الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

اختطاف العاطفة الدينية

  • 1/2
  • 2/2

 يضج عالمنا الإسلامي بكثير من المحن والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، بل تعيش كثير من مجتمعاته في فاقة وحاجة وتعثر تنموي ومعيشي واضح، لا تملك إلا التساؤل أين التخطيط والرؤية؟ خصوصاً أنك تشاهد دولاً من عالمنا لا تتمتع بأي مميزات أو ثروات طبيعية بمعنى أنها لا تملك مقدرات طبيعية في أرضها، ولكنها ورغم هذا تعيش وضعاً اقتصادياً مميزاً وتنمية بشرية على المجالات كافة من التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية.
غني عن القول إن هذا الوضع يعود إلى التخطيط البعيد الأمد والقصير ومعرفة الإمكانات والموارد لهذا البلد، ومن ثم وضع خطط لتوظيف الناس وتحويلهم إلى طاقات بشرية منتجة. كثير من دول عالمنا الإسلامي وقعت فريسة لتناحر فئوي وطائفي لا طائل منه أرجع البلاد والعباد عقوداً طويلة إلى الوراء، وباتت معدلات وفيات الأطفال في ارتفاع كبير، ودون أن نسمي أي بقعة، فإن مواضيع مثل القبائلية والمناطقية والطائفة الدينية هي المواضيع الرئيسة في تلك الأرجاء ولا صوت أو مكان للوطنية والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان، بل حتى التعليم ما زال في كثير من أجزاء هذا البلد يتم وفق طرق بدائية متواضعة وتتبناه جماعات متطرفة، والهدف هو تفريخ المزيد من المقاتلين، فهؤلاء الأطفال ما هم إلا وقود لحروبها وقتالها المستمر.
كثير من الجماعات الإسلامية التي تمارس الإرهاب ولها أجندة وتريد القفز والسيطرة على المجتمعات تستغل العاطفة الدينية لدى الناس، وأيضاً تستغل فقرهم وفاقتهم، فمع الأسف البعض وهم كثر في عالمنا الإسلامي يرهن مستقبله ومستقبل أطفاله بأيدي هذه الجماعات، والتي لها مقاصد تخريبية إرهابية، وهذه الجماعات لم تجد حتى هذا اليوم وقفة جادة وصارمة من مفكري وعلماء الأمة ونزع هذه الورقة من بين أيدهم الخبيثة.
إنهم يحاولون سرقة أعظم ما نملكه، وهو ديننا الحنيف، فيتحدثون بلسانه عن أهوائهم فيخدعون الناس وكأنه كلام اللـه، يظهرون الوقار والخشية، فيبايعون الناس على الموت ويعدونهم بنعيم الآخرة وجنة عرضها كعرض السموات والأرض في استخدام مقيت وخبيث للدين ورحمة اللـه.
أعود للتأكيد أن على دول العالم الإسلامي ومؤسساتها، خصوصاً منظمة المؤتمر الإسلامي، دوراً عظيماً ورسالة كبيرة في هذا السياق عليها أن تقوم به على أكمل وجه وفق خطط ورؤية واسعة، يجب أن يكون لها وجود أكبر وتكون لها برامج توعية وتثقيف في مفاصل عالمنا الإسلامي كافة، يجب ألا تترك الساحة لمحدودي الفكر وكل من له أطماع ومآرب لاستغلال عاطفة الناس الدينية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى