حين يتحول الوجع السوري إلى صرخة تعيدنا إلى صرخة “أورفيوس”، ويتحوّل إلى صرخة تاريخية تستنهض الضمير العالمي كي يسمع ويرى ويشعر بوجع السوريين، إقتلاعهم وتهجيرهم براً وبحراً وجواً.
أن تشكلّ الأمّ تلك الصورة الحقيقية لهذا الوجع هو ما تجسده أمل عرفة في ثلاثية “موطني”، ثلاثية الغرق والطوفان السوري، حين تحمل الأم طفلها بوجه عاصفة الحرب، وكأنها تقول للعالم من حقي أن أعيش أنا وطفلي على هذه الأرض بكرامة وحرية.
أمل عرفة المتميزة بأدائها المنوع الذي يحمل الابتكار والإبداع دائماَ، تقدم اليوم هذه الثلاثية وكأنها تستجمع روح المرأة السورية على شكل صرخة تقشعرّ لها الأبدان.
بشخصيتها المثقلة بالهم والتعب والأمل ووجع الروح التي عبرت عنها في أحد أجمل مشاهد المسلسل عندما صرخت صرحة وجع وألم وذل، صرخة إنسانية تحمل روح اللاجئ السوري في تغريبته المريرة، “يالله… شو ذنب الصغار”.
الفنانة السورية أمل عرفة وبين حرفية الأداء وضخامة الإنتاج أبدعت بأدائها في ثلاثية “موطني” بمسلسل “مدرسة الحب” الذي ينقل هموم النازح السوري، ويزيد الألم فوق وجع الجرح ذاته.
الثلاثية تروي قصة مما يعيشه السوريون في رحلة الهجرة إلى أوروبا عبر البحار، وتستعرض مخاطر يتعرضون لها خلال بحثهم عن ملاذ آمن، فــمنهم الــشهم ومنهم الصـــبور ومـــنهـــم الأناني الذي لا يفكر في اللحظات الحرجة سوى في أن ينجــو بنفسه، هي ثلاثية تعكس حقيقة المعاناة الإنسانية للمواطن السوري بعيداً عن أمن الوطن وأمانه.
يذكر أن ثلاثية “موطني” من تأليف نور شيشكلي ومازن طه، وإخراج صفوان مصطفى.