الوجوه تلونت مثل التقنيات الذكية لتصل إلى 4 G أو أكثر من ذلك مستقبلا ،يستخدمها الآن الكثيرون يصنفون على أنهم كائنات بشرية متطورة ،يألفون قصصا وحكايات غير واقعية ،ثم يتقربون لك تارة تظنهم أصدقاؤك المقربون،وقد يحاربونك ،ليكونوا أعداء النجاح ، حاقدون عليك ،حاسدون،منافقون لا يحبون الخير لأحد ،وهناك غرباء تصادفهم صادقون تراهم بتصاميم تعلوها تعبيرات عدة تعكس الإعجاب أو الحب ،أو العرفان بالجميل ،هؤلاء جميعاً قريبون منك ،يرصدونك ،شئت أم أبيت ستحبهم هاجسهم أن يروك سعيدا ناجحا.
وفي عصر الإنترنت والهواتف الذكية التقنية الحديثة يعتبره البعض أنه نقمة تؤثر سلبا علي حياتنا ،مع أنه وفق المفاهيم والحضارية المتقدمة يعتبر تطور وتنافس علمي تقني ،ويحسب علينا أنه نعمة لمن يبحث عن الحقائق والمعلومات سواء من الدارسين أو الباحثين وغيره لإنه وسيلة سهلة وميسرة للوصول إلى المعلومات بأنواعها ،وكذلك توطيد العلاقات الإجتماعية لمن أرادها ،لكن المعضلة هي أن يفتح المرء بريده الإلكتروني كي يستطلع الأمور ،فيفاحيء بما لا يسره ،ربما قذف أو سب ،أو ثمة بسمة ووردة تبعث الأمل ،لكنها قلما تحدث ،يريد بعض البشر إنسانـا كالصخر يتحمل الضربات ولا يصرخ،يتلقى بعض آراء قد تؤلمه ،وقد تأتي رسائل مفرحة تسعده ،لكن ما بين هذا وذاك ،متاهات ،كثيرون من المثقفين والكتاب والادباء وبعض الهواة يجدون الإنترنت ،أو الشبكة العنكبوتية في وقتنا الحاضر السبيل الاسرع للحصول على المعلومة ،ومعهم حق في ذلك ،لكن بعضـا من الهواة يتجاوزون الحدود ويكشفون المستور برسائل مختلفة ،إنتقادات ،وقد تكون غيرة ،أو إثارة ،أو دعوة للإحباط ،والبعض منهم إما متجاهل لتأثير ذلك على حياة الإنسان الذي يحاول النهوض بنفسه والتطور لإثبات ذاته ،أو المشاركة في التعبير عن رايه بأمر ما ،جميعها أو جميعهم إلتقوا في مكان واحد ،لكن بأهداف مختلفة ومسارات متنوعة .
والإنسان لا يمكنه التخلي عن طبيعته الإجتماعية ،ويحتاج لمن يبث له مكنونات نفسه وإلا ما كان الله سبحانه وتعالى خلق على الأرض الكائنات من جنسين الذكر والأنثى ،وصنفين الإنسان والحيوان وغيرهم من الثنائيات التي لا يعد ولا يحصى ، لهذا يبقى يبحث عن الآخر المختلف أو المتوافق معه ليعبر عن نفسه و يتبادل الأفكار والحوار مع الآخر ،وكثيراً ما سمعنا وقرأنا في الصحف عن أهوال ومصائب الإنترنت على من يتزوجون بواسطة التعارف على السكايب والفيس بوك والتويتر قد يتبادلون الصور والقبل مع مجهولين ،وفجأة يكتشفون أنهم ضحية خدعة أو لعبة أو تسلية ،ولا يدرك الشباب وخاصة الإناث منهم مخاطر هذا كأدوات دمار داخلي للإنسان أحيانا فينسوا ما خلقوا لأجله ويمارسوا الأرذلين عبر الإنترنت وعبر الرسائل الإلكترونية ،وتكون الفاجعة الكبرى بعد وقوع المحظور جراء ذلك .
ثمة فيروسات بشرية مثل "الهاكر" تكون بصورة إنسان متلون ،يظهر في عدة مواقع بقصص وحكايا يهدف من وراءها مآرب خاصة أقلها لقاء واستمالة عاطفية ،دون توجيه نحو تطوير الذات والتقدم الحضاري ،وما بين هذا وذاك ،نحتاج كأمة عربية أساليب منطقية لإقناع ،الأجيال الرابعة من عصر الإنترنت والتطور التكنولوجي ،والتقنية الحديثة كي يستيقظوا من السبات ،ليعو ما يجري حولهم ،غالبا تكون المسؤولية على النفس الإنسانية بالدرجة الأولى كي تحارب هذا الشيطان الذكي ،وتستخدمه نحو التعلم والمعرفة ،لا للتلون واللهو بالبشر وبالفكر والإتجاهات ،وبمراسلات تكون في معظمها تدميرا للنفس وحتى وإن وصلت أرذل العمر لتقع في مصائد وجوه متلونة وكما قال الشاعر :-
قاتل الجسم مأخوذ بفعلته ،،،،،وقاتل النفس لا تدري به البشر
وفي بيت شعر نادى شاعر جيل الشباب فقال مستصرخا :-
يا شباب العرب هبوا من سبات شعبكم أمسى بقايا من رفاة
فإلى متى تبقون كذا تقبلون الذل دون المكرمات