المرأة الإماراتية ليست نصف المجتمع الرياضي في الدولة، حقيقة توصلنا إليها من خلال تحقيق "البيان الرياضي" الخاص مع عدد من المسؤولين الرياضيين في الدولة، والذين أكدوا صحة وجهة نظرنا رغم مرور سنوات طويلة على نزولها إلى الساحة الرياضية، باحثة عن فرصة من أجل فرض شخصيتها على هذا المجتمع المعتمد بصورة شبه كاملة على الرجال...
ورغم قفزات النجاح الكبيرة التي تحققها ولاتزال منتخباتنا الوطنية للسيدات والفتيات في الألعاب التي استطاعت الوصول إليها وممارستها، بالإضافة إلى تواجد عضو نسائي في مجالس إدارات أغلب الاتحادات، إلا أن عدد اللاعبات المسجلات لم يتساو حتى مع عدد اللاعبين الرجال. حيث ان الرقم المقدر مبدئياً للرياضة النسائية يبلغ 327 لاعبة مقابل 11 ألف لاعب في 5 اتحادات.
حاولنا في بداية تحقيقنا التوصل إلى عدد اللاعبات المسجلات في عدد من الاتحادات، التي تعاملنا معها كنماذج من أجل دعم وجهة نظرنا، لكننا صدمنا بمدى صعوبة الأمر في ظل عدم وجود إحصاء دقيق لعدد اللاعبات المسجلات في الأندية التابعة لتلك الاتحادات، بل إن اجتماع الجمعية العمومية لاتحادي الكرة الطائرة وألعاب القوى، رغم حديثهما خلال الاجتماع عن حجم الإنجازات التي حققتها المنتخبات النسائية في اللعبتين، إلا أنهم قدموا لأعضاء الجمعية إحصائية رقمية بعدد اللاعبين المسجلين لديهما في كافة المراحل السنية، بدون تقديم أي أرقام عن حجم اللاعبات المسجلات لديهما.
في الوقت الذي أظهرت فيه بعض الاستطلاعات التي أجريناها مع عدد من المسؤولين عن قطاع الرياضة عموماً والرياضة النسائية على وجه الخصوص، أن نظرة المجتمع الإماراتي بدأت في التغير بدرجة كبيرة إلى ممارسة المرأة للرياضة في ظل التطور الحضاري الذي تعيشه الدولة حالياً.
دور الهيئة
من جانبه، أكد إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة، على عدم تناسب عدد اللاعبات مقارنة بعدد اللاعبين المسجلين في قوائم الاتحادات الرياضية في الدولة، رغم مرور سنوات طويلة منذ اعتماد الرياضة النسائية، وتخصيص "كوته"أي مقعد نسائي في مجالس إدارات معظم الاتحادات التابعة للهيئة، بل وكشف عن سماح لائحة الهيئة للمرأة بالتقدم لشغل منصب الرئاسة في تلك الاتحادات مثلها مثل الرجل تماماً، مع بقاء مقعد العضوية النسائي كما هو.
من جانبه، قال إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة: "ناقشنا في منذ أسابيع قليلة، تلك المشكلة التي بالفعل لا نرى لها حل قريباً، رغم ما قمنا ونقوم به من جهود لتشجيع المرأة الإماراتية على ممارسة الرياضة على صعيد الأندية والمنتخبات، مع العلم أن نسبة ممارسة المرأة للرياضة في الدولة الكبيرة، ولكن على صعيد الهواية من خلال بعض الأندية الخاصة والصالات الرياضية".
وأضاف: "تغيرت نظرة المجتمع الإماراتي لممارسة المرأة للرياضة في السنوات الأخيرة، مع التطور الحالي للدولة في كافة مجالات الحياة، ولكن هذه النظرة لاتزال موجودة في بعض الألعاب نتيجة تقاليد المجتمع التي نحترمها جميعاً، ومنها رياضة السباحة على سبيل المثال، ولكن من وجهة نظري المشكلة الأكبر تتمثل في غياب الثقافة الرياضية لدى الفتاة الإماراتية، وتلك الثقافة تحتاج سنوات طويلة للتغيير، ولا أتوقع في المدى القريب أن تتعادل كفة عدد اللاعبات مع عدد اللاعبين المسجلين في اتحاداتنا الرياضية".
واختتم الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة قائلاً: "لكن الأمل لايزال معقوداً في الأولمبياد المدرسي الذي حقق نجاحاً كبيراً على صعيد المراحل السنية، وهذا ما لمسناه بشدة عندما رأينا مشاركة 2000 فتاة إماراتية في مختلف المسابقات، ما يبشر بمستقبل طيب للرياضة النسائية في الدولة، ولكن هذا يتطلب المزيد من العمل والجهد حتى نحقق ما ننشده من نجاح".
قصور عمل
ومن جانبها، أكدت أنيسة عمر الشدادي عضو مجلس إدارة اتحاد كرة اليد رئيس اللجنة النسائية بالاتحاد، أن الفتاة الإماراتية تقبل على ممارسة الرياضة بصفة عامة، والكثير من الألعاب الرياضية التي لا تتعارض مع العادات والتقاليد بصفة خاصة، وقالت: "هناك الكثير من الألعاب الرياضية التي تتناسب مع طبيعة المرأة الإماراتية..
وتمارس تلك الرياضات على مستوى كبير في مدارسنا وأنديتنا، وأصبحت فتياتنا يحققن نتائج إيجابية بفضل ودعم الأهالي الذين أصبحوا يتفهمون حالياً ممارسة بناتهن للألعاب الرياضية التي تتحلى بالحشمة والآداب العامة، ويحرصون على مساندة بناتهن، لتحقيق النجاح في الرياضة التي يفضلنها".
وأرجعت أنيسة انخفاض عدد اللاعبات المسجلات في قوائم الاتحادات الرياضية مقارنة بعدد اللاعبين المسجلين، إلى قصور في العمل من جانب بعض الأندية التي لا تهتم كثيراً بالرياضة النسائية، وتركز في المقام الأول على الرياضة التي يمارسها الرجال ومنذ الصغر، وقالت: "إذا اهتمت بعض الأندية بالرياضة النسائية مبكراً، وطلبت دعماً من الاتحادات الرياضية، فإن تلك الاتحادات لن تقصر في تقديم الدعم اللازم للنهوض بهذا القطاع المهم الذي أصبح الأكثر تحقيقاً للنتائج على الصعيد الخارجي في عدد من الألعاب بالدولة".
دقة
أشارت أنيسة عمر الشدادي رئيس اللجنة النسائية باتحاد كرة اليد، إلى سعي الاتحاد لإقامة النسخة الثانية من دوري كرة اليد للسيدات أواخر الموسم الحالي 2013-2014، ولكنها أشارت إلى أن الاتصالات التي يجريها الاتحاد مع الأندية، لم تصل بعد إلى تحديد الموعد النهائي للمسابقة بكل دقة، وقالت: "نسعى منذ سنوات إلى إقامة دوري مدارس للفتيات على صعيد ألعاب كرة اليد والطائرة والسلة..
وأرى أن هذا الدوري سوف يساهم كثيراً في تطوير وانتشار الألعاب الثلاثة بالدولة، وأتمنى أن يتحقق هدفنا هذا قريباً في ظل الدعم القوي من مجلس إدارة اتحاد اليد الإماراتي للعنصر النسائي الممارس للعبة في الدولة".
إحصائية رقمية
أوضحت قواعد البيانات في اتحادات كرة القدم والكرة الطائرة وكرة اليد كألعاب جماعية، وألعاب القوى والكرة الطاولة والسباحة والكاراتيه كألعاب فردية، إلى أن عدد اللاعبات المسجلات لدى اتحاد كرة القدم يبلغ 72 لاعبة في مرحلتي تحت 15 و17 سنة، مقابل 6691 لاعبا في مختلف المراحل السنية..
وعدد لاعبات كرة الطائرة 150 لاعبة مقابل 1570 لاعبا، وفي كرة الطاولة 12 لاعبة مسجلات لدى نادي سيدات الشارقة مقابل 387 لاعبا مسجلين لدى 19 نادي، وفي اتحاد ألعاب القوى 42 لاعبة مقابل 880 لاعبا في مختلف المراحل السنية.
وفي كرة اليد 51 لاعبة مقابل 1637 لاعبا، وفي السباحة لا توجد لاعبات مسجلات، وفي الكاراتيه والتايكواندو يتم التسجيل للاعبات المواطنات والمقيمات معاً نظراً لطبيعة مسابقات اللعبتين، بما يصعب إجراء فصل واضح لتحديد عدد اللاعبات المواطنات المسجلات، ووفقاً للأرقام التي استطعنا الحصول عليها بصعوبة في الاتحادات الخمسة، يكون عدد اللاعبات المسجلات باستثناء اتحادي السباحة والكاراتيه، هو 327 لاعبة فقط، مقابل 11 ألفا و164 لاعبا.
فتحية العبيدلي: الرياضة تحتاج الاكتشاف المبكر
أكدت فتحية العبيدلي عضو اتحاد كرة الطاولة رئيسة اللجنة النسائية بالاتحاد، أن كرة الطاولة تحتاج الاكتشاف المبكر، وبالتالي تحتاج تلك اللعبة من مسؤوليها الذهاب المبكر إلى المدارس من أجل اكتشاف المواهب، وتوجيهها إلى ممارسة تلك اللعبة، وأوضحت: «كرة الطاولة أو أي رياضة عموماً، تحتاج إلى التزام وحصص تدريبية وبطولات، والفتيات ستقبل على تلك الرياضات إذا لم تكن قاصرة على الترفيه فقط، لأنه في الحقيقية كلنا نمارس الرياضة ترفيه وليس كإلتزام».
وعن اللاعبات الموجودات في المنتخب، قالت: «نعتمد فقط على أندية السيدات وبالتحديد نادي سيدات الشارقة، وليس أمامنا سوى اللجوء إلى لمدارس، ونحتاج إلى مدرب أو مدربة من أجل اكتشاف المواهب في المدارس بالنسبة للعنصر النسائي»، واختتمت معربة عن تفاؤلها بتحسن وضع الرياضة النسائية خلال الفترة المقبلة رغم الحالة الموجودة عليها الآن، لأن الجميع يتحرك في كل اتجاه من أجل تطور الرياضة.
وأضافت العبيدلي: «كما لا بد من الذهاب إلى المدارس واكتشاف المواهب في كل الألعاب، وتوجيهها بالشكل الذي يضمن تحقيق نتائج إيجابية على صعيد الرياضة النسائية في الدولة، وهذا لا بد أن يتم وفق خطة وطنية، وأرى أن هذا ما يتم حالياً عن طريق الأولمبياد المدرسي الذي ينتظر أن يحقق أهدافه المنشودة قريباً».
أمل بوشلاخ: التثقيف الرياضي يسهل التعامل
أكدت أمل بوشلاخ المسؤولة عن كرة القدم النسائية في اللجنة الفنية باتحاد الكرة الإماراتي، أنه لا يوجد تقصير من جانب أولياء الأمور في تشجيع بناتهن على ممارسة الرياضة، ولكن المشكلة تكمن في كيفية مخاطبة الأسر بالطريقة المناسبة، وقالت: «أعتقد انه إذا توفر التثقيف الرياضي في المدارس، كان الأمر مع أولياء الأمور أكثر سهولة، لأنهم يبحثون عن صالح أبنائهم ويتطلعون إلى الأفضل».
وأضافت أمل بوشلاخ: «من الجيد أن نتعرف على موهبة كل طفلة منذ الصغر ونساعد على تنمية تلك الموهبة من خلال المدارس التي للأسف لم تعد تهتم بحصص التربية الرياضية، رغم التأثير الإيجابي الكبير الذي يمكن للمدرسة أن تلعبه في حياة الفتاة، لأنها المجتمع الأقرب للفتاة في السن الصغير، فيما تتولى الاتحادات الرياضية فيما بعد، توجيه الفتاة إلى ممارسة اللعبة التي ترغب فيها بالصورة المناسبة».
عن وجود 72 لاعبة فقط مسجلين لدى اتحاد الكرة الإماراتي، قالت أمل بوشلاخ: «المسجل فعلاً لدى اتحاد الكرة 72 لاعبة، لكن الحقيقة لدينا ألف و400 لاعبة يمارسن كرة القدم، والسبب في عدم تسجيلهن وجود مشكلة في إقرارات ولي الأمر، والتي تشترط أن يكون التوقيع الموجود على الإقرار هو نفسه الموجود في بطاقة الهوية..
وهو ما تسبب في قلة عدد اللاعبات المسجلات، خاصة وأن (الفيفا)، يدقق في تلك الأمور، وتلك المشكلة في طريقها إلى الحل قريباً، ليتم التسجيل الرسمي للعدد الكامل من اللاعبات لدى اتحاد الكرة الإماراتي».
فوزية حسن: يجب تبني مواهب الأولمبياد المدرسي
أكدت فوزية حسن غريب رئيسة مجلس إدارة اتحاد الرياضة المدرسية، وجود إقبال وبأعداد كبيرة من قبل العنصر النسائي على المشاركة بقوة في دورات الأولمبياد المدرسي، وفي كل الألعاب التي تشهدها تلك الدورات، بما فيها الألعاب التي لا يعرفها كثيرون مثل القوس والسهم.
وقالت رئيس مجلس إدارة اتحاد الرياضة المدرسية: «هذا الإقبال الكبير وعلى مختلف الألعاب، دليل على سعي الفتاة الإماراتية إلى ممارسة الرياضة، وبحثها الدائم عن البيئة المناسبة لذلك، وهو ما وفرته له دورات الأولمبياد المدرسي، التي تضع نصب عينيها صناعة بطل أولمبي ذات يوم».
هدف
وأوضحت: «هدفنا من تلك الدورات دعم وتطوير المستوى الرياضي للعناصر الشابة من 12 إلى 15 سنة وصولاً إلى مرحلة تحت 17 سنة، وهنا يأتي الدور على الأندية والاتحادات الرياضية، باستكمال مشوار الرعاية لتلك المواهب، لأن الاتحادات والأندية هي الداعم الحقيقي للرياضة في الدولة».
وأضافت: «عندما تصل الموهبة الرياضية إلى سن 17 سنة، تحتاج إلى جهة ما تتبنى موهبتها، لأن البناء الرياضي يحتاج التكاتف من جميع الجهات المعنية بالأمر، ونحن في الأولمبياد المدرسية، دورنا يقتصر على تنمية المواهب من سن مبكرة واكتشافها وتقديمها إلى الأندية والاتحادات التي عليها القيام بدورها في المرحلة التالية لرعاية تلك الموهبة».
وأوضحت: «تشجيع قيادتنا للرياضة والرياضيين، ساهم عاطفياً على توجه الفتاة إلى ممارسة نوعيات مختلفة من الرياضات، وهذا الجانب علينا العمل به كثيراً في الفترة المقبلة، لتشجيع العنصر النسائي على ممارسة الرياضة، ويجب أن نشعر الأسر الإماراتية كمسؤولين بمساندتنا الكاملة للفتاة، بما يشعرهم بالأمان ويحفزهم هذا على تشجيع بناتهن».
منى مكي: الإعلام مطالب بدعم رياضات المرأة
أكدت منى مكي عضو مجلس إدارة اتحاد الكاراتيه والتايكواندو، أن عدم التواجد الكافي للاعبات الممارسات للرياضة والمسجلات لدى الاتحادات الرياضية بالدولة، مشكلة تبدأ من المدرسة، وضرورة تثقيف العائلة لأهمية دور المرأة كمصنع البيت وصناعة الأجيال الجديدة، ولابد أن يكون هذا بدعم كامل من الإعلام سواء المقروء أو المسموع أو المرئي، والذي للأسف الشديد يتوجه بكل قوته إلى كرة القدم.
وقالت: «لتوفير بيئة صحية وتربية جيدة للنشء، يجب دعم الرياضة، ولكن للأسف دعم المجالس الرياضية والوزارة قليل للرياضة النسائية في الدولة، التي تحتاج على سبيل المثال في بعض الألعاب، إلى مدربين سيدات، لرفض بعض الفتيات والعائلات أن يكون المدربين من الرجال.
ولابد أن تتوفر في تلك المدربة المقومات التي تتيح لها تطوير مستوى الفتاة الإماراتية في اللعبة، بأن تكون مثلاً بطلة أولمبية أو لديها إنجازات على الصعيد العالمي في اللعبة التي تتولى تدريبها».
نهضة
وتابعت: «للأسف في الوقت الذي يجب أن تبدأ فيها النهضة الرياضية من المدرسة، تقوم بعض المدارس بإلغاء صحة التربية الرياضية، لاستكمال بعض المواد الدراسية، رغم أن أي تطوير رياضي يجب أن يبدأ من المدرسة التي عليها التعرف على مواهب الطالبات وتوجيهها بالشكل السليم الذي يضمن تطويره وتحقيق الهدف منه».
