تمَّ مساء السبت الماضي 8 فبراير الجاري، برواق جمعية الثقافة والفنون بجدة، افتتاح المعرض الفردي للفنانة التشكيلية السعودية سلوى حجر، بعنوان "سلوى 2020"، المعرض الفني شهد حضور سعادة الدكتورة سارة العتيبي مدير عام فرع معهد الإدارة النسائي بمنطقة مكة المكرمة، ومدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح، كما أشرف عليه الفنان أحمد الخزمري مشرف لجنة الفن التشكيلي بالجمعية والمنسقة الأستاذة سحر عناني.
المعرض شهد حضور كثيف لروّاد الفن التشكيلي المعاصر، كالفنان هشام بنجابي، والفنان ضياء عزيز، وأهل الإعلام والصحافة والمهتمين بالفن التشكيلي السعودي، ويستمر المعرض لغاية 13 فبراير الجاري.
وتعتبر الفنانة "سلوى حجر"، من التجارب التشكيلية المتميزة في التشكيل السعودي المعاصر تستوقفنا تجربتها كفنانة مضت بخطوات واثقة وحملت عبئاً ثقيلاً على كتفيها ورهنت وقتها لكي تراه فى لوحاتها، جسّدت الجمال في عملها الفني، حيث ارتبطت ارتباط الروح بالجسد، ناشدت خطوطه وألوانه لكي تعلق الأمل والتفاؤل فوق صدرها عبر سنين مضت.
بقيت "سلوى حجر" محبةً للفن بكافة أشكاله منذ طفولتها، خاصةً رسم الطبيعة الذي استحوذ على اهتماماتها الخاصة، وشكّل محوراً أساسياً في عملها حيث تعمّقت في التفاصيل الدقيقة جداً للكون، ما ميّز رسوماتها فيما بعد، وأعطاها طابعاً انفردت به عن غيرها.
تزخر لوحات الفنانة التشكيلية "سلوى حجر" بتلك الرؤى الإنسانية والجمالية العذبة التي تنساب بسلاسة عبر ثنايا أسلوبية الألوان الزاهية، فهي تغرف من طاقة إبداعية عفوية وتلقائية متمكِّنة في توظيف تقنيات الألوان الفاتحة على اللوحة، على أصول وقواعد حرفة التشكيل في خطابها الجميل تجاه موضوع الطبيعة الخلابة والتي تحتل سائر اللوحات.
قدّمت الفنانة "سلوى حجر"، الطبيعة بألوان من الخطوط في حالات متباينة بليغة الإشارات والدلالات، كما عملت على إحاطتها بأشكال من الزخارف والانحناءات والدوائر، ومفردات وعناصر مستمدة من مناخات أساطير وموروث بلدها الأصيل وتاريخه.
تقول الفنانة التشكيلية “سلوى حجر” : أنا محظوظة جداً لكون الله سبحانه و تعالى قدَّر لي أن أكون ومنذ أن كنت طفلة، أن أتعلّم الرسم وأبجدياته، كنت قريبة من كل من يعشق الفن التشكيلي، أراقب حركات وفرشاة الفنانين المتميزين وهم يرسمون، وكُلِّي أذانٍ صاغية، أنتبه إلى ملاحظاتهم وتوجيهاتهم، فكبرت في أجواء الفن، مستوعبةً أبجدية الألوان وهجائية الأشكال وبلاغة التعبير ودروس المزج والتناغم الطري بين الأشكال الهندسية والرموز التراثية والثقافية.
وتضيف الفنانة "سلوى" : الألوان هي ما تتميّز بها لوحاتي، فأنا أرسم ألوان الفرح والبهجة و المحبة في أعمالي وأنقل صورة للمتلقِّي عن الوجه المشرق والجميل من حياتنا، فألوان الربيع، أينما كانت في العالم هي ألوان فرح وسرور ومحبة، هكذا أوظِّف الألوان الفاتحة في أعمالي لتعكس ما أراه في الغد لنا ولأطفالنا و لجميع أبناء السعودية.
"سلوى حجر" فنانة زاوجت بين مفهومي العقلي والحسي ووظفتهما على نحوٍ متقن، وهذه سمة بارزة عند الفنان، تظلُّ لوحاتها تجسيداً جمالياً له خصوصياته، ومن شأنها بذلك أن تساهم في إثراء مسار الحركة التشكيلية السعودية في المستقبل.
الفنانة التشكيلية "سلوى حجر" من مواليد مدينة الرياض مقيمة في جدة، حاصلة على ليسانس في الأدب الإنجليزي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، مستشارة منارة العرب للثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية ومقرُّها الرئيسي ( الأردن )، رئيسة تجمُّع اتيليه فناني العالم فرع السعودية، حاصلة على شهادة الدكتوراة من المركز الثقافي الألماني الدولي، حاصلة على الشهادة الفخرية من المركز الإبداعي للفنون الآداب، بالإضافة إلى شهادة ( سفيرة السلام )، حيث مُنحت لها من قِبل السفير المغربي والشاعر الكبير سفير الإبداع والنوايا الحسنة عزيز منتصر، كما توِّجت بشهادة شرفية عليا من أكاديمية السلام في ألمانيا واتحاد الأخوة للسلام العالمي.
شاركت الفنانة "سلوى حجر" في مجموعة من المعارض الجماعية داخل وخارج المملكة، كما حازت على مجموعة من الشهادات والجوائز والدروع القيّمة تقديراً لعملها ومشاركاتها المميزة بلوحات أبهرت الناظرين والزوّار.
تبقى الفنانة التشكيلية "سلوى حجر" إنسانة تشعر وتتأثر وتحزن وتفرح، والحياة فيها ما يريّح وما يُضني، وكونها فنانة، تشعر أنها أكثر تأثراً، ومشاعرها مرهفة إلى أقصى حد.
تتعامل مع إنفعالاتها بإيجابية، ولا تجعل الحزن يتمكّن من حركة ريشتها، قد تظهر أحزانها في أعمالها كونها إبنة المجتمع، ولكن سرعان ما يختفي الحزن ويغلب اللون الزاهي ويحقق انتصاراته على مساحة لوحاتها لغايات جميلة وعشق لا متناهي.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة