عاد الفنان التشكيلي إدريس الحسكي إلى رسوماته وأعماله الجميلة كي يستعيد حسبما يقول، زمناً جميلاً كانت فيه الروح وثابة، لنستلهم منه رؤانا للحاضر والمستقبل، الحسكي تشكيلي مغربي عاشق للطبيعة ومولع بكل ما هو جميل، فخلف كل لوحة له تكمن حكاية ما تعكس ثقافته التي تميزه عن أقرانه من الفنانين، هو الطبيب الذي ترك المشرط ليمسك بالفرشاة مقدِّماً أعمالاً فنية تزينت بها معارض وطنية ودولية من خلال رسم أروع اللوحات، حيث انبثقت تجربته في فن الجمال الذي جسّد من خلاله كثيراً من رموزنا الفنية وثقافتنا المغربية الأصيلة.
ويعتبر التشكيلي إدريس الحسكي، من أهم الفنانين المغاربة الذين أحبوا وتأملوا في الطبيعة وحاولوا اكتشاف أسرارها وألوانها، من خلال حسِّه العفوي الصادق وعشقه الدائم لعلائق الظل والنور وتفاصيل تدرُّج الأشكال والحجوم والرموز في بساط الأرض المخضرة، وقد يتعلق بصرك بالألوان وابتسامة الطبيعة الساحرة بين ثنايا لوحاته التي تسري وتشع على محيط جميع العيون العاشقة للجمال وكأنها المبارزة الواقعية لتفاصيل المهارات والإبداع الروحي، وهي تجزي المساحات إلى مجموعة قصص شبه واقعية تشكِّل بمجموعها الإحساس الجميل.
كما تجسّد لوحات إدريس الحسكي، بكتلها المتزنة وألوانها البراقة وشحناتها التعبيرية الموحية طاقة مختزنة للحياة، تنطوي على انفعالات ومشاعر وعواطف إنسانية، تذهب أبعد مما هو مرئي، بل تحلق في بعض اللوحات إلى مناخات روحية ذات نكهة حميمة.
وقال الفنان إدريس الحسكي: "لا ينشغل الفنان باللوحة كإطار وإنما ينشغل أساساً بشاعرية اللون وتناظراته الموسيقية الخلابة المفتوحة على براح الطبيعة والكون، مضيفاً :"هناك هَم يكاد يكون طفولياً، شغوفاً بالبحث عن اللامرئي الغامض المجهول في المرئي الماثل بتداعياته الواقعية"، وأوضح الفنان الحسكي، أنه يرسم لوحاته ويتركها تتحرك مثل الكائنات مع الناس، كما يريدون، فالفن أروع وسائل التعبير بالنسبة للمتلقي.
أعمال الفنان إدريس الحسكي، تمثّل طاقة إبداعية اختزلها في لوحات تبهر الناظرين، لوحات يتأثر بها المشاهد عندما تقع عينيه عليها، فالفنان إدريس الحسكي، قبل ما يطرح العمل يختزنه في قالب تشكيلي خاص به يحمل إحساسه، ليعبّر عن الفرح والحزن والطمأنينة والسلام، مع سرد بعض الحكايات بلغته التشكيلية الخاصة، مستخدماً بعض الرموز التي تساعد في تأكيد فكرته، كما تأتي الألوان أيضاً لتؤكد على مضمون العمل الفني للفنان، فلوحاته هي دنياه الخاصة به في حكايات من خلال همس الألوان، وأنه عاد ليقدم نموذجاً جديداً يتناول فيه أسلوب الفن الراقي.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة