رغم مشاركة المرأة ودورها الفعال البارز التي لعبت به في ثورة يناير، ونزولها للانتخابات والإدلاء بصوتها، ورغم أن السياسة أصبحت حديث الساعة وكل ساعة، وربْط بكل شيء وبشخص تمركزت حوله.
تخاطب هبة سامي - محاضر علوم التغيير والعلاقات الإنسانية خبير تطوير نفسي واجتماعي - المرأة التي لديها وعي سياسي ومن لا تعرف عن السياسة سوى أسماء وأشياء يرددها إعلام أو يرددها أشخاص حولها.
تقول سامي: إننا في مرحلة فاصلة في تاريخ مصر ومرحلة مهمة.. لن نقول إنها ستغير المستقبل ولكنها إحدى مراحله التي بكل الأحوال نشارك بها ولدينا الاستطاعة أن نغيرها ما دمنا نرى المبدأ العام الحرية والعدالة والكرامة وأن نرى مصر رائدة وقائدة لكل العالم العربي كما ينبغي أن تكون.
مضيفة، أنه ولأن أحداثها السياسية ليست مرتبطة بشعب بل بشعوب، دائمًا هي قلب الوطن العربي فعلينا أن نتخلى ونخلع أي قبعة تفكير نرتديها تجاه الساحة السياسية سواء إيجابية أو سلبية أو موجهة لشخص بعينه، نرتدي قبعة ترى مصر؛ ومصر فقط.. معبرة: "هي تنتج وشبابها يبدع ويلقي ثمار جهده واجتهاده بل ودماء الشهداء التي سقطت بكل مرحلة من كل الأطراف لأنهم في النهاية أبناء وطن واحد، فقد خسر وخاب من ركز مصر في شخص.. مصر هي أرض ينتمي إليها شعب مترابط وقوي وواعٍ".
وتحث هبة سامي، المرأة؛ على المشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية القادمة وتنصحها بأن تخلع قبعة التفكير والرأي الواحد الذي ترى بها شخص مهما فعل أو ما تأملي فيه، وأن تتابع تاريخ كل مرشح وتعرف خطته وبرنامجه السياسي.
وأن تستمع لأحاديث المرشحين ولآراء المحللين السياسيين المعروفين بالنزاهة وسلامة الضمير وأن تسمع لكل الأطراف.
قائلة: "تيقني أن تمجيد شخص بعينه سيصنع منه طاغية يرى نفسه يمتلك الصواب والحق المطلق.. فلا تمجدي شخص انظري له بعين الموظف، نحن جميعًا لدينا دور ولن يكون أحد معه عصا سحرية..
ولكن بنفس الوقت برنامجه ومصداقيته هي التي ستدلك على كم ستستغرق مصر من الوقت كي تنهض وحددي دورك".
وتنصح هبة سامي، المرأة؛ بالتخلي عن العاطفة التي يلعب عليها كل مرشح رئاسي وعدم الانبهار بكلماتهم الرنانة، وأن تسأل: "لماذا سترشحينه ؟ وكيف سترين مصر عندما يتولى الحكم ؟ وكيف ترين المستقبل ؟
مضيفة، إذا اخترناه حاكم نعتمد عليه ونمجده فنصنع منع طاغية جديد لا يرى في أرواح البشر قيمة ويسمح بأي حق يصنعه لذاته أن يزهقها نحن نحتاج قائد نشجعه ونكون معه.. قادة في أماكننا وأدوارنا، فأكبر خطأ نرتكبه دائمًا أننا نبحث عن ذلك الساحر الذي يفهم وحده ولا أحد غيره، ولا نبحث عن القائد الذي سنجده يختار قادة للتنمية والإنتاج والنهضة، ليس حكم وله إدارة بعيدة كل البعد عن الشعب وتفصله عن الواقع بالوعود الوهمية التي تجعله يظل وقت أطول بالكرسي فقط وعي ذاتك.
وتحث سامي المرأة على المشاركة قائلة: "صوتك أمانة.. يجب أن تؤديها وأنتِ على وعي بها، اختاري القائد، وتنزهي عن صناعة طاغية يحرك الشعب بالعاطفة أو بالعنف أو بأي شيء يلغي العقل ويفصله عن الواقع، ونكرر مشهدًا تملأه المأساة مجددًا، يجب أن يكون لدينا تفاؤل بمستقبل مصر بإيجابية، ووعي الشعب الذي يصنع ويبني رغم كل شيء لديه صبر وإرادة ومطلب يشارك في أن يكون واقع نعيشه وليس فقط نتمناه.