خرج علينا في الأيام الأخيرة ماكرون رئيس فرنسا، بكلام خطير يقول فيه بأن الدين الإسلامي في "أزمة"، وللأسف الشديد لم يرد عليه أحد سوى رئيس واحد من رؤساء العالم الإسلامي، فكان لا بُدَّ من باقي الحكام أن يعلِّمونه بأن لا يتطاول على مقدّساتنا، ثم خرج مرةً أخرى بكلام أخطر من الأول يؤكد فيه بأن الرسوم الكاريكاتورية مسموح بها، وأنهم يشجعونها حتى لو كانت فيها إساءة إلى نبينا و حبيبنا المصطفى (ص) وذلك بحجة الحرية.
وأنا أقول له مرحباً بك لنعلمك مفهوم الحرية التى تتحلّى بها ولا تعرفها، أنت رئيس دولة، أي أنك جئت من خلال شعبك الذي فيه المسلم، والمسيحي، واليهودي، وكل أطياف الدنيا، وقانونك يحتّم عليك احترام جميع الأديان، واحترام شعبك المتعدد الأعراق، ولا يمكن المساس في عقدته مهما كانت الأسباب ولا تحت أي بند من البنود، ولكن لجهلك بالعالم السياسي الذى لم تمضي فيه غير سنوات قليلة، فقد كنت موظفاً صغيراً في أحد البنوك ونعرف كيف أتيت إلى السلطة.
الحرية هي ألا تتعدى على حرية الآخرين، الحرية هي أن تحترم حرية الآخرين، الحرية أن تحافظ على نسيج مجتمعك الذي من المفروض أنك تحكمه ولا تخلق الفتن بين شعبك بسبب جهلك لمفهوم الحرية.
لقد فشلت في جميع قراراتك منذ توليك السلطة، وخلقت أزمات اقتصادية في بلدك، والآن تريد أن تخلق فتنة وحرب أهلية بين شعبك بسبب تهجمك على دينهم الإسلامي أم ماذا تريد بالضبط.
العيب ليس عليك إنما على المسؤولين في عالمنا الإسلامي الذين لم يرشدونك إلى طريق الصواب ويلقِّنوك درساً بأن هناك خطوط حمراء لا يمكن لك بتاتاً أن تتجاوزها مهما كان منصبك، ولكن أمتنا مشغولة بالتطبيع مع إسرائيل والكل يلهث من أجل ذلك التطبيع.
أقولها بأعلى صوتي لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأخصُّ الدول العربية يجب علينا مقاطعة المنتجات الفرنسية حتى يتم احترام ديننا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن غيره نحن لا نساوي شيئاً في هذه الدنيا.
قال تعالى : "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚوَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" صدق الله العظيم.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة