مؤخراً، أعلن أحد المسؤولين في شركة «فوكس/20th Century Fox» السينمائية، بشكلٍ غير رسمي، أن فيلم الشركة الجديد X-Men: Days of the Future Past، ستبلغ تكلفته 250 مليون دولار، ليصبح الفيلم الأعلى كُلْفَة في تاريخ الشركة العريقة، متجاوزاً رقم Avatar السابق الذي بَلغ 237 مليوناً منذ أربعة سنوات.
كيف ارتفعت ميزانيات الأفلام إلى هذا الحد؟ إنها حكاية طويلة حدثت على مدار عقود، ربما لا تخص شركة «فوكس» وحدها ولكن إنتاجات الشركة هي النموذج الذي نتناوله في "السينما.كوم" عبر هذا الموضوع المقسم لجزئين، ليس عن أعلى الأفلام كُلفة في تاريخ «فوكس».. ولكن عن الأفلام التي ارتفعت بميزانيات الشركة تدريجياً كي تصل إلى 250 مليون دولار ستضخ في عملها الجديد.
في هذا الجزء نتناول الأفلام قبل الألفية، وفي الجزء القادم سنتناول أفلام الميزانيات الكبرى للشركة بعد عام 2000:
1- Star Wars - 1977 (11 M)
لم يَكن الجزء الأول من السلسلة السينمائية الأشهر «حرب النجوم» هو أول عمل تتخطى ميزانيته حاجز الـ10 مليون دولار في تاريخ الشركة، ولكنه العمل الأهم، والذي مثل نقلة حقيقية، لا للشركة فحسب ولكن للسينما ككل.
11 مليون دولار وُضِعَت في العمل، كان المسؤولون يظنون أنها مُغامرة كبيرة وغير محسوبة، ولكن الحصاد كان مذهلاً، 775 مليوناً في شباك التذاكر حول العالم جعلته الفيلم السينمائي الأنجح والأكثر إيراداً لسنواتٍ طويلة، والأهم من النجاح الذي حققه للشركة..أنه فتح باباً استثنائياً لما صار يعرف اليوم بـ«أفلام البلوك-باستر»، الميزانيات الكبرى التي تضخ لتأتي بأضعافها.
2- Star Wars Episode V: The Empire Strikes Back – 1980 (25 Million)
3- Star Wars Episode VI: Return of the Jedi – 1983 (32.5 Million)
نجاح «حرب النجوم» الاستثنائي دفع الشركة لإعطاء الكارت الأخضر لصانعها «جورج لوكاس» كي يكمل سرد حكاية الفضاء البعيد، بميزانية تزيد عن الضعف في الجزء الثاني، وتقارب الضعفين في الثالث، ورغم أن أيّ منهم لم يحصد نجاح الأول، إلا أنهما حققا معاً قرابة المليار دولار في ثلاثة سنوات فقط.
" frameborder="0">
4- The Abyss – 1989 (70 Million)
في ذلك الوقت، كان المخرج «جيمس كاميرون» هو بيضة الثمانينات التي تَبيض ذهباً!
فيلم خيال عِلمي لم يتكلف أكثر من 7 ملايين دولار مثل Terminator ، ثم جزء ثاني من سلسلة Aliens يعتبره البعض أفضل من الجزء الأول الذي أخرجه «ريدلي سكوت»، مع نجاح استثنائي في العملين الذين أخرجهما.
ذلك النجاح دفع الشركة لتجاوز حاجز الـ50 مليون دولار لأول مرة في تاريخها، ووضع ميزانية وصلت لـ70 مليوناً في يد «كاميرون» للغوصِ في أعماق البحر للبحث عن غواصة حربية مفقودة –قبل سنوات من الذهاب إليه ثانيةً بحثاً عن Titanic!-
ورغم أن كل عوامل النجاح كانت متوفرة، إلا أن الفيلم مَثّل إحباطاً حقيقياً للشركة، لم تتجاوز إيراداته بداخل أمريكا الـ55 مليون دولار، وعالمياً لم تحسن الـ30 مليون الأخرى التي حققها الفيلم من الوضع كثيراً، كان أول هزيمة كبرى للشركة مع أفلام الميزانيات الضخمة.
5- Die Hard 2 – 1990 (70 Million)
بعد عام واحد من فشل The Abyss، تقرر الشركة أن تساهم في 70 مليون دولار أخرى كميزانية لفيلمٍ، هو الجزء الثاني من Die Hard، معتمدة في تلك المرة على نجاح ضخم حققه جزءه الأول، ونجومية كبيرة صار يتمتع بها نجمه بروس ويلس.
المغامرة في تلك المرة كانت ناجحة، حقق الفيلم 240 مليون دولار عالمياً، صار واحداً من أنجح أفلام الحركة حينها.
" frameborder="0">
6- True Lies – 1994 (115 Million)
جيمس كاميرون من جديد!، وأول فيلم تتخطى ميزانيته حاجز الـ100 مليون دولار في تاريخ الشركة
فيلم عن «بطل أمريكي» يحاول الوقوف في وجه مجموعة إرهابية تحاول تفجير قنبلة نووية في لوس أنجلوس، وعلى الرغم من بساطة القصة إلا أن التجارب الكبيرة التي أجراها «كاميرون» في مؤثراته الخاصة، من خلال شركة «ديجيتل دومين» التي أسسها حينها ارتفعت به إلى تلك الميزانية الضخمة، والنتيجة في النهاية كانت جيدة، نال الفيلم قبولاً من النقاد، وحقق قرابة الـ400 مليون دولار عالمياً.
7- Titanic – 1997 (200 Million)
كالعادة، تكون المُبادرة مع «جيمس كاميرون»، أول مخرج امتلك الجرأة في تجاوز الـ100 مليون دولار، وأول مخرج وصل من الجنون، في وقتٍ كانت أعلى ميزانية لفيلمٍ فيه هي 125 مليون دولار، أن يطلب 200 مليوناً كاملة كي ينفذ عملية إحياء كاملة للسفينة «تايتانيك» التي غرقت عام 1912.
الفيلم السادس في مسيرة «كاميرون»، والذي ظل آخر أفلامه لـ12 عاماً بعدها، بلغت كلفته 200 مليون دولار، كان فتحاً وانقلاباً في ميزانيات الأفلام خلال التسعينات، نصف تلك الميزانية ذهبت للديكور والأزياء، من أجل إحياء مطلع القرن العشرين بكل أناقته وتفاصيله، بينما ذهب النصف الآخر لمؤثرات بصرية اعتبرت خيالية في حينها، من أجل معايشة الساعات الأخيرة في غرق السفينة.
الحصاد كان مدهشاً، حتى بالنسبة لكاميرون نفسه، 11 جائزة أوسكار من أصل 14 رشح لها، اكتساح لكل جوائز المؤثرات البصرية والصوتية المحتملة، أفضل مخرج وأفضل فيلم وغيرها من الجوائز
وعلى الصعيد التجاري، صار الفيلم أنجح عمل في تاريخ السينما بلا منازع، حقق 2 مليار و185 مليون دولار حول العالم، في وقتٍ لم يكن الفيلم التالي له قد تجاوز المليار الأول!
ورغم ارتفاع القيمة النقدية ودخول عصر السينما ثلاثية الأبعاد وارتفاع الميزانيات والعائدات.. إلا أن «تيتانيك» ظل محافظاً على مكانه كأعلى الأفلام كلفة لثماني سنوات، وأعلى الأفلام دخلاً لـ12 عاماً كاملين حتى تم كسره بعودة «كاميرون» في فيلم Avatar عام 2009، وهو الأمر الذي سنتناوله في الجزء الثاني من هذا الموضوع.
" frameborder="0">