لطالما وقفنا ضد تطلعات المرأة السعودية ونظرتها للمستقبل تارة باسم العادات والتقاليد وتارة أخرى باسم بعبع الاختلاط الذي يؤرق الكثيرين لكن رغم وقوفنا ضد تطلعاتها إلا أنها استطاعت أن تتخطى حواجزنا المصطنعة وترفع رؤوسنا عالياً سواء في مجلس الشورى والذي حصلت بموجبه مملكتنا الحبيبة على مركز متقدم وصلت إلى 19.9% في خارطة العالم لمستوى مشاركة المرأة في السياسة، أو تكريم الدكتورة مها المنيف من الرئيس أوباما ومنحها جائزة أشجع امرأة في العالم والذي تصدر هذا التكريم الصفحات الأولى عالمياً.
هذا التفوق وهذا التكريم هو جزء بسيط من مسلسل الإنجازات العالمية للمرأة السعودية وليس غريباً علينا حيث تعودنا على تفوقهن، على سبيل المثال وليس الحصر لقد تم اختيار العالمة الدكتورة حياة سندي كسفيرة للنيات الحسنة، والدكتورة هويدا القثامي التي تعتبر الاستشارية الأولى في الشرق الأوسط، والباحثة هبة الدوسري التي تفوقت في بحثها على جميع المشاركين بإيجاد علاج للسرطان بتقنية النانو، والقائمة تطول، نعم هذه بناتنا أيها المشككون. الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية في زمن يعتبر قياسياً بالمفهوم الزمني مفخرة للجميع وهي اليوم تشق طريقها للمناصب العليا في معظم القطاعات ناهيك عن المحاكم التي تعج بالمحاميات المؤهلات أكادمياً، صحيح أن هذه الإنجازات قد لا تروق للبعض الذين يقفون بكل ما يستطيعون ضد تقدم المرأة ومنعها من الوصول للعالمية والوقوف ضد الابتعاث لبناتنا بحجج تجاوزها الزمن رغم أننا بحاجة ماسة إلى الشهادات العليا التي تخدم الوطن، مع الأسف أن بعضهم يعتقد أن وصول المرأة لهذا المستوى المتقدم هو نهايته فكرياً واجتماعياً مع العلم أننا نستطيع أن نتخطى هذا التفكير اليائس بسلام كما تخطينا الصحون اللاقطة في التسعينيات والإنترنت في الألفية الثانية وغيرهما حيث أصبح المعارض لهذه التكنولوجيا نجماً لا يشق له غبار في إحدى القنوات التليفزيونية وكذلك نجماً في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا دليل على أننا لا نستطيع أن نوصد أبوابنا أمام الحضارة الإنسانية ونحرم بناتنا من حقهن الطبيعي والمشروع ولو فعلنا ذلك لأدخلها أبناؤنا من النافذة.