25 فنانة من الإمارات وبلدان عربية وأجنبية، يقدمن نحو 90 عملا بين لوحة وجدارية في معرض "نون النسوة" في دورته الثالثة الذي افتتحه مساء أمس الأول في مرسم مطر في دبي سعيد النابودة مدير عام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، بحضور ياسر القرقاوي مدير المشاريع والفعاليات وخليل عبدالواحد مدير الفنون البصرية في الهيئة .
توزعت اللوحات بين فنون الخط والزخرفة والتلوين واللوحات التي تحاكي مختلف المدارس الفنية بين الكلاسيكية والواقعية التعبيرية والتجريد، وحتى النزعة الصوفية، وقد بدا واضحاً حرص الفنانات على تقديم رؤية معاصرة تحاكي المنجز الفني المعاصر بمختلف الأساليب سواء في الاشتغال على السطح وشفافية وقوة اللون وتوزيع الكتل والفراغات أم من حيث استخدام المواد الخام والمخصوصة وحتى المصنعة وكذلك وسائط الميديا المختلفة .
انقسم المعرض إلى قسمين الأول اهتم بفنون الخط كإيمان البستكي التي جربت الخط الثلث الجلي والجلي الديواني على ورق مقهر وحبر وألوان مع زخرفة ناعمة، وانسحبت ذات الفكرة مع تنوع الاستخدامات والمواد على تجربة كل من: هيا الكتبي، ومريم البلوشي، وفاطمة جوري، ندى المازمي، سهام العكيلي، جميلة عوض، ومريم التميمي .
دور المرأة في المجتمع هو الموضوع المهيمن على المشاركات، التي جاءت على هيئة تشكيلات نسوية -إن جاز التعبير- غير أن الناظم المشترك بين هذه اللوحات هو تلك الصور المختلفة للمرأة في الهامش والظل والمرتبة الثانية بعد الرجل، كأنه رصد لتحولات المرأة في الزمن الراهن، سواء كانت أما أم عاملة .
في القسم الثاني من المعرض قدمت أحلام عباس لوحتين، تطرحان قضية المرأة، الأولى تعبر عن المرأة في حالة فوضى وصخب مالت فيها إلى التجريد مستخدمة عناصر ومرموزات لسلطة الرجل على هيئة قط بشاربين في دلالة على التسلط والبطش، أما الثانية بعنوان "مرايتي" فجاءت ملأى بالرموز كالمشط القديم والمرآة تعبيراً عن الأحلام والبساطة والطفولة والحياة الفطرية كما استخدمت في لوحتيها الحرف العربي .
وفاء الحسيني قدمت لوحة لافتة من حيث العنوان "المرأة المستهلكة أو منتهية الصلاحية" وفي الرسم برزت امرأة يغطيها السواد من الأسفل إلى الأعلى ومكتوب عليها "مطلقة" .
أسماء الغرير قدمت 5 لوحات بعناوين مختلفة بينها "المرأة الغزالة والنخلة" و"ليلى العامرية" باستخدام ألوان مائية وبوستر، من خلال تقنية كتابة الخط مع الحبر، أما البودرة الطبيعية فكانت واحدة من اشتغالات الغرير على الأسلوب الذي بدا شفيفاً ويجسد حالات مختلفة أقرب إلى البورتريه النسوي .
سارة صراوي قدمت أكثر من لوحة واستفادت من تقنية المنمنمة في إحدى لوحاتها، وقدمت ثريا البقسمي المرأة في نموذج تعبيري باستخدام ألوان مشرقة، بينما راحت ليزا راموس بردو ترسم صورة المرأة وهي تتنقل في مفكرة يومية باستخدام الغرافيت وأكريليك على الخشب، والمرأة عندها حالمة ولوحتها مطرزة بطيور وعناصر من بيئة أمريكا الجنوبية . وقدمت فهيمة فتاح نموذج المرأة في البيئة الشعبية الإماراتية، في لوحة ثانية لفهيمة فتاح عرضت صورة من الجمال الإماراتي من خلال الألوان .
مطر بن لاحج عبر عن سعادته بهذا المعرض الذي بادر إلى تنظيمه لإيمانه بدور الفن في الحياة والمجتمع، وهو يعتبر نفسه من الفنانين الذين يستكملون مع أقرانهم الإماراتيين هذا المسعى بهدف خدمة الحركة الفنية وتطويرها، وقد سبق لهذه اللوحات كما أوضح بن لاحج أن شاركت في معارض مختلفة في داخل الدولة وخارجها .