تمَّ يوم السبت 2 مارس 2024، بفضاء مسرح ابن مسيك بالدار البيضاء، افتتاح معرض تشكيلي للفنانة التشكيلية ياقوت الرافلي، وشمل هذا المعرض على مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة للفنانة، حيث أتاح المعرض الفرصة للشغوفين بفن التشكيل والزوار الإطلاع على أعمال الفنانة وإبداعاتها المتميزة.
وتعتبر الفنانة ياقوت الرافلي، من الفنانات الواعدات في مجال الفن التشكيلي المغربي، فقد اجتهدت في إيجاد خط جديد في عالم الفن والإبداع والتألق، حيث شكَّلت لها هوية فنية خاصة في عالم فن التشكيل، من خلال تميُّز أعمالها باستخدامها كل ما هو جديد في عالم الفن لإنتاج الفكرة التي تريد رسمها، فكل لوحة ترسمها لها فكرة خاصة تختلف عن باقي اللوحات، حيث أن لكل عمل من أعمالها مدلولاته الخاصة، فهي تحوِّله إلى قطعة فنية تعجب المتلقي.
وتستخدم الفنانة ياقوت، ألوان مختلفة منها الفاتحة والقاتمة، لها مغزى توظف بطريقة تتلاءم مع الفكرة، وهي موهبة نابعة من قلب الفنانة، كذلك تعلُّقها الشديد بموهبة الرسم فتح أمامها طريق الإبداع، فهي ليست مجرد فنانة تشكيلية عابرة، فتجربتها جاءت لتضيف إبداعاً جديداً إلى التشكيل في المغرب، فقد وجدت الفن في كل شيء في الطبيعة والحياة، مما زاد تعلُّقها بهذا الفن الذي ظل على الدوام هاجس حياتها، فالفن هو حياتها، فهي تجد نفسها في اللوحة التشكيلية وهذه الأخيرة هي من تتحدث عن نفسها، فنانة معروفة بتفانيها وشغفها لروح الإبداع، فكل من يقف أمام لوحاتها يدرك ذلك، وفضلاً عن موهبتها التي كرَّستها في الرسم يشكِّل الالتزام الإنساني عنواناً كبيراً لتجربة الفنانة، فقد التمست طريقها نحو النجاح الفني، فهي تشتغل برؤية فنية واضحة المعالم، تطور طريقة عملها دائماً إلى الأحسن، كما أن عشقها وشغفها جعلها تبحث في التراث المغربي الأصيل، حيث جعلها تجسده في مجموعة من أعمالها، كالخط المغربي المجوهر الجليل الذي أخذته عن الأستاذ حميد الخربوشي، والخط المبسوط عن الأستاذ كولين عبد الرحيم، هذين الخطين وضفتهما في لوحات حروفية، كما كان للفسيفساء والنقش المغربي والخلالة المغربية كذلك أثر في أعمالها.
الفنانة ياقوت الرافلي، فنانة عصامية، مبدعة في أعمالها، حيث أن المدرسة المثالية لتكوينها الفني تظل هي الحياة بكل ما ينطويان عليه من جمال وحب، لذلك فإن الفنان الحقيقي بالنسبة لها هو الذي يكون صادقاً مع نفسه، والذي يعتبر في الوقت نفسه الفن بمثابة المتنفَّس، لوحاتها جميلة ومميزة، هي ملاعب طفولتها ومسارح مراهقتها وشبابها ولن تستغني عنها أبداً لأنها جزء منها، وهي بمثابة عائلتها الصغيرة.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة