أثار برنامج «حر الكلام» عبر تلفزيون فلسطين قضايا قتل نساء بحجة «جرائم الشرف» وسواها، بخاصة أن نسبة هذا الجرم هي الأعلى حالياً منذ سنوات.
وتقول مقدمة البرنامج هدى القدومي لـ «الحياة»: «كنا نفكر في حلقة عن قضايا المرأة عموماً، وعن دور وزارة شؤون المرأة الفلسطينية في دعمها، والمساهمة في تفعيل دورها في المجتمع، وما الذي تقدمه الوزارة والمؤسسات الأهلية الفلسطينية التي تعنى بشؤون المرأة في هذا الاتجاه، بخاصة أن المرأة في حلقات البرنامج عادة ما لا تحصل على ما تستحقه في المشاركة، بسبب هيمنة الرجال على الأجواء العامة، ولكن ما إن وقعت جريمة قتل جديدة تحت ذريعة ما يسمى بـ «شرف العائلة»، قررنا تحويل مسار الحلقة، والحديث عن جرائم قتل النساء، سواء على خلفية ما يسمى بشرف العائلة أو غيرها».
وتضيف القدومي: «جرائم قتل النساء باتت حديث الشارع، بخاصة أن النسب تزداد، وفي شكل لافت منذ مطلع العام الحالي، وربما ذلك بسبب عدم وجود قوانين وأنظمة رادعة بحق الجناة، بخاصة إذا كانت الذريعة «شرف العائلة»... وكان اختيار الضيوف قبل قرار التحول، ومع ذلك وجد طاقم اعداد «حر الكلام»، أنه من المناسب حضور وزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب، التي انتدبت بالنيابة عنها المديرة العامة في الوزارة، لارتباطها بعمل خارج فلسطين، إضافة الى انتصار الوزير رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. وكان الجمهور نسوياً بامتياز، على رغم دعوة القائمين على البرنامج لكثير من الرجال. لكنّ أحداً منهم لم يحضر الحلقة».
وترى القدومي أن هذا دليل على أن الرجل لا يهتم بقضايا المرأة بالمطلق، و «هو مؤشر خطير يدفعني للقول إنها وحدها في معركة الدفاع عن حقوقها». وتتابع: «توقعت ان تكون الحلقة أكثر انفتاحاً في التعبير عن القضايا التي تعاني منها المرأة، ولكن كانت المداخلات خجولة وعامة».
وتختم قائلة: «أحببنا أن نظهر جانب الاصرار والتحدي الذي يميز المرأة الفلسطينية، والتي تتعرض لاضطهاد مزدوج: اضطهاد الاحتلال واضطهاد مجتمعي، من خلال تقرير عن امرأة فلسطينية استطاعت ان تنجح في مشروعها بمجهود ذاتي ومن دون مساعدة احد، وهذا ما شذ عن موضوع الحلقة الرئيس المتحور حول جرائم قتل النساء».
ويوضح معدّ البرنامج، نائب المدير العام للبرامج في تلفزيون فلسطين محمد البرغوثي أن «في الفترة الاخيرة ومنذ مطلع هذا العام تزايدت جرائم قتل النساء في شكل كبير. من هنا قررنا اعداد حلقة خاصة من برنامج «حر الكلام»، وأثناء اعدادي لهذه الحلقة، وقعت جريمة هزت المجتمع الفلسطيني، إذ قام محامٍ بقتل زوجته العروس، مع أنه لم يمض على زواجهما أكثر من شهرين فقط. المقلق ان الذريعة دائماً هي أن القتل تمّ على خلفية ما يسمى بـ «شرف العائلة»، وهذا مؤشر خطير جعلنا نقف أمام الظاهرة، وندق ناقوس الخطر، وهو موقف ضيفتي الحلقة، والذي يعبّر عن حالة قلق مجتمعية عامة، ويجعلنا نفكر وربما نشكك في مدى تأثير المراكز والجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالمرأة».
ووفق مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، رصدت 27 حالة قتل للنساء الفلسطينيات منذ مطلع العام 2014، في حين سجل العام 2013، 26 حالة.
وبرنامج «حر الكلام»، الذي ينتجه تلفزيون فلسطين، بالتعاون مع «بي بي سي ميديا أكشن»، يعالج القضايا اليومية التي يواجهها الشعب الفلسطيني ويقدم لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم ومناقشتها على شكل حوار مباشر مع صناع القرار.