يلفّ الغموض مصير المرأة الكويتية في الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة بعد خسارتها ثلثي المقاعد بين عام 2005 والعام الحالي. هذا التراجع لم يمنع المرأة الكويتية من المطالبة بحقائب وزارية أكثر مما هي عليه الآن.
فعلي عتبة السنة التاسعة من تجربتها البرلمانية تقف المرأة الكويتية أمام كشف حساب لمن مثّلها في البرلمان الكويتي بين الحكم على فشل التجربة وقصر المدة. فمنذ دخولها المعترك بعد نيلها حقوقها السياسية عام 2005 احتلت أربع نساء مقاعد برلمانية في ثاني تجربة انتخابية، لتحتفظ بمقعد واحد في البرلمان الحالي.
من جانبها، تقول هند الصبيح، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل: "التجربة تحتاج مزيداً من الدعم ومزيداً من الدراسات حتى نحظى بأعداد كبيرة من الأعضاء، وأطالب بعدد أكبر من النساء في الحكومة لأنها أثبتت جدارتها، وتستطيع أن تقدم للكويت والمرأة الكثير".
وأرجعت نون النسوة تواضع إنجازات المرأة إلى عدم استقرار الساحة السياسية التي طالت الجميع وحكمت على تجربتها بالفشل.
وتعلق سهام القبندي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت، على كلمة الفشل قائلة: "الفترة التي مضت لم يكن الشارع الكويتي مستقراً حتى نرصد النجاح في ظل وجود فوضى. الآن بدأ الاستقرار فلنعطيهن فرصة".
بينما ترى أخريات أن التمييز ضد المرأة مازال قائماً في مجتمع ذكوري أعطاها حقوقاً واستمر في اغتصاب أخرى.
وتقول نجلاء النقي، وهي محامية الدولة بالفتوى والتشريع: "المعيب والمخجل أن يصدر مؤخراً قبل أسابيع قرار يقصر مهام السلك القضائي على الرجال دون النساء. هذه مخالفة صريحة للدستور الكويتي في مادته التاسعة والعشرين".
أما ابتسام القعود، المنسقة العامة لوحدة الدراسات وأبحاث المرأة بجامعة الكويت، فترى أن "المشكلة تكمن في أن المرأة تساند المرأة المرشحة ولا تثق بها، وهذا خطأ رغم أن المرأة هي خير من يمثل المرأة في البرلمان وملاحظ أن الرجل هو من يساند المرأة أحياناً".
يُذكر أن أكثر من 53% من مجموع الناخبين الكويتيين مازلن يبحثن عن موطئ قدم في المعترك السياسي ليثبتن خطأ القول بفشل المرأة، في ظل قصر المدة مقارنة بثمانية عقود خاضها الرجل في العمل البرلماني منذ عام 1938.
وفي مداخلة عبر الهاتف مع قناة "العربية" من الكويت، رفضت الكاتبة والإعلامية إقبال الأحمد وصف عمل المرأة الكويتية بالسياسة بـ"الفشل"، مشيرة إلى أن التطورات السياسية التي شهدتها الكويت في الفترة الأخيرة قد منعت كلاً من الرجل والمرأة من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية.
وأكدت أن المرأة الكويتية دخلت الحياة البرلمانية بكل قوة، ومن الظلم أن نقول إنها فشلت، ولكن يمكننا القول إنها لم تحقق إنجازاً كبيراً.
وأضافت أن المرأة الكويتية، مثلها مثل أي امرأة عربية مسلمة، تواجه الرفض من مجتمعها، خصوصاً الخليجي، حيث إنها لم تصل إلى مستوى الحرية الذي وصلت إليه المرأة الأوروبية، مشيرة إلى أن المرأة الكويتية حديثة في مسألة اللعبة السياسية وتحتاج للوقت لكي تحقق إنجازاً، ومن الظلم مقارنة إنجازها بإنجاز الرجل.