المرأة الفلسطينية رائدة النضال وشريكة الكفاح الفلسطيني منذ فجر التاريخ فهي من قادت مظاهرات في عام 1917 مناهضة لوعد بلفور وهي من قادت احتجاجات ضد مقر المندوب البريطاني مرورا بسنوات النضال التي تلت ذلك وما تبعه من تأسيس لمنظمة التحرير الفلسطينية مروراً بحرب الأيام الستة في عام 1967وانتفاضة الشعب الفلسطيني بالثمانينات كانت تقاسم الرجل الفلسطيني همومه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهي من بادرت بالمطالبة بمقاطعة المنتجات الاسرائيلية بالثمانينات ولم تكتف بذلك بل قامت بخلق بدائل للمستهلك الفلسطيني فقامت بصناعه الخبز والمربى والعديد من الصناعات المنزلية وبذلك قامت بخلق بنية اقتصادية جديدة للمجتمع الفلسطيني إلى جانب هدفها الأساسي والرئيسي وهو المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية ... هذا وبعد اتفاقية أوسلو تحول نشاطها إلى المساهمه ببناء بنية المجتمع المدني ومازالت حتى الساعة تشاطر الرجل وجنباً إلى جنب معه.
تلك المراة كانت ومازالت الأسيرة والمحررة والشهيدة والمصابة ، ام الشهيد او الاسير او المصاب أو اخته او زوجته او ابنته . بعد كل ما قامت ومازالت تقوم بذلك.
هذه المرأة هل من العدل إستثنائها سياسياً من الأدوار السياسية .
يقول كوفي عنان الامين العام السابع للأمم المتحدة " في المجتمعات التي تسودها الصراعات ، النساء دائما تقوم بالعمل على رفع مجتمعاتها من مستوى النزاع والصراع ، لذلك يجب علينا التأكد من وجودهن في مفاوضات وعمليات ومخططات السلام ومرحلة مابعد السلام" وهذا ما لم يكن وجوده في مجتمعنا الفلسطيني ، فلا وجود للنساء في مفاوضات السلام بين الفلسطيينيين والاسرائيلين حاليا ولم يكن وجود سابقا إلا لفترة قصيرة كانت فيها الدكتورة حنان عشرواي من طرف الفلسطينيين و السيدة تسيفي ليفني من طرف الاسرائيليين وحسب العديد من المحللين فإنه في تلك الفترة كانت المفاوضات في أزهى مراحلها ويرجع المحللون أن ذلك بسبب وجود سيدتين في الوفود المفاوضة . وهذا ما تؤكده كلمة بيل كلينتون الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية عندما تم سؤاله عن مفاوضات كامب ديفيد أجاب قائلا" لو كان لدينا بالوفود المفاوضة نساء لربما خرجنا باتفاقية سلام ونجحت المفاوضات" كيف لا والنساء هن واهبات الحياة ، فهن حريصات على بقاء المجتمعات بعيدة عن الصراعات والنزاعات لأنها الأم من ضحت وتعبت وتعي تماماا ماهي الحياة فكيف لا تكون حريصة على إنقاذ حياة أبناء شعبها !!!
واليوم وأثناء احتفال أبناء شعبنا بالمصالحة والوحدة بين طرفي النزاع فتح وحماس الأشقاء بالبيت الفلسطيني نشهد غياب تام للتمثيل النسائي سواء بهذه الوفود أو كل الوفود التي سعت لتحقيق المصالحة، والغريب أنه عندما يتم السؤال عن التمثيل النسائي فتجد العديد من الإجابات التي تصلك قائلة بأنه عندما تنجح المصالحة فحتما سيكون للنساء دور ، أي دور تتحدثون !! ولماذا لم يكن لها دور منذ البداية ولماذا يتم تغييب تمثيلها حتى النهاية ، ولماذا تمثيلها مرهون بنجاح المصالحة . أري عدم الوعي بأهميه الدور النسائي سائد بين طبقات الشعب المختلفة بما فيهم الناشطين بحقوق المرأة . ولماذا لم يسأل أحد نفسه انه لو كان هناك تمثيل نسائي منذ بداية مفاوضات المصالحة بالسنوات السابقة لربما اختلفت المعادلة وحدثت وحدة ومصالحة منذ زمن . ولكن ألوانا مختلفة من الشعب تتجاهل ذلك وتتجاهل الخبرات والتجارب العالمية التي تحيط بنا ، عندما أجبرت النساء الليبيريات دكتاتور ليبيريا تشارلوسس تريلار على التنحي عن منصبه عام 2003 والذي عرف بدكتاتور الحروب الاهلية الوحشية ووقفت كخط حماية الأم والجدة والأخت ولزوجة والابنة شاركن جميعا بالاف ولم يتحقق سلام ليبيريا دون هؤلاء النسوة. وماذا عن تجربة نساء كينيا عندما قامت وانجاري ماثيا بتأسيس حركة الحزام الأخضر لتمكين النساء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وقد حصلت على جائزة نوبل في عام 2004 على أثر تأسيسها لهذه الحركة .
هاهي شعوب العالم تؤمن بقدرات النساء في حل الصراعات والنزاعات على المستوي المحلي او الاقليمي ، فكيف بالشعب الفلسطيني !!! الذي كانت نساؤه نموذج تتمنى العديد من النساء العربيات أن تشابهه في ظل الانظمة العربية الدكتاتورية التي كانت تحكم الدول العربية !!! الان أين المرأة الفلسطينية من كل هذا!!