الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

TEDx قرطاج في نسختها النسويّة "الشرارة" تصنع مبدعات

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

خمسة عشر امرأة وقفْن على منصة قصر المؤتمرات بتونس، للحديث عن تجاربهن مع النجاح. ثلاثة عشر امرأة من تونس، واثنتان أجنبيتان. TEDx قرطاج، حدثٌ انتظم اليوم 8 كانون الأول في أول نسخة نسويّة منه بتونس تحت عنوان "الشعلة"، وكان قد التأم لأول مرة في تونس في أيلول 2010. هذا الحدث العالمي TEDهو عبارة عن سلسلة من المؤتمرات العالمية التي ترعاها "مؤسسة سابلنج الأمريكية" وهي مؤسسة غير ربحية خاصة شعارها "أفكار تستحق الانتشار". أما x فتدلّ على فعاليات تيد مستقلة التنظيم.
اختلفت التجارب باختلاف صاحبات المُداخلات، وتراوحت بين تجارب غريبة وأخرى بسيطة، لكن اختيارهن بشكل عام تمّ حسب نوعية الفكرة التي ستقدّم وتأثيرها على الجمهور. هي أفكار متنوعة وغير مرتبطة بمجال معين تكمن أهميتها في قيمتها حسب فاتن بن حمزة (منظمة TEDx قرطاج).
قصص قد تُبكي، وأخرى قد تضحك، وغيرها ما يجعل الجمهور يقف تصفيقا، هكذا كانت حكايات النساء الخمس عشرة. لكن بعضها كانت قصصا مثيرة للدهشة. كُنّ يتحدّثن بشكل بسيط وتلقائي، لتقريب الفكرة من الجمهور أكثر، في محاولة لزرع شرارة النجاح فيهم. اخترنا لقرائنا مجموعة منها، مع التذكير أن المشاركات في المُجمل هن:
من تونس: الفنانات الشابات شيماء محمود، نجاة ونيس، نجلاء بلحاج، الفنانة وقاعد الأوركسترا النسائية أمينة الصرارفي، يمينة مشري المتخصصة في العروض الفنية والمُدوِّنة الشابة، ضحى بو قاضي المهندسة المعمارية الشابة، أحلام نصراوي الناشطة الحقوقية الشابة مؤسسة جمعية القادة الشباب رجال الأعمال، ليلى الشرفي المهندسة في مجال الإعلامية، سميّة شويخة الرئيس المدير العام لمختبرات زهرة الطبيعة، راية بن قيزة فيرنييه دكتورة في تاريخ الفن والآثار، ليلى قرقورة صاحبة دار العجز، ملاك السباعي راقصة البالي، ليلى بن قاسم مهندسة في الطب الحيوي.
من خارج تونس: ريم البنا المطربة الفلسطينية الملتزمة، و كريستين غوليس Christine Gaulis الشابة السويسرية الناشطة في المنظمات الإنسانية.
-من سجّادة مهرجان الحمراء، إلى الحروب "الحمراء"
تركت عالم براد بيت وتوم كروز والسجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي، حيث كانت تعمل بعد تخرجها من المدرسة العليا للتصرف في لوزان، وتوجّهت نحو طريق مليئة بالألغام والقنابل، المنظمات الإنسانية. كريستين غوليس Christine Gaulis، فتاة سويسرية، نزعت عن جلدها أجمل المجوهرات، وأبهى إنتاجات كبار مصمّمي الموضة، لتلبس ثوب "الإنسان". تقول كريستين لوكالة أخبار المرأة"بين براد بريت وألبيرتو كايرو (زميلها في العمل الإنساني) أختار ألبيرتو كايرو". الشرارة التي أشعلت هذا الاختيار كانت صورا في شريط الأنباء عن حالات إنسانية مُزرية، "بيني وبين التلفاز زر تحكم، أقفلته فعلا وخرجت من غرفة النزل حيث نسكن في إطار العمل، ثم اكتشفت في بطاقة مكتوبة على باب الغرفة أن ثمن الليلة في هذا المكان 1500 يورو، كانت اللحظة التي قلت فيها "سأغير العالم"". من هنا بدأ المشوار، بداية من أفغانستن وتجربة الموت القريب مع رياح القنابل التي تنهش الأرض بشكل طبيعي. كريستين غوليس، اختارت تقديم قصتها من خلال المقارنة الصادمة بين عالم الشهرة وعالم الحروب من خلال عرض لصور أشهر نجوم هوليود من جهة، ومن اختاروا العمل في قلب الحروب والكوارث (منهم من فقد ساقه)من جهة أخرى، كم استخدمت صورا كاريكاتورية للحروب لتجعلها عالما رغم بشاعته يحلو العمل فيه. تختم كريستين بقولها "الحياة قصيرة، افعلوا ما تحبّون، ولو كانت بذرة صغيرة في صحراء شاسعة".
-"الثورة في الحب هي الشعلة"
