ينافس الفيلم المغربي "روك القصبة" للمخرجة المغربية ليلى المراكشي على جائزة المهر الذهبي للأفلام الروائية الطويلة بالدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وعادت المراكشي للإخراج السينمائي بفيلمها الطويل الثاني"روك القصبة" والذي يحيل عنوانه على أغنية معروفة لمجموعة الروك البريطانية "كلاش".
ويسلط الفيلم المغربي الضوء على انفعالات المراة الام والاخت والابنة بعد رحيل الاب سند العائلة وركيزتها.
وتسلط ليلى المراكشي في فيلمها الجديد الضوء عن ثلاثة أيام الحداد والعزاء بعد وفاة أب العائلة في حر الصيف.
وقالت ليلى المراكشي إن فيلمها جاء رغبة منها في "إظهار تقاليدنا العربية الخاصة بالجنائز، التي اعتبرتها مختلفة بشكل كبير عن العالم الغربي، لتبرز الفرق بين ما يبدو عليه حال الأسرة أمام الناس، وما يعيشه أفرادها خلف أسوار البيت من صراعات طاحنة".
واضافت أن الفيلم محاولة لإبراز ما تعيشه بعض النساء من صراع نتيجة ثقل التقاليد ما يدفعهن إلى السير في طرق مختلفة ومتشعبة.
وأكدت أن شريطها "تكسير للإيقاع السريع الذي أصبح يطبع هذا العصر، مع الابتعاد عن الإثارة".
ويتغير نمط الحياة والسلوك على وقع رحيل أب العائلة في الفيلم الذي لم يترك خلفه سوى النساء ليعشن في جو مشحون ومضطرب.
ويزداد اضطراب المنزل مع عودة صوفيا البنت الصغرى التي هاجرت إلى أميركا للعيش متحدية رغبة أبيها بدخولها غمار التمثيل في هووليود.
وتعمل صوفيا على تصفية حساباتها الشخصية مع أخواتها ضاربة عرض الحائط بالنظام المعمول به داخل الأسرة.
وجمعت ليلى مراكشي في شريطها عددا من الممثلات العربيات اضافة الى المغربيات مرجانة علوي ولبنى الزبال، وتميز الفيلم بمشاركة اللبنانية نادين لبكي والفلسطينية هيام عباس، وادى عمر الشريف دور الاب الذي لا يريد طيفه مغادرة المنزل العائلي.
وعبّر الفنان المصري العالمي عمر الشريف عن سعادته لمشاركته في الفيلم المغربي، وأكد انه كان يبحث بعد فيلمه "المسافر" عن تجربة جديدة ومختلفة يعود بها للسينما ليجد ضالته في"روك القصبة".
وافادت مراكشي ان اختيارها لعمر شريف في دور اب العائلة مرده انه طبع طفولتها كما بصم بفنه طفولة اجيال كاملة من محبي السينما".
وقالت "قبوله العمل معي كان الهدية الاكبر لهذا الفيلم".
وتركز المخرجة على الاختلافات والتناقضات التي تحرك الجنس اللطيف.
وحول اختيارها لممثلات من بلدان مختلفة يظهرن في الشريط وهن يتكلمن المغربية قالت ليلى:"انهن ممثلات رائعات اردت العمل معهن، كان العمل معهن ممتعا واستثنائيا بخوضهن في دهاليز حياة المراة واسرارها الخاصة".
وفي الشريط تتناول النساء حكاياتهن الخاصة وعوالمهن النفسية والاجتماعية وعلاقاتهن بالرجال، لتكن تارة باحثات عن ذواتهن وطورا واثقات من انفسهن ومفعمات بحب الحياة.
وبرحيل الرجل، الأب والوالد تخرج المرأة المغربية- العربية الى دائرة الضوء لتبوح وتثور ولتحاول أن تكون.
ويصور الشريط صعوبة العلاقات وعنفها داخل العائلة التي توحي مظاهرها الخارجية بان كل شيء فيها يسير على ما يرام لكن الواقع يختلف، خاصة حين تتعارض طرق الحياة بين الجيل الجديد والقديم ليحيل على استمرارية الصراع بين الحداثة والتقاليد.
وتحب المخرجة ان تقارن ما يجري في فيلمها باحداث العالم العربي فحين يختفي الاب يعلو صوت الثورة، الثورة على التقاليد التي تمثلها سلطته وموته بالنسبة للنسوة يفسح المجال لهن ليعشن بحرية اكثر من أي وقت مضى.
وبخصوص عملها على مدى سنتين على سيناريو فيلمها كشفت المخرجة المغربية انها ادخلت بعض عناصر الحكاية الشخصية عليه، مثل مسألة الامومة والبحث عن الهوية وتقاليد العائلة في حالات الفقدان.
وقالت المراكشي إنها استلهمت أحداثه من الواقع، وأن شخصيته الرئيسية مستمدة من حياة عمها، الذي ذكرت أنه جمع بين التسلط والشاعرية.