وأضافت مكي: «هناك بعض الأعضاء من العنصر النسائي في الاتحادات الرياضية، تشغل المنصب فقط من أجل الوجاهة، ولا ترغب في إضاعة وقتها بزيارة المدارس والتعرف على المواهب الجديدة، بالإضافة إلى بعض مسؤولي الاتحادات الذين يغيبون دور المرأة في مجالس الإدارات واللعبة، ويعتبرون دورها تنفيذاً للائحة فقط لا غير، ويرفضون مشاركتها».
حرص
وأوضحت عضو مجلس إدارة اتحاد الكاراتيه والتايكواندو: «هاتان المشكلتان ليستا في اتحاد الكاراتيه والتايكواندو، إذ يحرص رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، على تشجيعي للقيام بمهام منصبي، وبالفعل نجحت من خلال زياراتي المتكررة لبعض المدارس، في إدراج لعبتي الكاراتيه والتايكواندو ضمن الأنشطة الرياضية الرئيسية في تلك المدارس، على أن يقوم الاتحاد بترشيح المدربين المناسبين للتدريب في هذه المدارس، وطموحي أن يتطور الأمر للوصول بتلك اللعبتين إلى مدارس في العاصمة أبوظبي، بعد مدارس في دبي والفجيرة ورأس الخيمة».
وأشارت قائلة: «ما يساهم في انتشار لعبتي الكاراتيه والتايكواندو في الدولة، أنهما من الألعاب التي تتميز بالزي المحتشم، وبالتالي تلقيان إقبالا كبيرا على الممارسة من الفتيات، ولكن الوصول بالرواج الكامل للعبة يحتاج إلى سنوات، مثلما حدث في المبارزة التي احتاجت عمل 6 سنوات حتى حققت النجاح المنشود».
حمدة الشامسي: يجب أن ننظر إلى الرياضة كأسلوب حياة
أكدت حمدة الشامسي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة رئيس اللجنة النسائية بالاتحاد، أن الثقافة الرياضية لدى فتيات الإمارات غير موجودة، ويجب أن يتغير هذا وتنظر الفتاة الإماراتية إلى الرياضة كأسلوب حياة، وأن يكون هناك دور أكبر للأندية والاتحادات في الإعداد والتنظيم للبطولات، لأن هذا بالتأكيد سوف يشجع الفتاة على ممارسة الرياضة بصورة احترافية مع وجود المنافسات القوية.
وأوضحت عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة : "الثقافة الرياضية لا بد أن تزرع في نفوس الفتاة الإماراتية، والأفضل أن يتم ذلك من سن صغيرة، ولكن هذا ليس معناه أن هناك سن محدد لنشر ودعم تلك الثقافة، وما مر من سنوات على اعتماد الرياضة النسائية في الدولة بشكل رسمي، وتخصيص مقعد نسائي في مجالس إدارات الاتحادات، ليست فترة طويلة أو مؤثرة كما يعتقد البعض من خلال خبرتي السابقة مع كرة السلة، والحالية مع الكرة الطائرة".
وأضافت عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة: "مع هذا أرى أن هناك إقبالاً كبيراً على المشاركة في لعبتي كرة السلة وكرة الطائرة، والأخيرة تحديداً يشهد دوريها النسائي وللفتيات مشاركة 6 أندية، وهو ما يمثل نسبة عالية وجيدة في كرة الطائرة".
وأشارت حمدة الشامسي إلى أن اللجنة النسائية في الكرة الطائرة، نجحت بالفعل في إعادة لاعبات قدامى ابتعدن عن ممارسة اللعبة لظروف عائلية أو لأسباب أخرى، وقالت حمدة الشامسي: "تواصلنا مع هؤلاء اللاعبات، وأقنعهن بالعودة إلى اللعبة بعد توقفهن عن ممارستها لعدم وجود نشاط، وبصراحة كانت الاستجابة رائعة عندما علمت هؤلاء اللاعبات أنه سيكون هناك دوري ومنتخب وطني يستطعن من خلاله تمثيل الدولة في المحافل الخارجية".