"سنة كاملة من التشرّد في موسكو، في سبيل تحقيق حلم واحد، كيف أخدم فلسطين عبر الغناء والموسيقى"، قالت ريم البنا المطربة الفلسطينية، وهي تروي قصتها. صعدت على الركح وأهدت روح أحمد فؤاد نجم أجمل ما كتب "مرّ الكلام"، وبعد الغناء اعترفت "لم أُرِدْ أن أكون مطربة، أمي أجبرتني على ذلك، أردتُ أن أكون فدائية، وإن كان كل فلسطيني مشروع فدائي. حاولت والدتي إقناعي أن الغناء أيضا نضال لتبعدني عن النزول للشارع و المشاركة الفعلية في صفوف المقاومة". "حب الوطن ثورة، لكن حب الرجل أيضا يجب أن يكون ثورة" وهي تشير إلى قميصها المكتوب عليه"حبّك ثورة" مضيفة "الثورة في الحب هي الشعلة".
شاركت ريم البنا من قبل في تيد اكس رام الله أما تيد اكس غزةفشاركت فيه من خلال تقنية السكايب، وكانت أول فنانة تقيم حفلات مباشرة عبر السكايب من داخل بيتها. ولقد اختارت تقديم فقرتها هذه المرة من خلال الوقوف أمام المصدح لتراوح بين الحكاية الشخصية والغناء، فكانت "يا ليل ما أطولك.. مشيتني حافي.. ميزان ما أَتْأَلك.. هديتلي كْتافي.." التهليلة الفلسطينية، وكانت "يا طالعين ع الجبل" الأغنية التي كانت الفلسطينيات تغنيها لإيصال رسالة للمعتقلين أن المقاومين سيقومون بتحريرهم ليلتها، وذلك من خلال إضافة حرف اللام بين المقاطع.
في تصريح لوكالة أخبار المرأة، تقول ريم "جئت اليوم لأشارك التونسيين تجربتي فقد توقد لديهم الشرارة الأولى لخلق أفكار قد تحقق ذاتهم"
-"شيء بسيط قد يغيّر حياتنا"
اختارت نجلاء بلحاج، الفنانة التونسية الشابة، أن تقدم تجربتها في مشهد موسيقي صاحبها فيه عازف قيتار، مؤدّية أغاني من التراث التونسي في توزيع غربي جديد، "لم أنتظر حضوري اليوم، لكن عندما اتصلوا بي وافقت مباشرة. أعتبر نفسي صغيرة في السن مقارنة بغيري من الحاضرات، تجربتي ضئيلة أمامهنّ، لذلك فضلت تمرير رسالة غنائية تعبر عني، لأقول أن النساء قادرات على الفعل حتى الفنيّ منه".
مداخلة الفنانة التونسية أمينة الصرارفي كانت تلقائية، تحدثت فيها عن أمينة الزوجة والابنة، وهو ما صنع منها الفنانة، خصوصا والدها عازف الكمان المعروف قدّور الصرارفي. أمينة هي أول قائدة فرقة موسيقية نسائية في تونس والعالم العربي قامت هي بإنشائها. شرارة البداية كما تقول، كانت من خلال مهرجان المدينة، حيث قدمت عرضها الخاص. من الطرائف التي أخبرت الجمهور بها، أن أمها التي تعوّدت في السوق على "مرحبا بزوجة الفنان"، بدأت تسمع "مرحبا بأم الفنانة"، فكانت بداية الطريق لصاحبة أول معهد للموسيقى والرقص أعطته اسم والدها قدّور الصرارفي.
قدّمت المهندسة المعمارية التونسية الشابة ضحى بو قاضي قصتها على طريقة Bitstrips، تلك الصور الكرتونية المستخدمة في الشبكة الاجتماعية فيسبوك، في محاولة منها لتقريب الفكرة أكثر لبنات وأبناء جيلها، "جيل الأنترنت والفيسبوك". جريئة، تحاول إقناع الحاضرين بفكرتها، كانت أيضا في أول خطاها العملية، حين قررت مقابلة لشركة البحث عن النفط واستغلاله في تونس، وهي حينها ماتزال طالبة في كلية الفنون المعمارية، لتقدّم له فكرة مشروع تخرجها عن منصات النفط القابلة للنقل. وكانت الشرارة الأولى حين تحدّت رفض السكرتيرة لطلب المقابلة، والتقت الرئيس المدير العام في أحد أروقة الشركة لتعرض الفكرة وتبدأ العمل عليها على أرض الواقع. "شيء بسيط قد يغيّر حياتنا" هكذا تحدّثت ضحى مواصلة "هكذا هي الدنيا، نسقط ونعود للصعود، قد نتعثر لكننا ننهض من جديد، علينا فقط أن نكون إيجابيين" ثم قدّمت رسالتها للجمهور "تجرأوا".
تجارب مختلفة ومثيرة قدمتها نساء نحتن في الصخر ليغيّرن حياتهنّ، منهن من تركت كل شيء في سبيل تحقيق حلمها. والحلم لولا الإرادة لا يتحقق، و"المرأة التونسية قادرة على الفعل" كما قالت نجلاء بلحاج. وإن كانت التظاهرة قد خصصت هذا العام للمرأة فذلك "لنقول أن المرأة التونسية قوية وصامدة" حسب فاتن بن حمزة.


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى