الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الشاعرة والصحفية ساجـدة الموسوي --- مبدعة عراقية

  • 1/2
  • 2/2

 شاعرة عراقية من مواليد بغداد 1950 ومقيمة في الإمارات العربية المتحدة، هي الشاعرة والصحفية العراقية المبدعة ساجدة حميد حسن الموسوي ، ولدت في بغداد 1950 وتخرجت من كلية الاداب عام 1975-- أم لخمس بنات، زوجها توفي في ريعان شبابه بسبب ظروف الحصار، كان مربيّا فاضلا وبمجرّد فقدانه شعرت بالمسؤولية تجاه بناتي فركزت على مستقبلهن والحمد للّه وفّقت في ذلك.  عملت موظفة في المركز الثقافي العراقي بلندن 1989ولمدة أربع سنوات, وهي حاليا موظفة في وزارة الثقافة والإعلام،انتخبت لأكثر من دورة لعضوية المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق, ولعضوية مجلس إدارة نقابة الصحفيين العراقيين, وكانت عضواً بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام لنساء العراق, كما تولت منصب مديرة تحرير مجلة المرأة لعدة سنوات، لها مشاركات في الحياة الأدبية والثقافية والسياسية, وقد ألقت قصائدها في العديد من العواصم العربية, والأوربية والآسيوية من خلال المهرجانات والأسابيع الثقافية، ترجمت قصائدها إلى الإنجليزية, والفرنسية, والألمانية, والإسبانية, والتركية وكتب عن دواويتها الكثير من المقالات في الصحف والمجلات العراقية, وكتب الشاعر سامي مهدي مقدمة لديوانها(الطلع) واشهر اعمالها\\\ طفلة النخل بطبعتين 1979 و1981وهوى النخيل 1983 والطلع 1986 وعند نبع القمر 1987 والبابليات 1989 وقمر فوق جسر المعلق(عمان) 1992 وشهقات 1996والسري السهيل 2000 ورسائل الى سكان الارض وترجمت للغة الانكليزية2002وبطبعتين، وهديل الحمام 2004 وتباريح سومرية 2004 (دمشق) ويبقى العراق 2006 (دمشق)0 رأيتها اول مرة في مطلع الثمانينيات حينما كنت اكتب في مجلة(المرأة) انسانة طيبة تستأنس بوجودها وابتسامة لا تفارقها، فهي تحس انها شاعرة اكثر من وجودها في سلطة الصحافة الرابعة، عشقت ومازالت القصيدة الوطنية والقومية وذات البعد الانساني،شاعرة حتى النخاع تجيد كل الفنون.... محبة لوطنها حب الجنون... عاشقة لديارها.... بعيدة عنها... تحن لأرضها لتسجد على ترابها...  سألوها يوما متى بدأت رحلة شاعرة العراق مع الشعر؟ قالت فتحت عيني وأنا طفلة على بستان نخلة، فكان اليمام يعشّش في أعناق النخيل... وكنت ألعب في البستان مع اخوتي وفي الليل أنام فوق سطح المنزل لأن صيف العراق حار أنظر الى نجمة كانت صديقتي أحاكيها وتحاكيني.... فكان عالمي وأنا طفلة عالم شعر... تعلمت الحياة والأدب من خلال الشعر... كنت أعشق النخيل والقمر والنهار وأتحسس الوجود من حولي... في يومي الأول في المدرسة كان يوم عيد.... ولمحت علم العراق يرفع وشعرت أنه لدي بيت أكبر من بيتي الصغير... وكنت أكبر ويكبر معي حب العراق.... وبدأت أكتب.... في عيد الشجرة سنة 1961 كانت أول قصيدة كتبتها متكونة من 12 بيتا، ومن ذاك الحين بدأت تجربتي تنضج حتى المرحلة الجامعية التي كانت بمثابة الحاضنة الحقيقية للشعر بالنسبة لي. حيث كنا نجتمع مع طلبة وأدباء المعهد تحت شجرة الكاليتوس «وكانت زقزقة العصافير كأنها جوقة موسيقية»....في تلك المرحلة عملت في مجلة المرأة وكتبت في الصحف وشغلت منصب مديرة تحرير المجلة عام 1975. في ذاك الحين كان العراق يعيش السلم والأمان؟ في ذاك الحين ظل العراق يكبر في داخلي.... ومتى تتجلى عظمة الحب؟ عندما يداهم الحبيب الخطر... فتجلت قصائدي في حب العراق خلال الحرب مع إيران في بداية الثمانينات عندما كان المد الفارسي يلتهم البلاد العربية كلها... كنا نسند الجبهة الداخلية والخارجية... وحصلت على وسام الشجاعة من الشهيد صدام حسين.وهنا ادمعت عيناها--- واضافت التقيت  بصدام في أكثر من مناسبة كيف كان في تلك الفترة صدام الانسان وصدام القائد..؟