نحن على أبواب الدخول المدارسي الجديد، ومع كارثة كورونا أصبحنا نتخبط يميناً وشمالاً ولا نعرف كيف ستكون هذه السنة الدراسية الجديدة، هل سيذهب أبناءنا إلى المدارس أم سيبقى الوضع كما كان في النصف من السنة الدراسية الماضية، هل تم وضع برنامج صحيح يجعلنا نواكب الحدث الجديد؟ أم سنبقى جميعاً ننتظر إلى آخر دقيقة، أين عمل وزارات التربية الوطنية؟ ماذا فعلت هذه الوزارات خلال الأشهر الماضية؟ وما هي الحلول التي وضعت وسطرت بشكل يتماشى مع هذا الوباء؟ لن نسمح لفلذات أكبادنا بالذهاب إلى المدارس دون حلول جادة.
أعتقد بأن الوباء كان فرصة من أجل تغيير المناهج الدراسية التي لا تتماشى مع التطور العالمي، للأسف كلها مناهج قديمة وكثيرة ولا يستفيد منها الطالب، وأنا أجزم بأن معظم الطلاب عند انتقالهم من مرحلة إلى أخرى يكونوا قد نسوا ما حصلوا عليه في المراحل السابقة، والأسباب واضحة كوضوح الشمس، لأن وزارات التعليم والتربية في كل أرجاء الوطن العربي تعتمد على توصيل المعلومات عن طريق الحفظ وليس الفهم.
لدي بعض الحلول وأتمنى أن ترى النور، فقد سبق لي أن شاركت في ندوة في المغرب عن مناهج التعليم وكانت ورقتي عن تجربة دولة فنلندا، البلد الذي كان يحتل آخر دول العالم في التعليم ليكون ضمن أفضل عشرة أنظمة تعليمية في العالم، لقد تم تقليل المنهج وتقليل ساعات الدراسة لتكون أربعة ساعات فقط في المرحلة الابتدائية، فالتعليم ليس حفظ إنما معرفة وفهم، أما المرحلة الاعدادية والثانوية فتدوم سنتين لكل مرحلة بدل ثلاث سنوات، ثم نظام الساعات الخاص بالمرحلة الثانوية التى من خلالها يختار الطالب الثانوية التي يرغب في الدراسة بها، حيث يحدد المواد التي يتم اختيارها حسب طلب الثانوية المقصودة فيكون الطالب قد حدد مصيره ولا داعي بأن يتعلم مواد ليس في حاجة لها، وهناك تجارب كثيرة ولكن هل منهج التعليم الموضوع منذ عشرات السنين، هو منهج قرآني لا يمكن تغييره أم هو موضوع من أجل تخريج شباب لا تمت دراستهم لما يحتاجه سوق العمل مع هذا التطور السريع.
أنقذوا أبناءنا، لا بد من تغيير المناهج في العالم العربي وجعلها تواكب الحداثة والتقنيات الحديثة، كما لا بد لوزارات التربية والتعليم أن تقدم المساعدات المالية والتقنية التي يحتاجها الطالب في زمن كورونا، كتوفير الأجهزة الالكترونية الحديثة حتى تواكب التعليم عن بعد، أما بالنسبة للمدارس الخاصة فلا بد لها أن تقدم كل التسهيلات مع التقليل من رسومات الأداء للطلاب، يكفي ما كسبت في الماضي، فلا بد من تقديم بعض التضحيات والتقليل من الأرباح لمساعدة الطلاب حتى يحققوا مبتغاهم.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة