1-
مما لا شك فيه , أن العودة إلى الطبيعة , و الانصراف عن تلك المواد التي امتدت إليها يد الإنسان بالتغيير أو بالتلويث, قادر على تجنيب الإنسان مشاكل صحية عديدة.
فحينما أتحدث عن فوائد النبات(خضروات ,فواكه ,حبوب ,بذور, بقول...) , و ألح عن إجبارية إدخاله بقوة ضمن النظام الغذائي اليومي , فإن ذلك لا يعني أبدا دعوة القارئ للعودة إلى الخلف ! و إذا كنت أشيد بالنمط المعيشي البسيط للإنسان القديم, فذلك لا يعني حرمانك الاستفادة مما حققه العلم الحديث و التكنولوجيا المتطورة! نحن نعلم جيدا أن الطعام إذا فسُد بالكيماويات و الأدوية , فإنه يهدم خلايا الجسد بدل أن يبنيها ! و عندما يكون الهدم أكثر من البناء فذلك يعني وقوع المرض لا محالة. و عليه , وجب الاستفادة من العلوم و التكنولوجيا في تقوية جسد الإنسان و تنمية فكره , بدل أن تكون سببا مباشرا في تدميره !
اعلم أيها القارئ الكريم, أن ما بين أيدينا من أطعمة نستطيع أن نجعل منها أفضل وسائل الصحة الجيدة , أو نخلق منها أمراضا تعيق حياتنا طيلة العمر. و بعيدا عن "بريستيج" الغذاء , و موضة الطعام الذي يقتصر دوره على حشو البطون و تسميم البدن , ندعوك للتوجه إلى الطبيعة كونها الطريق الوحيد للخلاص من المرض . و أنه أيا كانت مشكلتك الصحية, يمكنك التصدي إليها بتجنب الغذاء الضار, و الاتجاه للأطعمة الطازجة و الغير مجهزة و الغير محفوظة .
إن الغرض من النصائح و المعلومات التي نقدمها عبر منبر الجريدة ,هو تسليط الضوء على جانب من ثروات الطبيعة يجمع بين الغذاء و الدواء. ويبقى لك الخيار بين الاستفادة منها و إهمالها !
2-
إن نسبة كبيرة من حالات الإصابة بمختلف الأمراض , تعزى بشكل رئيسي إلى الغذاء الذي تتناوله بشكل يومي. و نتيجةُ إقبالك على الغذاء الرديء, جهلا منك أو تجاهلا لخطورته, لن تكون إلا سببا في هدم و تدمير خلايا جسدك !
لقد آن الأوان أيها القارئ الكريم , أن تعزف عن الإسراف في استهلاك اللحوم , و تقلل استهلاك الملح و الكافيين والسكر المكرر, و تتجنب الدقيق المكرر و الدهون المشبعة والمقليات .و نذكرك بأن الطعام المصنع و الأنواع الحديثة من الأغذية (بيتزا, سندويتش, همبركر...), لا يتعدى كونه خليطا من الدهون و الملح و المواد السكرية بنسب عالية. وغالبا ما يضاف إلى هذا الخليط , مواد كيماوية بغرض الحفظ أو إضفاء النكهة أو اللون, بالإضافة إلى انخفاض قيمته الغذائية و افتقاره للمعادن و الفيتامينات. من أجل ذلك وجب حذفه تماما من نظامك الغذائي.
سلوكنا الغذائي يبرز أننا مجتمع يسمم نفسه !فنحن نقبل على الضار و نعرض عن النافع, و إذا ما حل بنا المرض نفضل الالتجاء إلى الخلطات العشبية دون أن تكون لدينا أدنى دراية بهذا المجال ! و على ذكر التداوي العشوائي بالأعشاب ,فإن ناقوس الخطر بدأ يدق هذه الأيام بالنسبة لهذه الظاهرة ,و هو ما أكده السيد وزير الصحة مشيرا إلى ارتباطها بارتفاع كبير في نسبة حوادث التسمم.
ليست كل الأعشاب آمنة , فمنها ما يضر بصحة المريض بدل أن تنفعه . و يبقى العشب كأي دواء عادي به قدر من السميات وقدر من المواد الفعالة , و بالتالي لا يمكن استخدامه إلا بضوابط . لذلك وجب تقنين هذا المجال و إخضاعه لإشراف ومراقبة شديدة من لدن وزارة الصحة ,مع منع بيع الخلطات تحت مسمى علاجي و الترويج لها عن طريق المحطات الإذاعية الخاصة.