ب ر ط : جاء في (تاج العروس) بَرِطَ الرَّجُلُ كـ(فَرِحَ) إِذا اشْتَغَلَ عن الحَقِّ باللِّهْـوِ عن ابن الأَعْرَابِيّ كما في اللِّسان والتَّكْمِلَة وأَهْمَلَهُ المُصَنِّفِ والجَوْهَرِيّ كالصَّاغَانِيُّ في العُبَاب الزاخر ، وكأَنَّ المُصَنِّفِ قَلَّدَه مع أَنَّهُ ذَكَره في التَّكْملة . وقال الأّزْهَرِيّ : هذا حرفٌ لم أَسْمَعْه لغَيْرِ ابن الأَعْرَابِيّ . وأُراه مَقْلوباً عن بَطِرَ . قُلْتُ أنـا العـبـد ُ الفقير لله تعالى : وأمّا البَرَطَةُ (مُحَرَّكَةً) وتطلق لما يُلْبَسُ عَلَى الرَّأسِ ،فهو مُعَرَّب "برتا" وهي فارِسِيَّة لَيْسَ لها حظٌّ في العَرَبِيَّة ،،، وبمثله قال صاحب اللسان ابن منظور . وفي " حوران " يستخدمون صيغةً خاصّــــة هي " بَـرْطَــعَ " ويعـنـون بها الاسراع في الأمر ، برطع الولد إذا أسرع ، وبرطع الخروف والعجل و .....إذا جرى في الحقل وقفز مسرعـاً مستغرقـاً في لـهـوه ، مزهوّا بدلِّـهِ وفتوّتِــه . قلت والمعنى صحيح إلا أن العوام زادوا في الفعل حرف العين} ب ر ط + ع = برطع { كعادتهم في المبالغة ، يضيفون بعض الحروف .
ب ط ر : قلنا :البطر الخيلاء . وجاء في التاج : البَطَرُ محرَّكَةً : النَّشَاطُ وقيل : التَّبَخْتُرُ وقيل : الأشَرُ والمَرَحُ . قيل : قِلَّةُ احتمالِ النِّعْمَةِ ،، وقيل : أصْلُ البَطَرِ الدَّهْشُ والحَيْرَةُ يَعْـتَرِيَان المرءَ عند هُجُومِ النِّعمةِ ، فيقصر عن القيام بحَقِّها كذا في مُفْردات الرّاغبِ الأصبهاني واختَارَه جماعةٌ من المحقِّقِين العارِفِين بمواقعِ الألفاظِ وقواعد الاشتقاقِ .
ر ط ب : الرطب اللين وعكسه اليابس قال تعالى : ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ. ....)) [سورة الأنعام:59] .
ر ب ط : الربط الوكاء وهوضد الحّـل ّ ، ربطه أوثقه . وعند العوام تستخدم صيغة الربط للتعبير عن السحر الخاص بمنع الرجل عن فراش زوجه !!!
والرِّبَاطُ : الفُؤادُ كأَنَّ الجِسْم رُبِطَ به . والرِّبَاطُ : المُواظَبَةُ عَلَى الأَمْرِ. قالَ الفارِسِيُّ صاحب المقاييس : هو ثَانٍ من لُزُومِ الثَّغْرِ ولُزُومُ الثَّغْرِ : ثانٍ من رِباطِ الخَيْلِ . والرِّبَاط : مُلازَمَةُ ثَغْرِ العَدُوِّ كالمُرابَطَةِ كما في الصّحاح . ورِبَاطُ الخَيْلِ ( في القرآن الكريم ، في الآية الشريفة : ((...ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم)) : مُرابَطَتُها ورُبَّما سُمِّيَ الخَيْلُ رِبَاطاً . أَو الرِّبَاطُ : الخَيْلُ الخَمْسُ مِنْها فما فَوْقَها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وأَنْشَدَ للشَّاعرِ وهو بُشَيْرُ بنُ أَبي حُمَام العَبْسِيُّ :
وإِنَّ الرِّبَاطَ النُّكْدَ من آلِ داحِسٍ ... أَبْيَنُ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهَــــــانِ
ط ب ر : قال في التاج : أَهمَلَه الجوهَرِيّ ، وأضاف : قال ابنُ الأَعْرَابيّ " طَبَرَ الرجلُ إِذا قَفَزَ . وطَبَرَ إذا أَخْتَبَأَ . وجاء في التكملة : طَبَرَ الحِصانُ الفَرَسَ : ضَرَبَهَا أي واقعها. والطبْرُ بكَسْر الطاء : رُكْنُ القَصْرِ ، هكذا أَوَرَدَهُ الصّاغانيّ وتَبِعَه المصنف ويرى صاحب التاج أنه تَصحِيفُ الظِّئْر بالظاءِ المُشَالة مَهموزاً أَو تَصْحِيفُ الطَّبْزِ بالزاي ، والله أعلم .
ط ر ب : أخذته هـزّة الأوتـار والألحان ، وجاء في اللسان لابن منظور :
الطَّرَبُ الفَرَح والحُزْنُ عن ثعلب( فهو من الأضداد) ، وقيل الطَّرَبُ خفة تَعْتَري عند شدَّة الفَرَح أَو الحُزن والهمّ وقيل حلول الفَرَح وذهابُ الحُزن قال النابغة الجعديّ في الهمّ :
سَأَلَتْني أَمتي عن جــــــارَتي ... وإِذا ما عَيَّ ذو اللُّبِّ سَـــــأَلْ
سَأَلَتْني عن أُناسٍ هَلَكــــــوا ... شَرِبَ الدَّهْرُ عليهم وأَكــــــلْ
وأَراني طَرِبـــــــاً في إِثْـــــرِهِــــمْ ... طَرَبَ الوالِـهِ أَو كالمُخْتَبَـــلْ
وفي شرح المفردات الآنفــة أقـول : الوالِهُ الثاكِلُ والمُخْتَبَلُ الذي اخْتُبِلَ عَقْله أَي جُنَّ ، واراد بالأمَـة الجارية ، و" جارتي" أي زوجتي ،،،
وهكذا فهناك عائلات حروفية ذات جذور متناغمة ، ومنها ذات جذور متكاملة ، ومنها المتقارب ومنها المتنافر ، وكانت وقفتنا مع الأخير .... وصلى الله عـلـى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .