من عناصر القوة عند المرأة الجاسوسة هو الأنوثة الطاغية واستخدامها في اغواء واغراء الرجل في احابيل وفخاخ سحرها مستغلةٍ ضعفه أمام جمالها وأنوثتها واستسلامه أمامها وأفشائه لأسرار هامة يمتلكها وهو في مواقع المسؤولية المختلفة ويذكر المؤلف إلى أن أرشيفات أجهزة المخابرات وتاريخ الجاسوسية عموماً تشير إلى أن كثيراً من الجواسيس الرجال والنساء لم يترددوا في أستخدام الجسد للوصول إلى هدفهم ، ويمكن ربط هذا بحقيقة أخرى تتلخص في أن أغلب من عملن بالتجسس كن ممن يتمتعن بالجمال الفائق أو الجمال بحده الأدنى، ولعلنا حين نسمع كلمة جاسوسية يتبادل المعنى في أذهاننا مرتبطا بصورة المرأة الجميلة الجذابة التي تفقد الرجال عقولهم وتسيطر عليهم وتدفعهم نحو ما تريد.أن أغلبية أجهزة المخابرات في العالم تستعين بالساقطات المنحرفات جنسياً لخدمة أغراضها حيث يسهل أغرائهن بالمال أو التستر على فضائحهن أما في المؤسسات فلا ، اذ يتم أختيارهن من بين المجندات بجيش الدفاع الاسرائيلي أوالموظفات بالأجهزة الأمنية والسفارات أوالمتطوعات ذوات القدرات الخاصة ، ويخضعن لتدريباتٍ معقدة عن الذكاء وصفاتهن المعبرة عن نفسها في مختلف الأمزجة ، أنهن باختصار نسوةٍ مدربات على التعامل مع نوعية خاصة من البشر أسترخصت بيع الوطن في سبيل لذة الجنس ومن هنا ندرك أنهن نساءٌ أخريات يختلفن عن سائر النساء ، في هذا الصدد يشير المؤلف الى “شولا كوهين “التي كانت اسطورة الجنس بحق اذ تمكنت بفضل جسدها المثير من تأسيس شبكة جاسوسية خطيرة في لبنان وتستحق من دون مبالغة لقب “ماتاهاري “اسرائيل اضافةٍ إلى “سارة أرونسون “وليلي كارستيل ، ومئات الأسماء التي تزدحم بها ملفات جهاز المخابرات الاسرائيلي لنساءٍ يهوديات عملن بأخلاص لنصرة الصهيونية وانتصرن في حروبهن على أسرة الخونة ويذكر المؤلف أسماء جاسوسات عديدات عبر العصور ومنهن دليلة وهي جاسوسة في الكتاب المقدس ، “إستير “وهي جاسوسة يحتفل اليهود بذكراها كل عام “إيماس أدموندس “، “كريستين جر نفيل “، “فلورا “، كريستين كلير “”مارجريتا هاريسون “، “سارة أوتسون “، “جوزفين بيكر “، “كلير فليبس”، “ماتا هاري “، “بانداما كلويد “، “سيبيل ديكلور “، “كارمن ماري موري “، هانازينيش “، “كاميليا “، هند سليم “، “امينة المفتي “، نورما عساف “.ولا تخلو الاشارة إلى فنانات عربيات اتهمن بالتجسس : مثل أسمهان ، ليلى مراد ، راقية ابراهيم ، سعاد حسني . عموماً هذا الكتاب مثير وشيق ويدعو للقراءة واستنتاج خطورة استخدام الجنس والجسد في عمليات التجسس ، والحصول على نتائج سياسية تكون خطيرة وباراء كبرى ملموسة في بعض الأحيان ، وكتاب (حواء تلعب بالنار)لمؤلفه محمود عبد الله يحتوي على اشهر واخطر الجاسوسات عبر العصور0 وتقول الكاتبة الأمريكية إليزابيث ماكنتوش في كتابها (فتاة فى العمل السرى) والذى يحكى قصص أشهر الجاسوسات فى العصر الحديث. ويعد عمل المرأة فى الاستخبارات ثانى أسوأ مهنة فى تاريخ المرأة بعد الدعارة لأنها تقتضى استخدام كل الحيل للحصول على المعلومات فى الخفاء حتى ممارسة الجنس واللجوء إلى القتل فى أى لحظة للحفاظ على سير عمل المخابرات بلا ضجة، وتشبه عمل المراة في الجاسوسية لعبة(العباءة والخنجر) وفى الواقع فإن معظم النساء اللائي مارسن هذه المهنة كن مثل الفراشات التى تحوم حول النار سرعان ما سقطت واحترقت فيها لأن معظمهن لم يدركن قواعد اللعبة وكانت الثرثرة هي السبب الرئيسى فى موتهن فى ظروف غامضة أو قتلهن على يد الطرف الآخر أو التضحية بهن تحت أية ضغوط سياسيةـ .ويعتقد دائما أن الرجل الجاسوس أخطر وأمهر من المرأة الجاسوسة، التي يرى الغالبية العظمى أن سلاحها الوحيد جمالها، ولكن واقع الجاسوسية ينفي ذلك، فالمرأة الجاسوسة لديها قدرات خارقة تتفوق بها على نظيرها الرجل الذي تُبرز دوره الأفلام السينمائية، وتجعل المرأة مجرد أداة وعامل مساعد، فهناك عديد من الجاسوسات اللاتي لم يكن اعتمادهن على الجمال فقط، ومنهن ''سيبيل ديكلور'' المعروفة باسم ''عروس الراين'' التي دوخت وراءها رجال المخابرات، أما ''إستيفانيا'' والتي أطلق عليها الكاتب صالح مرسي لقب الأستاذة، لأنها فعلا كذلك في فن التجسس، حيث استطاعت أن تعمل لحساب المخابرات الألمانية الشرقية وتخترق في الوقت نفسه المخابرات الأمريكية وتعمل فيها، وليست العربيات أقل شأنا في هذه المهنة، ومن أشهر وأبرع الجاسوسات العربيات ''هبة سليم''، مصرية عملت لصالح الموساد وأعدمت هي وخطيبها، زارت إسرائيل واستقبلت استقبال الزعماء ووقف عشرات الجنرالات لتحيتها! و''أمينة المفتي'' الأردنية التي أحبت يهوديا وباعت من أجله الدين والوطن بعد أن هجرها خطيبها الفلسطيني لسوء طباعها، أما الأغرب فهي الجاسوسة المصرية ''انشراح موسى'' التي جندها زوجها فجندت أبناءها الثلاثة المراهقين! عاشت بعد صفقة تبادل مع إسرائيل حياة الذل بين تجاهل الموساد واحتقار الشعب اليهودي لها، ولنعد لسر براعة المرأة الجاسوسة وتفوقها على الرجل، تقول ''ليندسي موران'' أحد مدربي أساليب النجاة ووسائل الدفاع عن النفس في ''سي آي أيه'' إن ذلك يعود لخمسة أسباب تتمثل في قدرتها على إقامة العلاقات والصدقات الاجتماعية في وقت قصير وبسهولة وقراءة الناس وتحديد نقاط ضعفهم وتقول: (إن هذا ما نقوم به في حياتنا العادية ودون تدريب كنساء) وبينما يقال إن قوة الرجل الجسدية سبب تفوقه، نجد أن المرأة تتنبأ بالخطر قبل وقوعه وتتجنبه، مما يعطيها الأفضلية في مواجهة المخاطر بذكائها وليس بقوتها البدنية، كما تتمتع بغريزة العناية بالآخرين ''الأمومة'' مما يجعلها قادرة على احتواء مجموعتها وتدريبهم للحصول على المعلومات دون أن ينكشف أمرهم والتعامل مع من هم أقل منها خبرة وتدريبهم واحتواؤهم وإرشادهم إلى الطرق المثلى لضمان عدم وقوعهم في قبضة العدو، وهذا بالضبط ما تقوم به الأم تجاه أبنائها، المرأة تتميز أيضا بأنها مستمعة جيدة وخاصة للشكاوى، وتقول ليندسي يحتاج الرجل للتدريب على فنون الاستماع وانتقاء المعلومات عكس المرأة التي تتمتع بهذه المقدرة بالفطرة، وآخر ما يميزها في نظر ليندسي كجاسوسة قدرتها على خلق أعذار مقبولة ومقنعة عن تصرفاتها أو أسباب تواجدها في مكان ما مع أحد الأشخاص وفي وقت معين، هذه الصفات تمنح المرأة براعة حتى في حياتها العامة والخاصة فتستخدمها في بناء علاقاتها الاجتماعية والمحافظة عليها أو التجسس على زوجها مثلا! وتدعم قدراتها بأحدث أساليب التقنية الحديثة التي أدت إلى انهيار عديد من البيوت ويبقى قول الحق تبارك وتعالى: ''ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا'' نبراسا وحاميا من أخطر وأقذر المهن مهما كان وهم الانتصار بها عظيما لأن نهايتها مأساوية وثمنها باهظ 0
الجاسوسية ثانى أسوأ مهنة للمرأة بعد الدعارة
فاليرى بالم (لعبة غير عادلة):
كانت فاليرى بالم ضحية لعبة غير عادلة لنظام الرئيس الأمريكى بوش الذى وظف فاليرى بالم عميلة وكالة الاستخبارات المركزية لتجنيد عملاء فى العراق لكن سرعان ما انقلبت الإدارة الأمريكية عليها وعلى زوجها السفير السابق جوزيف ويلسون، بعد أن نشر السفير المتمرد مقالاً في صحيفة واسعة الانتشار، ينفي فيها وجود أدلة ثابتة على حصول صدام حسين على أسلحة دمار شامل، خلافاً للرواية الرسمية التي روجها البيت الأبيض لتبرير الحرب.
في الوقت الذي تبدي فيه فاليري نشاطاً مكثفاً لتجنيد عملاء داخل العراق، يمدون الوكالة بمعلومات عن البرنامج النووي، تكلف السلطات الأمريكية زوجها بمهمة داخل النيجر، للتحقق من صفقة مزعومة لبيع العراق شحنة من اليورانيوم، وهو ما لم يتأكد له بعد اتصالات عالية المستوى، لكن إقدامه على نشر حقيقته الخاصة سيكلفه غالياً.
من أجل الانتقام، سيدخل مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني على الخط، مسرباً للصحافة هوية زوجة ويلسون، العميلة السرية، الأمر الذي يعرضها للخطر، كما يكشف قائمة المتعاونين معها في بلدان عديدة، بدءاً من مصر، والأردن، والعراق إلى باكستان، لتضطر تحت الضغط إلى تقديم استقالتها من وكالة المخابرات المركزية، وتتفرغ لمواجهة مصير مظلم يتهدد ليس فقط مسارها المهني، بل عش الزوجية الذي يحاول الصمود أمام إعصار المؤسسة القوية.
وتعود الوقائع الحقيقية إلى عام 2003 حين تم الكشف عن هوية العميلة، واقتيدت على إثر ذلك صحفية من "نيويورك تايمز" إلى السجن، بينما عول رجال الإدارة الأمريكية على الزمن لطي صفحة البرنامج النووي العراقي.
- آنا. أكثر الجاسوسات جاذبية فى العالم :
أصدرت مجلة "جي كيو" تصنيفها الخاص لأكثر النساء جاذبية في القرن الواحد والعشرين، والذي تضمن أجمل الفاتنات من المشاهير من بينهن الحسناء الروسية آنا تشابمان، الشهيرة بقضية تجسسها لصالح الاستخبارات الروسية عام 2010.
وآنا تشابمان هي سيدة أعمال روسية من مواليد مدينة فولغوغراد 1982، وكان اسمها آنا كوشينكو وعمل والدها دبلوماسيا في كينيا وزمبابوي ووالدتها مدرسة رياضيات.
وانتقل والداها للعمل في العاصمة الروسية موسكو في حين بقيت آنا لتترعرع في كنف جدتها بمدينة فولغوغراد، وفي صيف عام 2001 كانت آنا في رحلة سياحية إلى بريطانيا حيث تعرفت على أليكس تشابمان ليتزوجا ويسكنا في موسكو.
وفي عام 2003 أتمت آنا دراستها الجامعية وانتقلت مع زوجها إلى بريطانيا، حيث قاما بعمليات تحويل غير شرعية إلى زيمبابوي مستخدمين حاسوبهم المنزلي، وبعد تنقلها في عدة أعمال في بريطانيا، وقع الطلاق بين أليكس وآنا في عام 2006
بعد تخبط في الأوساط الاجتماعية في بريطانيا عادت آنا الى روسيا.
عملت آنا في روسيا بمجال العقارات ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2010 حيث فتحت موقعا غير رسمي بالإنترنت بغرض تأجير المنازل.
وفي يونيو عام 2010 تلقت آنا إتصالاً من شخص يدعى "رامان"، والذي تبين لاحقاً أنه عميل استخبارات مزدوج، وعرض على آنا لقائها شخصيا لتسليمها جواز سفر مزيف لتوصله لمهاجر روسي غير قانوني، وأثارت هذه المهمة الشكوك في نفس آنا.
وبعد إجرائها اتصالاً هاتفياً مع والدها قامت بتسليم جواز السفر المزيف لمركز شرطة في مدينة نيويورك ثم اعتقلت واعترفت لاحقاً بعملها لحساب شبكة تجسس تابعة للمخابرات الروسية، وقد تم القبض عليها مع تسعة أشخاص آخرين يوم 27 يونيو 2010 وقد أعيدت إلى روسيا في إطار صفقة تبادل جواسيس، هي الأكبر من نوعها منذ نهاية الحرب الباردة.
وتختلف الآراء حول قضية آنا التجسسية، إذ يرى البعض أنها ليست أكثر من ضحية لسذاجتها وجرأتها والتي أحيطت بهالة من القصص المزيفة من خيال العاملين بجهاز الاستخبارات، في حين يجدها آخرون عميلة خارقة الذكاء لكن استقبال الرئيس الروسي لها فى المطار بعد طردها من بريطانيا كالأبطال يؤكد أنها تدرى تماما مهمتها.
- مايا ومقتل بن لادن:
مايا هو الاسم السرى للعميلة الأمريكية التى ساهمت فى تتبع أسامة بن لادن فى مخبأه فى باكستان حتى اغتياله على يد وحدة من الوحدات الخاصة للمخابرات الأمريكية.
وفى الواقع فإن دور مايا لم يكن مثل العميلات الأخريات اللاتى يستخدمن جاذبيتهن فى الحصول على المعلومات ولكنها كانت تعمل بدأب وذكاء فى مراقبة البريد الوارد إلى أسامة بن لادن من أنصاره فى تنظيم القاعدة حتى استطاعت الوصول إلى عنوانه فى مخبئه فى إحدى المدن الباكستانية حتى تم الإيقاع به وقتله ويعد الفيلم الامريكى (زيرو دارك زيرثتى) أكبر تصوير لدور العميلة الامريكية فى الوصول إلى بن لادن واستخدام المخابرات الأمريكية للتعذيب فى الحصول على المعلومات.
نساء الجاسوسية
د. هيا إبراهيم الجوهر
المرأة تتميز أيضا بأنها مستمعة جيدة وخاصة للشكاوى، وتقول ليندسي يحتاج الرجل للتدريب على فنون الاستماع وانتقاء المعلومات عكس المرأة التي تتمتع بهذه المقدرة بالفطرة، وآخر ما يميزها في نظر ليندسي كجاسوسة قدرتها على خلق أعذار مقبولة ومقنعة عن تصرفاتها أو أسباب تواجدها في مكان ما مع أحد الأشخاص وفي وقت معين، هذه الصفات تمنح المرأة براعة حتى في حياتها العامة والخاصة فتستخدمها في بناء علاقاتها الاجتماعية والمحافظة عليها أو التجسس على زوجها مثلا! وتدعم قدراتها بأحدث أساليب التقنية الحديثة التي أدت إلى انهيار عديد من البيوت ويبقى قول الحق تبارك وتعالى: ''ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا'' نبراسا وحاميا من أخطر وأقذر المهن مهما كان وهم الانتصار بها عظيما لأن نهايتها مأساوية وثمنها باهظ.