نعيش في عالم اليوم في ضغوط نفسية بالغة، ونلمس أن يومنا بات يمضي وكأننا لم ننجز شيئاً يذكر، بل باتت كثير من مهامنا الحياتية معلقة ولم ننتهِ منها. فضلاً عن الضغوط المادية لدى كثير سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأسر كبرت أو صغرت. وعلى الرغم من أن هناك سوء إدارة للدخل الشهري لكثير من تلك الأسر، الأمر الذي قادها نحو تقسيط بعض المستلزمات الاستهلاكية غير الضرورية، فرهنت جزءاً من مدخراتها مدة طويلة، فكبلهم ذلك وحدّ من حركتهم للتعامل مع ضروريات الحياة التي لا تخفى، فتسبب بالتوتر والضغط النفسي الذي قد يتطور ليجلب أمراضاً جسدية معروفة كالضغط والسكري والتي لا يفتأ الأطباء من التحذير منها في كل مناسبة.
وأتساءل من هو الإنسان الذي لا يعاني من ضغوط وتزاحم، بل وفي أحيان كثيرة لا يعاني من شعور بالغ بالإحباط والذي يقوده نحو مشاعر تنمو وتكبر من الفشل حتى تتلبسه حالة بأنه إنسان فاشل لا فائدة تذكر منه. ونعلم جميعاً أن هذه المشاعر قد تسبب نكوصاً وتراجعاً، فكم سمعنا عن فتيات أو شباب كان يضرب بهم المثل في التميز والتفوق ولكنهم بعد فترة من الزمن تراجعوا وفتر الحماس وخفتت شعلة التفوق.
بيننا من يرجع هذه الحالة للعين – عين حاسدة – والحقيقة أن الأسباب أخرى ومختلفة تماماً، ولعل من أهمها وأبرزها وأكثرها: الإحباط، والذي يضم جملة من الأمراض النفسية الأخرى، من على موقع وكيبيديا، تم تعريف الإحباط بأنه: «مجموعة من مشاعر مؤلمة (ضيق، توتر، كدر، غضب، قلق، شعور بالذنب، شعور بالعجز، شعور بالدونية، صرف انتباه) تنتج عن وجود عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات أو معالجة مشكلة من المشكلات.
الإحباط قد يلعب دوراً مهماً في تحقيق الصحة النفسية أو التحول بها إلى حالات المرض النفسي، فهو يعتبر من أهم العوامل المؤثرة على التوافق الشخصي. وكلما كانت قواك أعظم وتماسك شخصيتك أمتن وأصلب استطعت تحمل الإحباط وثابرت في تجاوز عوائقه ومشاعره وانطلقت في الحياة محققاً هدفك أو معدله أو مغيره ناعماً بحياتك وسعيداً بساعاتك ولحظاتك». تخلص من كل المحبطات في حياتك، ولا تجعل عثراتك المادية تجلب لك التعاسة وإنما اجعلها دروساً حياتية مفيدة ولا تكرر الأخطاء، وانطلق بتفاؤل ولا تنس الابتسامة لأنها علاج عظيم ومفتاح ذهبي للنجاح