كنت ألتقيه في السنة 4 و5 مرات (تصمت قليلا والدموع قد ملأت جفونها( رجل أسطوري ونموذج يجمع في عمقه كل معاني الإنسانية... وفي الوقت الذي كان فيه عادل في قسوته على العملاء والمخربين والمندسين كان مع العراقيين والعرب أرق من النسمة العذبة الندية المعطرة بالشذى. سنوات قبل دخوله الحرب مع ايران أمن النفط وقال للقيادة انتهزوا الفرصة وقام ببناء الجامعات والجسور والمستشفيات ومراكز الأبحاث العلمية وقوّى الجيش العراقي... وكان يعلم المواطن العراقي النظافة وكيف يخرج في الصباح من بيته متفائلا... وقبل الاحتلال تألقت بغداد كالعروس كادت تكون جنّة على الارض وكانت الجسور عبارة عن قصائد معلقة تحمل الناس من ضفة الى أخرى... كانت النوارس تحلّق والأطفال يبتسمون ويذهبون الى مدارسهم... كانت الحياة جميلة والعراق أسرة واحدة وصدّام ربّ هذه الأسرة، لا ينام الا اذا اطمأنّ على أولاده... (تصمت) «هيجت لواعجي» «يقولون ليلى بالعراق مريضة...» قتلوه قيس وبقيت ليلى، لكن روح قيس مازالت في قلوب الجميع.وحين وصلني خبر اعدامه واستشهاده كنت حينها في سوريا (تستقر الدموع من جديد بين جفنيها بعد ان غادرت منذ حين) في البداية انهرت تماما وأقمت العزاء في بيتي وقرأت القصائد التي كتبتها عنه وكانت النساء يبكين. ومن بين هذه القصائد قصيدة «أيّوب العراق» التي كتبتها وصدّام في المعتقل وسألت المحامية بشرى الخليل عن كيفية ايصالها له ووصلته، وفي ردّه قال: «الى ساجدة الموسوي وصلتني قصيدة «أيوب العراق» تبقين تلك الماجدة الاصيلة)طريقة استشهاده خلّفت منّا ملحمة أسطورية تشبه الملاحم التاريخية.. استشهاده توّج بطولاته في الحياة... وهو كان يتمنى الشهادة، دائما كان يقول «الشهداء أكرم منا جميعا... وأنا لا تنقصني سوى الشهادة(وانظروا الان ماذا حل بالعراق؟!!العراق الآن تحت أجندة الاحتلال، والاحتلال له أهداف رغم انه تلقى ضربات قوية من المقاومة واهتزت صورته وخسر ماديا ومعنويا ولم يحقق أهدافه، ومشروع الشرق الاوسط الكبير الذي نادت به «كوندوليزا رايس» اصبح في «خبر كان».الاحتلال وحكوماته سيلفظ أنفاسه الأخيرة والمقاومة العراقية مستمرّة لتحرير العراق وقوتها تزداد يوما بعد يوم ومتى خرجت أمريكا منها سوف يُبنى العراق ويعاد من جديد..فارقت العراق قبل الاحتلال وأعتقد أنّ المصائب العظيمة في التاريخ تحتاج الى أناس عظماء في تحمّل أوزارها وإن لم نكن نحن قادرين على تلك المعضلات ننتهي ولا يبقى العراق. لذلك يجب أن نصبر ونعلّم أولادنا التحمّل كالسفينة التي تخوض غمارها مع الطوفان ولا بدّ أن تصل الى المرسى ومهما واجهت الهيجان.لا بد أن نصر على التحدّي والمواجهة، ليس سهلا عبور المحنة، لكن المهم هو تحقيق العبور.. أمريكا أرادت أن تراهن العالم كيف يمكنها ذلّ العراق، لكن ما حصل هو العكس العراق أذلّ أمريكا وأطاح بجبروتها، لكن للأسف لو درس المحتل ثورة العشرين وتاريخ العرب جيّدا في الحقبة الاستعمارية لما ارتكب هذا الخطأ.والصراعات الداخلية فيه
غثّ وزبد طفا على السطح لا جذور له، قال اللّه تعالى: «أمّا الزبد فيذهب جفاء. وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». صدق اللّه العظيم.إنّ من جاء لسلب الشعب لا مكان له في العراق وهذه المرحلة زائلة وبزوال الاحتلال ينتهي أمرهم.فتاريخي هو العراق.. وإن أردت أن أتباهى بجمالي فجمالي هو العراق.. وكبريائي هو العراق وعزّتي وغناي وكرامتي وثوبي النظيف وعطائي أكثر من أجل العراق..غصن عمري التوى على نخلة في العراق
فإن شاءت الريح أن نفترق
نفترق
غير أني أموت ويبقى العراق»
آخر ما كتبت في العراق؟
قصيدة «تجليّات»
... «لا أطلب الثأر حتى من الحاقدين
وأهوى بلادي
وأعشق بغداد حدّ الجنون...»
أريد القول إن القصيدة الوطنية أشدّ من السلاح على العدو.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى