الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أمهات «المواجيب»

  • 1/2
  • 2/2

أعتقد أن بعض النساء خسارة فيهن مسمّى «أم» لأن هذا الاسم إنما يرمز للحنان والرحمة والبذل والعطاء والتضحية والإيثار، وبعض النساء بعيدة عن هذا كله.
المرأة التي تقضي أغلب أوقاتها خارج المنزل، ما بين الوظيفة وزيارة الصديقات، والذهاب للمناسبات تحت عذر «المواجيب» - أي أداء الواجب - وتتجول في الأسواق لمتابعة آخر الموديلات، ولا مانع من قضاء بعض الأوقات في الكافيهات، المهم أن تؤنس عمرها فهي - كما تحدّث نفسها - لن تعيش في الحياة إلا مرة واحدة.
وزيادة على ذلك أقحمت المرأة نفسها في الشؤون السياسية، والبركة فيمن أدخلوها البرلمان - فأصبحت تحضر الندوات والمهرجانات، وصارت تترشح للمجالس النيابية والبلدية وحتى الجمعيات التعاونية.
ولقد وصل حال الإهمال عند بعض الأمهات إلى اعتياد السفر - ولو لمدة طويلة - وترك الأبناء إما في البيت برعاية الخادمة أو عند إحدى القريبات.
إنك إذا نظرت إلى أولاد هذا النوع من الأمهات وخصوصا البنات فإن لسان حالهن: «اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها».
تشتكي الكثير من الفتيات من حرمانهن من حنان الأمومة، والذي جعلهن يبحث عن البديل عند الصديقات أو بعض المعلمات، وإن كان قدر الفتيات حسنا فلعل الله يعوضهن بصديقات أو معلمات صالحات، إما أن وقعن بين يدي صديقات السوء، فلا تسل عن الانحراف الذي سيتبع ذلك، والذي غالبا ما ينقلهن إلى مصادقة الذكور، وربما وصل الأمر إلى ما تُحمد عقباه.
بعض الأمهات تنازلت عن دورها في البيت إلى الخادمة، فصارت عاملة المنزل هي التي تتابع شؤون الأبناء من مأكل ومشرب وملبس، وحتى عند ساعة النوم فالطفل لا ينام إلا في حضن الخادمة.
لقد فقد الأبناء الحنان والأمان الذي توفره الأمهات، ولهذا كثرت العقد والاضطرابات النفسية لدى الأطفال. أحيانا تشتكي بعض الأمهات من عقوق الأبناء والبنات، ومن سوء تعاملهم أو الجفاف العاطفي تجاههن، وبلا شك أن هذا حصاد ما زرعته أيتها الأم، فهل تتوقعين عندما تزرعين الشوك أن تجني الورد؟
أتمنى أن تراجع كل أم نفسها، وتعيد حساباتها، وتدرك أنها مسؤولة أمام الله عن أبنائها، وبأنها إن لم تغرس محبتها في قلوب أبنائها وبناتها من خلال عطائها وحنانها وقضاء أوقات كافية بين فلذة كبدها، فإنهم سيتخلون عنها عند أقرب فرصة، وربما كان مصيرها دار العجزة، وهذا ما لا نتمناه لأي أم.
يقول أمير الشعراء :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من.. هم الحياة وخلفوه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له.. أما تخلّت أو أبا مشغولا
ونصيحتي للأبناء والبنات: مهما قست الأمهات أو أهملن في التربية، فعاملوهن بما يرضي الله تعالى، ولنتذكر بأنهن أولى الناس بالصحبة،
وأن التعامل مع الوالدين هو دَيْن سيرده الأبناء لك، فاختر طريقة السداد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى