يمكننا التحدث عن المسؤولية الأخلاقية حديثا تربويا، ويمكننا أيضا في أغلب الأحيان أن نكون متفقين على كلمة المبادئ فيما يخص *المسؤولية الأخلاقية*وخاصة أننا تعلمنا منذ الصغرأن كلمة *الأخلاق خطأ مخيف* لذلك قد لا نحب أن نستخدمها خاصة في سياق الحديث عن المسؤولية الأخلاقية.بل نفضل أن نستخدم عبارات ضخمة مثل **أخلاقنا لا تسمح لنا**وما شابه ذلك. مع أن أخطاءنا الأخلاقية قد نرتكبها كل يوم بدون أن ننتبه، أوكأننا نتجاهلها ، أو نحاول أن نخفي شيئا من الحقيقة أي نكذب كذبة ونبررلأنفسنا بأنها كذبة بيضاء. أو نهرب من حقيقة أنفسنا وندعي المرض أمام الأخر.كل هذه التصرفات تحكمها أخلاقنا ومدى التزامنا بمبادئنا في المسؤولية الأخلاقية . طبعا الأخلاق مفهوم واسع يشمل أمورا كثيرة تتجاوز هذه التصرفات اليومية البسيطة، لذلك نحن نعرف ألفاظا وتشبيهات كثيرة مثل* أفعال تخدش الحياء*أو تصرفات غير أخلاقية ونصنفها كمعاييرقد تكون إجتماعية وبالتالي يظهرهنا مفهوم **كلمة عيب** وقد تكون**دينية عقائدية ** وهنا تختفي لفظة **عيب** وتظهر ألفاظ أخرى أكثر وقعا لدى المتلقي مثل **حرام**وتختلف كلمة **العيب والحرام** تماما من إنسان إلى أخر،بمعنى أن مفهوم لفظ **مرفوض إجتماعيا أو**عيب** يجعل البعض حين لا يقتنعون به يحاولون الالتفاف حوله، فمن السهل ارتداء أقنعة اجتماعية نختفي خلفها، ومن السهل أن نجلس ونتحدث عن** العيب والمرفوض **ونحن نملك أخلاقا مطاطية متلونة قد تمارس المرفوض وتسوّق له في الخفاء، ويصبح في هذه الحالة **العيب** مسموحا مادام الآخرون لا يعرفون، فالعلاقة بالآخرين علاقة عادية وبالتالي يحق للشخص خداعهم، الكذب عليهم، سرقتهم وربما الإعتداءعليهم مادام قادراعلى ذلك ومادام لا أحد يدري **فالمسؤولية الأخلاقية ** في هذه الحالة تصبح مطاطية كثوبا يخلعه الشخص حين يصبح خارج حدود الرقابة الإجتماعية،ليُحطّم قيود الأخلاق،ويبحث عن طريقة راقية تحكم أفعاله.وهنا تنشأ جُملة من المشاكل والتناقضات،حينها نتساءل هل الرقابة الإجتماعية تحتم علينا أن نتخذ سلوكا أخلاقيا معينا حتى نتجنب الرفض الإجتماعي أو المساءلة الأخلاقية الإجتماعية،هل هي عبء أم مسؤولية؟.أم هي أخلاق الخفاء وأخلاق العلن، ومعايير أخلاقية للذكور تتيح لهم بعض مساحات الحركة ليمارسوا ذكوريتهم .ومعاييرأخلاقية تجعل المرأة وحدها حاملة لعبء المسؤولية الأخلاقية.