سعياً منها للتتويج بالميدالية الذهبية، لم تترك الصين، منظم مسابقة كرة القدم الأولمبية للشباب ناجينج 2014، شيئاً إلا وفعلته في فترة التحضير للبطولة. ورغم صعوبة مهمته وخاصة بالنظر لظهوره لأول مرة في المسابقة، فإن المنتخب الصيني يمكنه أن يعول على النجمة الصاعدة، زهاو يوجي، قائدة الفريق.
ولدت يوجي، لاعبة الوسط الموهوبة، في شنجهاي، أكبر المدن الصينية والتي أنجبت مجموعة متميزة من نجمات كرة القدم أبرزهن الأسطورة صن وين وهي الحقيقة التي أشارت يوجي إلى فخرها بها خلال مقابلة أجراها معها موقع FIFA.om مؤخراً. إذ تقول مبتسمة "أعرف صن وين جيداً لكنها لا تعرفني، ورغم أنني لم ألتق بها مطلقاً، فيمكنني على الأقل أن استمد الإلهام منها خلال مسيرتي مع كرة القدم."
أظهرت يوجي براعتها خلال فترة الطفولة لكن عشقها للساحرة المستديرة تم اكتشافه بصورة غير متوقعة؛ إذ صرحت أثناء خوضها للمعسكر التدريبي في شينجدو قائلةً "حين كنت في الفصل الأخير لي في رياض الأطفال، أيقظنا أحد المعلمين وأعطانا كرة قدم، وفي ملعب صغير بمرميين صغيرين للغاية، كان عليّ أن أواجه مجموعة من زملائي ومن بينهم بعض الأولاد وانتهت المواجهات بمفاجأة حيث أنني برغم خوض مباريات فردية، تمكنت من الفوز عليهم جميعا."
أثارت هذه الواقعة ولع يوجي بكرة القدم ولحسن حظها، وقعت أعين مدرّبَين عليها حيث تولى كلاهما مسؤولية تدريبها خلال دراستها بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية. وواصلت يوجي تقدمها لتلتحق بمدرسة رياضية قبل أن تنضم للمنتخب الوطني منذ عامين. وفي أثناء تواجدها مع المنتخب الوطني، أظهرت يوجي مهارات وثقة تعكس خبرة تفوق عمرها مما ساعدها على توطيد قدميها كأبرز لاعبة في الفريق؛ إذ نجحت في قيادة المنتخب الصيني للتتويج بمركز الوصيف في بطولة إقليمية منذ عامين شهدت الفوز على اليابان بنتيجة 3-1.
وفي هذا الصدد تعلق يوجي قائلة "حين أفكر في تمثيل منتخب بلادي في دورة الألعاب الأولمبية للشباب، أشعر بالحماسة حتى أنني أبدو خرقاء في بعض الأحيان، أتمنى أن نؤدي بشكل جيد وأن نبذل قصارى جهدنا للفوز بالبطولة."
دعم المدربين
وبجانب امتلاك مجموعة من الموهوبات بالفريق أبرزهن يوجي، فإن صاحب الأرض يعول على طاقم تدريب محنك؛ إذ يقود الجهاز الفني لو يليانج، لاعب جيانسو السابق والذي اشتهر ببراعته في اللعب في مراكز مختلفة. ومنذ توليه الإدارة الفنية لمنتخب السيدات، منذ ثلاث سنوات، صنع لو لنفسه سمعة قوية في عالم التدريب؛ إذ وضع حجر الأساس للفريق الذي تأهل لكأس العام للسيدات تحت 17 سنة كوستاريكا 2014 FIFA التي اختتمت مؤخراً كما يحمل على عاتقه الآن مهمة إعداد مجموعة تحت 15 سنة لنهائيات ناجينج 2014.
وفي مقابلة له مع موقع FIFA.com، صرّح لو قائلاً "لعبت في كل المراكز خلال مسيرتي الكروية، وهذا يساعدني كثيراً في تقييمي للاعبين، أنا سعيد بوجود مجموعة متميزة من اللاعبات في هذا الفريق. فبجانب يو جي، هناك وان وينيوان المهاجمة السريعة والتي تستطيع قطع مسافة 30 متراً في أربع ثواني وهو الأمر الذي يشكل مفاجأة كبيرة للاعبين الذكور.
ويواصل يو حديثه قائلاً "حققت هؤلاء الفتيات تقدماً ملحوظاً خلال العامين الماضيين وبالأخص على الصعيدين التكتيكي والذهني، نركز على التطور عبر المسابقات لأن خوض المباريات أمام منتخبات قوية سيساعدهن على اكتساب خبرة التعامل مع الخصوم."
حقق كان الفريق تقدماً سريعاً حتى أنه تفوق على أندية محلية بعضها لفئات عمرية أكبر. وبحثاً منه عن خصوم أقوى، رتب لو لخوض مباريات ودية مع فرق للرجال حيث يعلق بفخر قائلاً "تعادلنا مع فريق أولاد شينجدو شيفيلد 1-1 مؤخراً.
من المقرر أن يسافر الفريق إلى فرنسا للدخول في معسكر تدريب خارجي يمتد لأسبوع واحد سيخوض خلاله خمس مباريات ودية ضد أندية محلية حيث يأمل لو أن يساهم الاحتكاك الدولي في إعداد الفريق جيداً للبطولة لعالمية التي ستنطلق في أغسطس/آب المقبل. ويواصل لو حديثه قائلاً "المنافسة في الألعاب الأولمبية تتوقف على المواجهات نفسها لأن المنتخبات ليست على دراية جيدة ببعضها، ربما سيشكل المنتخب الأمريكي أكبر تهديد لنا لكننا سنسعى للتفوق على أي فريق نواجهه لأن هدفنا هو التتويج باللقب.