تعتبر وفاء رواح، واحدة من الفنانات التشكيليات، اللاتي ساهمن في إثراء ساحة الفن التشكيلي المغربي بلوحات مثَّلت أعمالاً إبداعية جميلة على مدى سنوات، وتوّج هذا المشوار الكبير بمشاركتها في مجموعة من المعارض الوطنية، عرضت فيها لوحات بألوان مختلفة أعجبت الزوار والمتتبعين، فهي ترسم كل ما هو جميل، مستعينةً باللون الذهبي الذي تعشقه لإضفاء بعد رمزي على لوحاتها.
الفنانة وفاء رواح، عشقت الفن منذ طفولتها، حيث حظيت بتشجيع كبير من الأسرة وخصوصاً زوجها الذي كان سنداً لها في كل كبيرة وصغيرة، وكذلك من والدتها التي لم تبخل عليها منذ نعومة أظافرها، ممارستها للفن كانت في البداية مجرد هواية، لكنها تحوَّلت مع الوقت إلى مبدعة، فقد وجدت ضالتها في التعبير الصباغي والحرف العربي لممارسة هوايتها الفنية التي تظهر من خلالها قدرة ملحوظة على توظيف ذاكرتها الاستعابية فهي تشتغل بألوانها الخاصة في تشخيص مشاهد وحكايات أغنت ذاكرتها الفنية، حيث تجد نفسك أمام فنانة مبدعة حداثية، لوحاتها تحمل مواضيع غاية في الروعة، تناقش بها أعمالها بأسلوب فني جميل، ربما للتعبير عن إمكانياتها في نسج اللوحات، والجميل في الفنانة وفاء، أنها تناقش جميع تفاصيل لوحتها بذكاء سواءً على مستوى التوزيع والتدرج اللوني والحروفي، أو على مستوى الحياكة الفنية بهوية فنية متميزة.
تزخر لوحات الفنانة وفاء رواح، بتلك الرؤى الإنسانية والجمالية العذبة التي تنساب بسلاسة عبر ثنايا أسلوبية الألوان المختلفة، فهي تغرف من طاقة إبداعية عفوية وتلقائية متمكنة في توظيف تقنيات الصباغة على اللوحة، على أصول وقواعد حرفة التشكيل في خطابها الجميل تجاه مواضيع صادقة والتي تحتل سائر لوحاتها.
تقول وفاء رواح، "أجد متعة لا توصف حينما أرسم فكرة تجول في خاطري وأجسِّدها على لوحة تجلب الانتباه لكل من يشاهدها، فأعمالي وسيلة إيجابية ورسالة فنية لكل محبي الفن التشكيلي”.
وتضيف "أستخدم دائماً الألوان المتناسقة مع بعضها بعضاً لأكوِّن لوحة أرسم فيها كل ما يخطر في البال من أفكار أريدها أن تصل للمتلقي بتناسق ورشاقة وحب، فاللوحة بالنسبة لي هي جزء مني، وكل لحظة أقضيها أمامها هي لحظة حب لا مثيل له، كما أنني لا أحب الارتباط في لوحاتي بلون معين وإن كنت أعتقد أن الطبيعة التي نشأت فيها تلعب دوراً في طريقة خلطي واختياري للألوان، ولكن تبقى الألوان حاجة مستقلة، بحسب موضوعها والفكرة التي أريد أن أوصلها إلى المتلقي، ليتلقاها هو الآخر بحب وكأنها جزء منه.
هكذا وجدت الفنانة وفاء رواح، حياتها الروحية في الفن التشكيلي، فهي تعشق هذا الفن الراقي الذي سحرها بجماله الممتع حدّ الجنون، هذا الفن يمنحها سعادة كبيرة، كما لا يمكنها أن تحيا بدون أن ترسم، فكل لوحة من لوحاتها تشكِّل لها قصة جديدة من قصص الحياة التي تعشقها، ليبقى الفن بالنسبة لها هو الحياة والهواء النقي الذي تتنفسه.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة