حياة اليوم مشحونة بالضغط وتزاحم المهام والأعمال، وفي غمرة هذا التسارع تزداد لدينا حالات من التوتر والترقب، ونستنزف من أجسادنا الكثير من الطاقة لإتمام كثير من الأمور الحياتية التي لا تنتهي، ولكنها على المدى البعيد تصيبنا بأمراض خطيرة قد تؤدي لأزمة بالغة الخطورة تهدد حياتنا، وكثير هم الذين ترافقهم حالات من الغضب المستمر وحالات من التوتر الدائم.
نحن بحاجة لتخفيف هذا التوتر والشحن البالغ الخطورة على صحتنا، والذي قد يؤذي قلوبنا، وكل يوم نسمع بدراسات علمية تصدر تحث الناس على محاولة تخفيف التوتر بعدة أساليب وطرق، لعل آخرها ما قرأته عن دراسة علمية ثرية من خلال موقع: مترجم، وهو بالمناسبة موقع معرفي ثري ومفيد www.moutarjam.com. تقول هذه الدراسة: «إن الحفاظ على الابتسامة خلال فترات الضغط بإمكانه أن يفيد القلب. أجرت هذه الدراسة العالمتان تارا كرافت وسارا بريسمان من جامعة كنساس حيث بحثتا كيف أن أنواع الابتسام المختلفة وشعور الأشخاص بالابتسامة يؤثر في مقدرتهم على تخطي فترات الضغوط».
تقول كرافت إنهم أرادوا معرفة ما إذا كانت الأقوال المأثورة مثل «ابتسم وتحمل» لها أي أساس علمي. فهذه المقولة لا تعني فقط أن الابتسام يحمل إشارات بالسعادة للآخرين، ولكنه أيضاً طريقة للتأقلم مع ضغوط الحياة. وأوضحت الدراسات السابقة أن الابتسام يؤثر في المشاعر وتلك المشاعر الإيجابية بدورها لها تأثيرها في التوتر.
غني عن القول أن أثر الابتسامة أبلغ وأكبر من تخفيف التوتر، بل يمتد لإزالة الكثير من الشوائب مع الآخرين، وفي هذا السياق نستحضر الحديث النبوي الشريف الذي يقول: «تبسمك في وجه أخيك صدقة». لكن ومع الأسف يقابل البعض هذه الابتسامة بردة فعل غير مبررة، بل في أحيان كثيرة بدهشة واستغراب، بل إن البعض لا يتردد في أن يسأل عن سبب تبسمك في وجهه لأنه أساء الظن بسبب ابتسامتك له.
وبطبيعة الحال ليس المقصود أن توجه بسماتك على المارة بشكل فوضوي، ولكنني أحسب أن هناك ضابطاً مهماً مثل أن تتبسم في وجه زميل كان بينكما سوء تفاهم بالأمس في العمل وأنت مقبل عليه مع صباح اليوم التالي وقبل السلام، فهذه الابتسامة من شأنها أن تزيل أي لبس أو أي عوائق بينكما، بل إنها ستوجه له رسالة مفادها أن قلبك نظيف وأنك لا تحمل أي ضغينة عليه بسبب ما حدث بالأمس من سوء فهم بينكما. أعتقد أننا بحاجة لأن نثري حياتنا بالبسمات.