الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الدين أداة للصعود والزعامة

  • 1/2
  • 2/2

في وقت سابق وتحديداً قبل نحو عقدين من الزمن بدأت تنمو في عالمنا الإسلامي ظاهرة غريبة تتعلق باستغلال الدين وإخراجه عن سياقه التعبدي الحياتي المتعلق بالإنسان والخالق سبحانه وتعالى – وإن كانت ممارسة قديمة – إلا أن ظهورها الحديث في بعض المجتمعات الإسلامية في هذا العصر جديرة بالتنبه والدراسة لأن هذا الاستغلال يتفرد بأنه في كثير من الأحيان تم توجيهه لمقاصد وأهداف أبعد ما تكون عن حياض الدين نفسه وعن سمو مقصده، ثم حدث انحراف أكثر قسوة وبعداً عن الدين المتسامح الرباني وهو العنف والدعوة للتعصب والاستفراد بالرأي وظلم الناس والقسوة الواضحة الفاضحة في التعامل حتى مع الأطفال والقصر.
الذي يحدث اليوم ليس من الدين بل لا يتقاطع حتى مع ديننا العظيم الذي يحثنا على السلام والمودة والرحمة، فقد باتت وسائل المؤامرات والتخطيط السري والعمل في الظلام والتحالف مع قوى الشر حتى الشيطان نفسه لها مبررات شرعية يتم سياقها بل واستحضار أدلة من القرآن ومن هدي رسولنا الكريم. على سبيل المثال يحرم ديننا بنصوص واضحة وصريحة من القرآن الكريم القتل وسفك دماء الناس، يغذي خفافيش الظلام سارقو القيم الدينية جرائمهم بأنها تتم وفق الكتاب والسنة، فيبيحون ترويع الآمنين وسفك الدم الحرام صغر أو كبر رجلاً أو امرأة.
ليس هذا وحسب بل إنهم تجاوزوا كل هذا ليصلوا لمرحلة أن ينتحر الإنسان ويقتل نفسه ومعها يقتل العشرات من الأبرياء فيما عرف بالعمليات الانتحارية. وأين تتم هذه العمليات في الأسواق الشعبية وبين الناس الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وحتى لو تم الافتراض جدلاً أن هذه العمليات الجبانة تتم في ساحة المعركة، فهل تجوز؟ بل هل دعا رسولنا الكريم للانتحار وقتل النفس أم أن الإسلام حرمها؟
لقد استغل ضعاف الإيمان ميل الناس الطبيعي وحبهم لله ورسوله، فانقضوا على هذه الطبيعة الجميلة واستغلوها أبشع استغلال، وبواسطتها جندوا الأطفال والمراهقين ليكونوا وقوداً لمعاركهم ضد الحياة والأمل. نظرة بسيطة لعدة مجتمعات إسلامية ركنت لهم ولمقولاتهم فاكتووا بنارهم وحقدهم وهم اليوم يسعون بكل وسيلة إجرامية وبكل قسوة للسيطرة في بلدان عربية يفجرون ويخربون ويغتالون دون هوادة أو تردد، فهل نترك بلادنا ومنجزاتنا بأيدي هؤلاء، لقد أحسنت قيادتنا وأجهزتنا الأمنية عندما أعلنت عن التنظيم السري وعن مخططاتهم الفاسدة وعن ركونهم لجهات خارجية، والمطلوب منا بحق أن نفرق بين ديننا القويم وبين خفافيش الظلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى