صادفتها وأنا أشتغل بإحدة دور العجزة.أحبتني .وفتحت قلبها لي. وبقصتها حركت وجداني ومشاعري حتى أبكتني منذ ثمانين سنة. كنت أشتغل بإحـدى الدوائر الحكومية برتبة*سكرتيرة * السلم العاشر.مرتب في المستوى لحياة أفضل ، تزوجت من رجل بسيط يشتغل سائق بشركة رجال المطافئ،مرتب لابأس به. أنجبنا ثلاثة بنات وولد .البنت الكبرى توأم للولد،و تـوأمان حتى في العمل لهما مكتب خاصة للمحامات. أما البنت الوسطى ممرضة. والصغرى خمسة وأربعين سنة مديرة مدرسة ثانوية هذه الأخيرة تسكن في منزلي . توفي والدها وأنا حاملة بها في شهري الثامن :لم تراه ولم تعرفه إلا في الصور.لقي حدفه في حريق عندما كان يقوم بعمله مع رجال المطافئ بإحدى الغابات .بدأت رحلة جديدة صُحبة أربع أطفال قاومت البرد، القهر،الجوع ودراسة الأطفال حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم .فلم أفكر يوما أن أجريَّ القرعة لأنظف كل واحد منهم على حدى. أو أسهر الليل رفقة الكبير وأترك ،الصغير إلى الغذ. لم أفعل هذا قط لم أعرف معنى سياسة التناوب عندما كنت أرعى الأربعة كالأزهار. أراها تتفتّح كل يوم أمام أعيُني،وأنا أداعبها بأناملي. كنت أسقيها بالحنان والعطف والرعاية. كأي أمّ تعطي كل مالديها من أجل فلذة كبدها كبروا.. وترعرعوا..وتقلّدوا أعلى المناصب. بلغت الثمانين من عمري ،أصبحت القرعة تُجرى علي إلى أن اتخذوا قرار وضعي بدار العجزة. خمسة سنوات مضت.لم أراهم لا في أعياد الميلاد ولا في المناسبات الإجتماعية ملحوظـة: بعد أسبوع توفيت ودفنت بدون حضور أبنائها .بعد أن أعطوا التصريح بالدفن. وقد اختصرت لأن القصة طويلة وهي من ضمن القصص الواقعية التي كتبتها في روايتي *العالم الأليم والمتألم* بقلم : الكاتبة عائشة رشدي أويس إسبانيا قصة ألّمتني و أبكتني ******* صادفتها وأنا أشتغل بإحدة دور العجزة.أحبتني .وفتحت قلبها لي. وبقصتها حركت وجداني ومشاعري حتى أبكتني منذ ثمانين سنة. كنت أشتغل بإحـدى الدوائر الحكومية برتبة*سكرتيرة * السلم العاشر.مرتب في المستوى لحياة أفضل ، تزوجت من رجل بسيط يشتغل سائق بشركة رجال المطافئ،مرتب لابأس به. أنجبنا ثلاثة بنات وولد .البنت الكبرى توأم للولد،و تـوأمان حتى في العمل لهما مكتب خاصة للمحامات. أما البنت الوسطى ممرضة. والصغرى خمسة وأربعين سنة مديرة مدرسة ثانوية هذه الأخيرة تسكن في منزلي . توفي والدها وأنا حاملة بها في شهري الثامن :لم تراه ولم تعرفه إلا في الصور.لقي حدفه في حريق عندما كان يقوم بعمله مع رجال المطافئ بإحدى الغابات .بدأت رحلة جديدة صُحبة أربع أطفال قاومت البرد، القهر،الجوع ودراسة الأطفال حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم .فلم أفكر يوما أن أجريَّ القرعة لأنظف كل واحد منهم على حدى. أو أسهر الليل رفقة الكبير وأترك الصغير إلى الغذ. لم أفعل هذا قط. لم أعرف معنى سياسة التناوب عندما كنت أرعى الأربعة كالأزهار. أراها تتفتّح كل يوم أمام أعيُني،وأنا أداعبها بأناملي. كنت أسقيها بالحنان والعطف والرعاية. كأي أمّ تعطي كل مالديها من أجل فلذة كبدها كبروا.. وترعرعوا..وتقلّدوا أعلى المناصب. بلغت الثمانين من عمري ،أصبحت القرعة تُجرى علي إلى أن اتخذوا قرار وضعي بدار العجزة. خمسة سنوات مضت.لم أراهم لا في أعياد الميلاد ولا في المناسبات الإجتماعية ملحوظـة: بعد أسبوع توفيت ودفنت بدون حضور أبنائها .بعد أن أعطوا التصريح بالدفن. وقد اختصرت... لأن القصة طويلة وهي من ضمن القصص الواقعية التي كتبتها في روايتي *العالم الأليم والمتألم*