تصدرت الإمارات مؤشر احترام المرأة عالمياً لتأتي النتيجة مؤكدة تفوق الامارات في احترام المرأة وتقديرها على دول لطالما انتقدت حقوق المرأة في الامارات وهي مقارنة تدعو فعلا للتأمل. وبهذه المناسبة قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم " نحن نحترم المرأة ونحترم تضحياتها ونحترم عملها، نحترمها أمّاً وأختاً وزوجة وابنة، ونقدرها كمعلمة ومهندسة وطبيبة وموظفة وشريكة في بناء الأوطان، المرأة هي روح المكان وهي محل كل تقدير واحترام".
ولأننا كنساء نقدر المكانة التي وصلنا اليها بتقدير الإمارات، ونقدر اكثر تكريم الدولة للمرأة في جميع المحافل وعلى كافة المستويات، ولأننا نثق بان هذا التكريم والتقدير سيستمر في دولة تولي المرأة اهتماما بالغا من منطلق اصول ومرتكزات دينية واجتماعية تعتمد عليها في ذلك، فإننا نامل من الجميع منح هذه المرأة ما تستحقه من تكريم وتقدير كل من موقع اختصاصه، وبالصلاحيات التي منحت له لاسيما المرأة العاملة التي تعمل وتضحي وتقدم كل ما بوسعها من أجل الوطن.
المرأة الاماراتية اليوم، وحسب الاحصاءات، تتفوق بنسبتها كمتعلمة على الذكور المتعلمين، وقد اصبحت تتفوق في مواقع العمل في العدد وفي جودة ما تقدمه من عمل وهو ما أسهم في تقدم المؤسسات وتطويرها، وهو الأمر الذي ينبغي ان يكون محل تقدير من خلال مراعاة خصوصيتها كأم واخت وزوجة وابنة في مواقع العمل التي اصبح كثير منها لا يراعي هذه الخصوصية خاصة بالنسبة لساعات العمل، فنجدهم يطالبون المرأة بما يطالب به الرجل دون مراعاة لمسؤولياتها الاخرى باعتبار أن المساواة في العمل والواجبات أمر واجب ليكون تقييم الجميع في الاداء بمستوى عادل دون هضم حقوق أي منهم.
لسنا ضد المساواة في المهام بين المرأة والرجل لاسيما في نظام ساعات العمل والتي تتطلب مناوبات مسائية باعتبار طبيعة العمل ان كانت طبية او عسكرية او في تخصصات اخرى تصبح المناوبة وتغيير ساعات العمل جزءا من طبيعة العمل نفسها، وهو امر يدركه كل من درس هذا التخصص وقبل العمل فيه، ولكن هناك وظائف ادارية ومهنية تخصصية لا يفترض اجبار المرأة على العمل فيها حتى ساعات متأخرة من المساء، فهي امرأة قادرة على العطاء والانتاج بأفضل صورة كانت متى ما اتيحت لها الظروف المناسبة، ومتى جنبناها ظروفا تجعلها تخسر في سبيل الوظيفة الجزء الاهم من حياتها المتمثل في اسرتها وحياتها الاجتماعية.
اذا كانت المرأة في الإمارات قد نالت حقها في التعليم وفي العمل، وهيأت لها الأسباب لتعيش حياة كريمة تليق بها كابنة الامارات، ووضعت القوانين والتشريعات التي تنصفها من اي تعد على حقوقها، فان المأمول من الجميع ان يحافظوا على هذه المكانة التي وصلت اليها في المنزل، بين افراد الاسرة وفي بيئة العمل التي اختطفت المرأة من أسرتها.