وأوضحت رئيس اللجنة النسائية باتحاد الكرة الطائرة قائلة: "المجموعة النسائية في اتحاد الكرة الطائرة، تعمل كمجموعة واحدة وبانسجام تام، وتتواصل بصورة دائمة مع الأندية ومشرفات اللعبة في تلك الأندية، للتعرف على المشاكل التي تواجه اللاعبات وتعطل مسيرتهن سواء بالتدريبات أو في المباريات، وتعمل اللجنة النسائية من خلال دعم الاتحاد على حل تلك المشاكل لتحقق اللعبة الانتشار والنجاح المنشود على الصعيد النسائي في الدولة".
وثمنت عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة، دور القيادة الرشيدة والهيئة العامة للشباب والرياضة، ومجالس إدارات الاتحادات الرياضية المختلفة، وكذلك مجالس إدارات الأندية، في دعم عجلة الرياضة النسائية ومحاولات الدفع بها إلى آفاق أرحب وأوسع على أمل تحقيق إنجازات تليق باسم الدولة ومكانتها على كافة المستويات القارية والأقليمة والعالمية. دبي- البيان الرياضي
سحر العوبد: غياب البطولات المحلية وراء الابتعاد النسائي
رأت سحر العوبد عضو مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، أن عدم وجود دوري منتظم أو بطولات كافية تتناسب والتدريبات الطويلة المنتظمة، وراء عزوف الفتاة الإماراتية عن ممارسة الرياضة بصورة احترافية، وقالت: «لا بد من وجود مسابقات رسمية محلية طوال الموسم، وليست مجرد بطولة للعموم في سنة وللشباب في سنة أخرة، ثم تتوقف المسابقات لحين وجود ارتباطات دولية تجبرنا على تنظيم البطولات المحلية».
وأضافت: «هناك أيضاً مشكلة الميزانيات التي لا تصل حتى إلى الربع بالنسبة للعنصر النسائي، ويجب أن يعاد النظر في تلك الميزانيات وتوزع وفق لنتائج والميداليات التي تحصل عليها الفتاة مقارنة بالرجل، وبصفتي عضواً في مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، لا أعرف حتى الميزانية المخصصة للمنتخبات النسائية أو كيفية تقييمها، رغم أن أغلب الميداليات حققها الاتحاد أخيرا عن طريق المنتخبات النسائية، رغم الميزانيات الضئيلة»
وتابعت: «من الضروري كذلك إيجاد حافز مالي للاعبات لتشجيعهن على ممارسة الرياضة، حتى ولو راتبا بسيطا، وللأسف أنديتنا كذلك لا تهتم بممارسة الفتاة لألعاب القوى رغم أهمية تلك اللعبة على الصعيد العالمي والأولمبي، والوصل وسيدات الشارقة وحدهما يمنحان اللاعبات رواتب».
عن دور العادات والتقاليد في الحد من إقبال الفتاة على ممارسة الرياضة، قالت سحر العويد: «عندما شكلت منتخب وطني للسيدات في 2007، شعرت بتلك المعاناة، وبأن العادات والتقاليد حائل قوي أمام ممارستها الرياضة، ولكن حالياً كادت تختفي تلك المشكلة، بعدما أصبحت الرياضة جزءا من الحياة، ولها دور مهم في تنمية المجتمع والشباب، والدليل البطولة الخليجية الأخيرة للناشئين والناشئات، والتي أصبحت أول بطولة تجمع بين البنين والبنات بمبادرة من قطر التي تبنت الفكرة، ووضح فيها بدايات تقبل الدول لممارسة المرأة للرياضة».
طالبت سحر العوبد، بوجود إدارة مستقلة لإدارة رياضة المرأة في الدولة، وتكون قادرة على فهم متطلباتها، لأنها ستكون الأقدر على ذلك، وقالت: «لا أعتقد أن يكون عندي منتخب يديره الرجال، بل لا بد من أن تكون المسؤولية كاملة للمرأة القادرة على فهم الفتاة والتعامل معها».
بالنسبة لوجود مقعد نسائي في الاتحادات الرياضية، وقبول الهيئة العامة للشباب والرياضة لترشح المرأة لمنصب رئاسة الاتحادات، قالت: «المرأة عضو في بعض مجالس الإدارات بالاسم فقط، ولا يوجد قانون يلزم الاتحادات بأن يتولى العنصر النسائي في مجلس الإدارة، رئاسة لجنة الرياضة النسائية.