لم يتوقع مخرج فيلم "لامورا" الكبير محمد إسماعيل وباقي فريق العمل، ردود الفعل الإيجابية التي تلت عرض الشريط ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم في دورته الحادية والعشرين.
وأكدت الفنانة فرح الفاسي أن جمهور المهرجان من نقاد وسينمائيين ومنتجين أشادوا بهذا العمل السينمائي سواء من حيث جودة التصوير، أو الإمكانيات البشرية والتقنية المتوفرة، مؤكدين بأن "لامورا" أو "الحب في زمن الحرب" أقرب إلى فيلم أجنبي منه إلى الشريط المغربي، خاصةً أن أغلب المشاهد دارت باللغة الإسبانية، الشيء الذي شكّل تحدياً سواء بالنسبة للمخرج أو الممثلين.
ورغم تطلعها المستمر للظفر بجوائز سواء داخل المغرب أو خارجه، كأي فنانٍ آخر، إلا أن الجائزة الأكبر بالنسبة لفرح الفاسي هو رضى الجمهور وإعجابه بما تقدِّمه، وهو ما لمسته خلال العرض الأول لفيلمها بالمهرجان، وقالت، "جائزتي في المهرجان الوطني للفيلم حصلت عليها عند عرض الفيلم، وأنا مقتنعة أن الحصول على الجوائز في المهرجانات يخضع لعدة معايير منها مدى تقبُّل اللجنة لنوعية الأفلام المشاركة في المسابقة".
وعن أول تجربة إنتاج لها في الفيلم قالت فرح الفاسي إن المخرج محمد إسماعيل هو من شجّعها على ذلك، وأكَّد لها أنها تملك مقوّمات سينمائية عالية في الصناعة السينمائية بشكلٍ عام.
وأكدت فرح الفاسي أن عالم الإنتاج ليس بالأمر الهيّن، خاصةً أنها جسّدت دور البطولة في الفيلم أيضاً، الشيء الذي شكّل صعوبة بالنسبة إليها في التوفيق بين المجالين. واعتبرت أنها تجربة تعلّمت منها الكثير، خاصةً أنه فيلم تاريخي تعود قصته إلى عام 1936، وقالت، "أشكر المخرج محمد إسماعيل على تشجيعي وعلى هذه الهدية".
ولم تخف فرح الفاسي أن أجواء التصوير كانت صعبة نوعاً ما، وأن أشخاصاً وضعوا أمامهم العديد من العراقيل بغية توقيف تصوير الفيلم لأسباب تجهلها، لكنها في الوقت نفسه وجّهت الشكر الكبير لمجموعة من الأشخاص الذين قدّموا المساعدة للفيلم وكانوا السند أمثال : العربي أحنين رئيس جماعة أزلا، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة طنجة تطوان الحسيمة محمد الحميدي، إلى جانب محمد أحجام، وعبد القادر الرحومني، وعبّرت فرح الفاسي عن سعادتها لأن الفيلم استطاع تجاوز كافة العراقيل ورأى النور أخيراً.
تجسد فرح الفاسي في الفيلم دور "ماريا"، الفتاة الإسبانية في الثلاثينيات من عمرها، تعاني إعاقة جسدية تسبب لها ألماً نفسياً، مثلما تعاني الشعور بالقبح مقارنةً بفتيات مدينة إشبيلية الجميلات، والرؤية الدونية من قبل المحيطين بها، الأمر الذي سيتسبب لها في حالة إنطواء نفسي، إلى أن تقع في علاقة حب مع جندي مغربي ستثمر إنجاب طفلتهما "روزا".
من جانبه، أشاد المخرج محمد إسماعيل بالجهد الكبير الذي قام به فريق العمل لتقديم هذا العمل السينمائي في أحسن حُلّة، ومن بينهم وجوه جديدة استطاعت التفوق في أداء أدوارها.
وأضاف أن "الحب في زمن الحرب"، الذي صُوِّر بين مدن تطوان وشفشاون والقصر الكبير، يسلّط الضوء على قصة مستوحاة من أحداث تاريخية، مبرزاً في أن الفيلم رد اعتبار للجنود المغاربة الذين شاركوا في حرب فرانكو، خاصةً أنها قضية لم تطرح من قبل في الدراما أو السينما المغربية.
ويحكي فيلم " "لامورا" قصة "روزا" التي ولدت ونشأت في إسبانيا من أم إسبانية وأب مغربي، وتقرر في أحد الأيام الذهاب إلى المغرب للتعرُّف على أسرتها من جهة الأب.
شارك في تشخيص أدوار الفيلم كل من فرح الفاسي، والمهدي فولان، وهاجر بولعيون ومحمد عسو، وعبد الإله إرمضان وآخرين.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة