-Ray سيكون فرصته الأخيرة في تنقيح والتلاعب بذريته من الأفلام، لذا قام بإجراء تعديلات على جميع الأجزاء، بما فيها الـ Prequels. من ضمن هذه التغييرات: استبدال دمية يودا في الحلقة الأولى بنسخة رقمية، وإضافة تعليق صوتي لوالدة أناكين أثناء مشهد الحلم في الحلقة الثانية، وإضافة حوار إضافي لأفراد من جيش المستنسخين في الحلقة الثالثة.
لم يهتم أحد في الواقع بهذه التغييرات كثيرًا، فلا أحد تعلَّق بالـ Prequels لدرجة أن يغار عليها. لكن مع ذلك، نفَّذ لوكاس هجمة أخيرة على الثلاثية القديمة مرةً أخرى، مصححًا ألوان الأفلام، ومضيفًا بعض الصخور لإخفاء R2-D2 عن أوبي وان كنوبي في مشهد صحراء تاتوين، ومضيفًا المزيد من اللقطات القريبة في Return of a Jedi، ومعطيًا شعب الإيووك عيونًا رقمية، والكثير غير ذلك.
أما التغيير الأكثر إثارة للجدل، والوحيد من ضمن كل التغييرات الشبيه بتفصيلة: من أطلق النار أولًا، في مشهد هان سولو وجريدو، كان مشهد إلقاء دارث فيدر بالإمبراطور من حالق إلى هلاكه في ذروة فيلم Return of a Jedi.. هنا نسمعه يصرخ بشكل ملتاع Noooooo.. الأمر روَّع عشاق السلسلة، لكنه على الأقل وفَّر بعض الاتساق مع صرخة فيدر العارمة في نهاية الحلقة الثالثة.. في الحقيقة، هذا هو التغيير الوحيد الذي لم ينفِّرني.
جميع تغييرات إصدار الـ Blu-Ray تجدها هنا.
الحلقة الخامسة: أمل جديد
(البعد الثالث، 2012)
طرح جورج لوكاس الفيلم الأول من الملحمة -بالترتيب الزمني للأحداث- The Phantom Menace بتقنية الـ 3D في دور العرض. أعتقد أن الجميع يتَّفق معي أن أسوء ما في السلسلة قد تجلى بشكلٍ كامل في هذا الجزء. إنه الفيلم الأضعف والأسوء من بين الحلقات الـ 6 كلها. ففضلًا عن ضعف مؤثراته البصرية، والصورة المسطَّحة بالكامل، وتصوير معظمه بكاميرا رقمية عتيقة، والاستسهال في كل شيء.. هناك أيضًا النص السخيف، والأداء البارد من الجميع، وبالطبع جار جار بينكس، ذلك الجونجي اللزج كثير الخرق والكلام، والذي يتأتى كل شيء معه بالمصادفة.. هذا أسوء مخلوق ظهر في عالم Star Wars.
كان لوكاس يخطِّط تحويل باقي الأجزاء تباعًا للعرض بتقنية الـ 3D لإضافة المزيد من الأموال إلى شركته، إلا أنه قرر في لحظةٍ ما التقاعد، وقامت شركة Disney بشراء Lucasfilm في اللحظة المناسبة لتُنقذ السلسلة من جنون خالقها، وتبدأ في التحضير لثلاثية جديدة تكمل الأحداث بعد 30 عامًا من الـ Sequels، وها نحن على مشارف رؤية أول أجزائها خلال أيام... هل ستكون الأفلام الجديدة جيدة؟ لا أحد يعرف، لكن دعنا لا نستبق الأحداث، لننتظر ونرى.
أما الخبر المفرح حقًا هو تناثر شائعات تقول بأن Disney تنوي طرح الثلاثية الأصلية في نسختها التي لم تُمَس.. إذا كان ذلك صحيحًا، فأعتقد أن Disney ستكون قد قدمت أكبر خدمة لعشاق السلسلة المخلصين، ولهذا السبب فقط قد يتقَّبل بعضهم وجود شعار ديزني في بداية الأفلام القادمة، وهو الأمر الذي لا يستطيع الكثير منهم استساغته إلى حدٍ كبير حتى الآن... لذا دعنا نأمل أن يؤكد المسؤولون في Disney الشائعات، ويعلنون قريبًا أنهم يُحضِّرون لطرح الأفلام القديمة كما هي، بكل ما تحويه مميزات وكل ما فيها من عيوب... هكذا فقط يمكن أن نطمح أنه في يوم من الأيام سنستطيع رؤية Star Wars كما نتذكره...
لتكن القوة معهم!