تعتبر الفنانة التشكيلية إلهام بودراز واحدة من الفنانات العصاميات في مجال الرسم والتشكيل، حيث استطاعت أن تفرض اسمها كعاشقة للألوان والفرشاة، لتبحر من خلال البحث والتنقيب وتطوير تجربتها، وآليات اشتغالها وتوظيفها في أعمالها، التي أكسبتها الهوية الفنية الحقيقية وأصبح لها أسلوب مميّز بحضورها الفني مختزلة إياه بإحساس مرهف، يمزج التاريخي والثقافي كفنانة يغلب عليها الواقعي أحياناً، جاعلة من أعمالها رسالة حب وجمال نابعة من مشاعرها، ناثرة الفن عن تقاليد وأعراف مجتمعها المغربي ليشعر بِكَمْ المشاعر التي بداخلها، محاولة من خلال ريشتها الفنية ملامسة البعد النفسي، وسبر أغواره، فأعمالها تعكس قوة الإبداع لديها وقوة حضوره وجماله، كما أنها تصف سمات البيئة المغربية التي عاشتها.
منذ صغرها عشقت الفنانة التشكيلية إلهام بودراز الرسم، حيث كانت ترسم على الورق والكرتون خربشات بقلم الرصاص، لكنها لم تكتشف موهبتها إلا مع مرور الوقت، ومنذ تلك اللحظة لم يفارقها عشق الفن والرسم، فشاركت في مسابقات مدرسية، وأفرغت طاقتها في تحويل غرفتها إلى لوحة فنية لا مثيل لها، وانتقلت للإبداع بالرسم بألوان غامقة، وطوّرت موهبتها بالاعتماد على اللون الأسود في مجموعة من لوحاتها، وبعد محطات عديدة واحتراف الفن التشكيلي، اتجهت للفن الأصيل، كون إلهام تجد نفسها في بوح لمكنون فكرها.
وفي هذا الصدد، قالت الفنانة التشكيلية إلهام بودراز : " لوحاتي تشخّص للأصالة المغربية، وتجمع بين التراث والتاريخ والإنسان المغربي، كما تضم عناصر متعددة كالبنايات واللباس والآثاث القديمة”.
وفي لوحاتها التي أبدعتها بودراز، يلمس المتلقّي المهتم، أن هذه الفنانة اختارت أن تجمع بين مجموعة من الأساليب في صور مركبة تعطي ما هو أجمل للمشاهد، وعن اهتمامها بالتراث المغربي الأصيل، أضافت إلهام قائلة: “ أحرص على التركيز على التراث المغربي في لوحاتي، في محاولة لتوثيق الموروث الثقافي الأصيل الذي يزخر به بلدنا، ومن ثمّ وجب الحفاظ عليه من خلال استلهام جماله ورونقه ”.
الفنانة إلهام تنظر إلى الفن بمفهومه الشامل، حيث تضم لوحاتها الإبداعية، تعبيرها عن ذاتها ومشاعرها وانتمائها إلى وطنها، وباعتبار فنها لوناً من ألوان الثقافة الإنسانية، بجانب أهمية الفن الكبيرة في المجتمع، وهي أمور تدعو جميعها إلى العمل الجماعي من أجل الارتقاء بالفن المغربي والعربي إلى العالمية.
إلهام بودراز، أوضحت كذلك أنها دائماً تسمع الثناء والتشجيع من محبيها وعائلتها، ما أسهم في صقل موهبتها وإعطائها الثقة بالنفس، حيث يرجع لهم الفضل في دعمها.
تعجبك لوحاتها إنها فعلاً مدهشة تجعلك تسبح في عالم من الرومانسية والحب، لقد توحدت الفنانة إلهام بودراز تماماً مع الحياة في جميع لوحاتها وأعطت لوحة رائعة في فرحها وفي حزنها وكأنها عاشت معها يوماً أو عمراً كاملاً.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة