تحت شعار (المرأة.. الاعلام الاجمل ) عقد منتدى الاعلاميات العراقيات أمس مؤتمره البحثي السنوي على قاعة المركز الثقافي النفطي، بحضور د. بشرى العبيدي.. عضو مفوضية حقوق الانسان، وفوزي الاتروشي.. وكيل وزارة الثقافة، وممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق، وشخصيات سياسية واكاديمية ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات اعلامية؛ لإطلاق الاستبانة التي اجراها المنتدى بشأن ( صورة المرأة في الاعلام العراقي ).
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني ومعرض تشكيلي للفنانة رنا عامر، جسد صورا متعددة للمرأة في العراق، تلته كلمة لرئيسة المنتدى نبراس المعموري، استعرضت نتائج المسح الميداني والاحصاءات العددية ومواصفات العينات، التي تضمنتها الاستبانة، شاملة 200 عينة عشوائية توزعت بين نساء ورجال من اعمار تراوحت بين (20- 41 فما فوق) ذات مستويات متفاوتة التحصيل الدراسي، بلغت 56% من حملة شهادات البكالوريوس و 17% حملة شهادة معهد (دبلوم) و 9% ثانوية فما دون و 11% ماجستير و 7% دكتوراه، مؤكدة اهمية اعتماد لغة الارقام في معالجة المشاكل التي يواجهها المجتمع بشكل عام لغرض الوصول الى نتائج ايجابية.
كما شددت عضو مفوضية حقوق الانسان د. العبيدي على ضرورة اعادة النظر بسياسة بعض المؤسسات الاعلامية عند تناولها لقضايا المرأة سيما انها تمثل شريحة واسعة، مشيرة الى ان الاستبانة، خطوة صحيحة في طرق العمل الاعلامي الجاد، واختتمت كلمات المؤتمر بمناشدة وكيل وزارة الثقافة المؤسسات الاعلامية بتوخي الدقة ومراعاة حقوق الانسان عند تناول ملفات المرأة، متمنيا تضافر الجهود لدرء الخطر الذي سيترتب في حال تشريع قانون الاحوال الشخصية الجعفرية، موضحا بان مشروع القانون يعد خرقا فاضحا للمعاهدات والاتفاقيات التي صادق عليها العراق.
وابرز نتائج الاستبانة، هي:
1- صوت 41 % من المبحوثين بان مشكلتي زواج القاصرات والعنف الاسري اولى المشاكل التي تواجه المرأة وعلى الاعلام الاهتمام بها، وقد صوت 60% من الرجال لقضية الزواج المبكر في حين صوت النساء بـ 38%.
2- حجم تغطية وسائل الاعلام للمشاكل التي تواجه المراة ضعيفة وجاءت بنسبة 65%.
3- الاعمال الدرامية (المسلسلات والافلام ) هي الاكثر مناسبة لطرح قضايا المرأة.
4- الاعلام المرئي اكثر الوسائل التي تتناول قضايا المرأة وتليها الصحافة الاجتماعية الا ان المساحة الممنوحة للتغطية بشكل عام ضعيفة.
5- صوت 52% من المبحوثين بان الاعلام يظهر المرأة ساذجة ومتخلفة .
6- 54% صوت بان وسائل الاعلام تطرح قضايا المرأة من وجهة نظر خاصة، سواء اكانت شخصية ام فئوية ام دينية .
7- تحاشي المؤسسات الاعلامية طرح القضايا الحساسة كالتحرش الجنسي والاتجار بالنساء بنسبة 72%.
8- المرأة والرجل العاملان في الاعلام يشتركان بنفس المستوى في تناول قضايا المرأة.
9- صوت المبحوثين بـ 62% (احيانا ) تغطي وسائل الاعلام قصص نجاح النساء .
10- صوت اغلب المبحوثين بـ (احيانا ) تعتمد المؤسسات الاعلامية على الابحاث والدراسات ومقررات المؤتمرات التي تعنى بمشاكل المرأة؛ ما اثر في حجم وشكل التغطية الاعلامية .
11- قلة وجود نساء يرأسن مؤسسات اعلامية اثر في حجم وشكل التغطية الاعلامية المتعلقة بمشاكل المرأة وجاءت بنسبة 71%.
كما عرض خلال المؤتمر الذي قدمته الزميلة رشا فاروق، فيلم “صرخة” عن زواج القاصرات، متميزا بالجرأة، سيما ان الاستبانة اظهرت ان الزواج القسري المبكر، اكثر المشاكل التي لابد على وسائل الاعلام من الاهتمام بها، واعلنت الاعلاميات عبر الفيلم، احتجاجهن الصريح على ما تناوله مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفرية من اهانة لكرامة المرأة وسلب لبراءة الطفولة.
وقرأ الشاعر حمزة الحلفي، قصائد بالمناسبة.
اختتم المؤتمر بجلسة نقاشية ادارتها عضوات المنتدى امل غازي وضحى المفتي وندى طالب حول “استراتيجية عمل المؤسسات الاعلامية في تناول قضايا المرأة” و”دور المرأة الاعلامية في اثارة المشاكل التي تواجه المجتمع” عقب عليها الحاضرون، متفقين على مجموعة من التوصيات، التي جاء فيها:
1- تفعيل التعاون بين منتدى الاعلاميات العراقيات وهيئات المجتمع المدني التي تعنى بقضايا المرأة من حيث أن الأخيرة قادرة على إمداده بواقع المرأة الحقيقي في الصورة والأدوار، مع بلورة رؤية لتحسين هذا الواقع.
2_ إعداد مشروع مرصد إعلامي مرفق بدراسة استقصائية تحليلية حول ما نشر عن المرأة في الصحف والمجلات وما بث عنها في الإذاعة والتلفزيون والسينما من خلال استمارة موجزة على مدى زمني محدد .
3_ تمكين إعلاميات متخصصات عبر رفع مستوى كفاءتهن مهنيا، ورفع مستوى ثقافتهن حقوقيا، بما يكفل خدمة أفضل لقضايا المرأة من خلال وسائل الإعلام، ويساهم في إيصالها إلي مواقع صنع القرار الإعلامي.
4 – بلورة استراتيجية تربوية متكاملة تقوم على منطق تغيير الصورة النمطية.. التقليدية والمتحيزة التي تقدمها المناهج المدرسية عن المرأة صورة ودورا، والعمل على تعميق التوجيه الجندري (الانسان بغض النظر عن الانوثة والذكورة) في هذه المناهج صياغة ومضمونا إلى تسليط الضوء فيها على نماذج نسائية تعبر عن الواقع بشكل إيجابي .
5_ ترسيخ القناعة بأولوية التثقيف الحقوقي للمرأة من خلال وسائل الإعلام بما يخدم قضاياه ، وحث القانونيات والقانونيين على إعداد مشاريع _قوانين تعيد للمرأة العراقية كثيرا من حقوقهم المنتهكة .
6_ التأكيد على أن البرامج والمسلسلات والأفلام أمست، وفي كثير من تجلياتها تشوه صورة المرأة وتسخف الدور الذي تلعبه مجتمعيا ، مما يقتضي إعادة النظر في مضمونها وتوجهاتها ،والعمل على صياغة ميثاق شرف إعلامي يعيد للمرأة مكانتها واحترامها الحقيقيين فيها .
7_ تسليط الضوء إعلاميا على قضايا المرأة ومعاناتها، وعدم قصر الاهتمام على محاور الموضة والمجال والمطبخ وشؤون العائلة.
8_ اظهار الدور الإيجابي للمرأة في وسائل الإعلام عبر رصد ميزانيات لإنتاج أفلام وبرامج ومسلسلات وثائقية وغير وثائقية تسهم في تكوين رأي عام مساند لقضايا المرأة وتغيير الصورة النمطية السائدة.
9_ إعادة النظر في مقومات الخطاب الديني الإعلامي الذي يقارب المرأة صورة ودورا بشكل خاص ، والإنسان بشكل عام بما ينأى به عن خلق مناخات متعصبة من جهة ، ويعرض لمنظومة القيم الأخلاقية والإنسانية المشتركة التي يحملها في سبيل ترقية كل إنسان، من جهة.
11_ عقد ورشات عمل تدريبية وندوات تثقيفية إعلامية مختلطة بغية تعميق الوعي المجتمعي حول واقع المرأة صورة ودورا.