الحياة الزوجية ليست ميدان تجارب ولا حقل تذوق ، ولا يلام الرجل إذا أخذ يبحث عن شريكة حياته ، وإذا قلبت بصرك وجدت أن من أعظم مشكلات الزواج وصعوباته وانحلاله ناجم عن التسرع في اختيار الزوجة دون بحث وتدقيق ، فبعضهم يختار زوجته بمجرد نظرة جمال ساحرة ، أو طمعـًا في مالها ، أو غير ذلك ، والعلاقة التي يكون المقصد منها ذلك توشك أن تزول وتنتهي،ويقول رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع ، لمالها ،ولحسبها ولجمالها ، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)والجمال ليس في العيون الزرقاءولاالخضراء ولا السوداء ، ولاالعسلية ، ولا الكبيرة أو الصغيرة ، ولا ذات الرموش الطويلة أو القصيرة إنما الجمال في العيون التي إذا ما نظرت إليك وأنت غاضب لم تعد غاضبـ!!----- ويروى انه عرضت على المأمون جارية بارعة الجمال ، فائقة الكمال غير أنها كانت تعرج برجلها،فقال لمولاها : خذ بيدها وارجع ، فلولا عرج بها لاشتريتها ، فقالت الجارية : يا أمير المؤمنين إنه في وقت حاجتك لن تنظر إلى العرج ، فأعجبه سرعة جوابها وأمر بشرائها!!!وقال الرسول (ص) تزوجوا الودود الولود فأني مكاثر بكم الامم يوم القيامة)وقال(ص) (ما الزواج من العقيم نزوة عابرة او مصلحة مؤقتة وسرور بزواج من غير تبعات)، وعن (معن بن يسار)قال جاء رجل الى النبي(ص)- فقال : إني اصبت امرأة ذات حسب وجمال ، وإنها لا تلد أفاتزوجها ؟ قال : ((لا )) ثم أتاه الثانية فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فقد حث الإسلام على البكر وهي التي لم توطئ بعد ؛ لأن البكر تحب الزوج وتألفه أكثر من الثيب ، ومن الصفات الحسنة (تزوجوا الودود الولود)وسئل الاعراب عن افضل النساء، قالوا(هي المرأة البكر تحب زوجهاوافضلهن طولا ان وقفت واعظمهن ان قعدت واصدقن اذا قالت واذا غضبت حلمت،واذا ضحكت تبسمت واذا صنعت شيئا جودت التي تطيع زوجها العزيزة في قومها وامرها محمود) واضافوا للتاكيد الودود الولود كما حذّر صلى الله عليه وآله وسلم من اختيار الحسناء غير الولود قائلا (ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود فأني مكاثر بكم الامم)--- فالنسيج المجتمعي لا يتقبل حتى الآن أي امرأة مهما بلغت من نجاح إذا لم تكن (أماً)، أما المرأة فما عليها سوى أن تقبل كل القيود والعقوبات الإجتماعية بينما الرجل يبحث عن خيار آخر تاركاً زوجته لمصيرها وللأقاويل التي يتوجب عليها سماعها برحابة صدر. تعتبر المرأة في مجتمعنا هي مجرد وعاء للحمل والولادة، وعندما تفقد المرأة هذه الوظيفة فإنها تفقد قيمتها الإنسانية، والدليل على ذلك إعطاء الأم قدسية كبيرة، ففي ثقافتنا تكرس هذه المسألة ويتم ربط المرأة بدور الأم فقط، وأساساً مكانة المرأة في المجتمع منقوصة، فكيف إذا فقدت هذا الدور؟ هكذا بشكل طبيعي ستفقد كل شيء وظيفتها وحياتها المجتمعية وتصبح شجرة يابسة، بالمحصلة النظرة إلى المرأة كإنسان هو المهم وليس كجسد للإنجاب والمشكلة أن القانون يكرس هذه النظرة أيضاً عندما يمنح للزوج حق الطلاق نتيجة أمر لا ذنب للمرأة فيه----- المرأة تولد وتولد معها غريزة الأمومة، ومنذ نعومة أظافرها نجد لديها الرغبة بأخذ دور الأم الذي يتجلى في اللعب مع الدمى ، ومع تتامي المراحل العمرية يزداد لديها التوق لتلك اللحظة لحظة لتأسيس العائلة، وتسود المفارقة المجتمعية التي بقيت مستمرة هي تجريد المرأة من كل إنسانيتها لأنها عاقر وعاقر فقط والكل يعرف الاية الكريمة( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ويعرف(ويجعل من يشاء عقيما) فمنذ آلاف السنين ربط الإنسان المرأة بالأرض فكلما تنتج الأرض النبات ، فالمرأة عليها ان تنجب الاطفال بعد ان يعاشرها الزوج جنسيا ، ولا يتقبل الرجل والمجتمع الذكوري –المسلم غير هذه الفكرة0 وشاعرنا الكبير الراحل خير من وصف نظرة الرجل الشرقي للمرأة بقوله\\ ﻻ ﺗﻨﺰﻋﺞْ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ
ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﻛﺸﻔﺖُ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺭﻱ
ﻓﺎﻟﺮﺟﻞُ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲُّ .. ﻻ ﻳﻬﺘﻢُّ ﺑﺎﻟﺸِّﻌﺮِ ﻭﻻ ﺍﻟﺸُّﻌﻮﺭِ
ﺍﻟﺮﺟﻞُ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲُّ ـ ﻭﺍﻏﻔﺮْ ﺟُﺮْﺃﺗﻲ ـ
ﻻ ﻳﻔﻬﻢُ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓَ ﺇﻻ ﺩﺍﺧﻞَ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮِ ..
ﻣﻌﺬﺭﺓً ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ
ﺇﺫﺍ ﺗﻄﺎﻭﻟْﺖُ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﻠﻜﺔِ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝِ
ﻓﺎﻷﺩﺏُ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮُ ـ ﻃﺒﻌﺎً ـ ﺃﺩﺏُ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝِ
ﻭﺍﻟﺤﺐُّ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً .. ﻣﻦ ﺣِﺼَّﺔِ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝِ ..
ﻭﺍﻟﺠﻨﺲُ ﻛﺎﻥَ ﺩﺍﺋﻤﺎً
ﻣُﺨَﺪَّﺭﺍً ﻳُﺒﺎﻉُ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝِ
ﺧُﺮﺍﻓَﺔٌ ﺣُﺮﻳّﺔُ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀِ ﻓﻲ ﺑﻼﺩِﻧﺎ
ﻓﻠﻴﺲَ ﻣﻦ ﺣُﺮﻳّﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ ﺳِﻮﻯ ﺣُﺮﻳّﺔُ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝِ ..
ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ !
ﻗُﻞ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪُﻩ ﻋﻨّﻲ .. ﻓﻠﻦْ ﺃُﺑﺎﻟﻲ
ﺳﻄﺤﻴّﺔٌ .. ﻏﺒﻴّﺔٌ .. ﻣﺠﻨﻮﻧﺔٌ .. ﺑﻠﻬﺎﺀْ ..
ﻓﻠﻢ ﺃﻋُﺪْ ﺃُﺑﺎﻟﻲ
ﻷﻥَّ ﻣَﻦ ﺗﻜﺘﺐُ ﻋﻦ ﻫﻤﻮﻣِﻬﺎ
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻖِ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝِ ، ﺗُﺪﻋﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓً ﺣﻤﻘﺎﺀْ
ﺃﻟﻢْ ﺃﻗُﻞْ ﻓﻲ ﺃﻭَّﻝِ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ..
ﺇﻧّﻲ ﺍﻣﺮﺃﺓٌ ﺣﻤﻘﺎﺀْ