تعتبر الفنانة سهام طوريز، واحدة من الفنانات التشكيليات الموهوبات بالمغرب، ترعرعت وتربت بين أحضان عائلة فنية، وظهرت الموهبة الفنية لدى الفنانة سهام وهي في عمر الزهور، حيث وجدت مناخاً فنياً أكثر ألفة ورحابة بمباركة عائلتها الذين اكتشفوا موهبتها في الرسم، فأخذت منهم تقنيتهم في التعامل مع الألوان ومزجها والتدقيق فيها بالملموس، يمكن ملاحظة الأمر من خلال لوحاتها الجميلة التي تحتضن رسومات تسر الناظرين، فهي دائماً تبحث عن الأمل من خلال الألوان الفاتحة، وهذا واضح للمتتبع بفعل الألوان الجميلة التي توظف في لوحاتها، التي يصنعها اللونين الأكثر حباً للفنانة وهما الأصفر والذهبي، حيث يبدو الذهبي وكأنه عرق يسيطر بكثرة على مساحة اللوحة، كما يخرج اللون الأصفر مشعاً من جوانب اللوحة، مستمداً جماليته كالشمس عند شروقها، فقد حرصت الفنانة على أن تكون لوحاتها مثل الشمس الساطعة كذلك لتجعل المتلقي يقاسمها ما تحس به.
أعمال الفنانة سهام طوريز، في حدِّ ذاتها تشكِّل مدرسة ذات طوابق عالية وشاهقة يصعب في الحقيقة ولوجها بسهولة، هي تجربة لفنانة متواضعة رزينة تحضر الجمال والفرجة البصرية في لوحاتها، من خلالها خلق الوعي النظري والمعرفي بالنسبة للمهتمين بالتشكيل والممارسين له والرقي بأعمالها إلى حيث انعطفت الحياة الفنية نحو نظريات العلم التي ترقى بالتشكيل إلى أسمى قمم الخلق والإبداع.
في لوحات الفنانة طوريز، أشكال متفائلة بالحياة وأحلام تبحث عن الفرح حيناً آخر، ألوان شبه هادئة، حيث تغدو لوحاتها عالم بلا حدود بألوان متفتحة زاهية ومشعة وأشكال متناهية كأنك في حلم عميق بين أمواج هادرة، رسوماتها تسعدها الألوان البراقة نتيجة الدقة في استعمالها لتعطي للمتلقي أبعاد عصرية مختلفة الفكر والجمال والإحساس.
تعيش الفنانة سهام طوريز، على أمل خلق الفضاءات الساحرة من خلال رسوماتها الابداعية، لوحاتها تتحرك في عالمها السحري، توصل أحاسيسها وهمساتها إلى مسامع المشاهدين عبر رسوماتها بتلميح كبير، وهي تتمتع بحواس فنية كاملة إن لم تكن زائدة، لذلك تستطيع أن تحوِّل صمت اللوحة إلى نبرات ناطقة عبر خلجات الذات، وهذا ما تمَّ بالفعل في مجموعة من لوحاتها التي ستعرضها في القريب، فهي تتطلّع إلى الجمال في أكمل معانيه وأسمى صوره، لها أسلوبها الخاص في الرسم وتدأب دائماً في البحث عن كل ما هو جديد.
في تجربة الفنانة سهام طوريز، أطوار مسيرة لفنانة تحتفي برسوماتها التي هي بمثابة عائلتها الصغيرة، وتتناغم مع إيقاعها وتسعد بها الآخرين عبر العناصر والتفاصيل والأشياء الجميلة التي تحتويها، فالفن بالنسبة لها هو هذا الذهاب عميقاً في المغامرة الجمالية المعنية بما يحتاجه الناس في شؤونهم وشجونهم، تعجبك لوحاتها وتجعلك تسبح في عالم من الرومانسية والحب، لقد توحَّدت سهام تماماً مع الحياة في جميع لوحاتها وأعطت لوحات رائعة في فرحها وفي حزنها وكأنها عاشت معها يوماً أو عمراً كاملاً.
الجدير بالذكر أن الفنانة التشكيلية سهام طوريز، مهندسة دولة، خريجة المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن، تسعى من خلال إبداعاتها إلى تطوير رصيدها الفني إلى الأحسن، وتوثيق ما ترسمه أناملها ليكون نموذجاً لها في مشاركتها الدولية في المستقبل٬ كما أن خبرتها في المجال التشكيلي قد تغني الرصيد الثقافي للفن التشيكلي بالمغرب.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة