في حديثي الأسبوع الماضي عن رفق الزوجة بزوجها و ما تقوم به الزوجة و ما يقوم به الزوج وجدت إن الرجل يكلف الزوجة بكثير من الأعباء و الواجبات ما لا تستطيع المرأة أن تقوم به بجانب دورها في الحياة.
فإذا نظرنا الى جميع أولياء الأمور نجدهم سيدات سواء في التعليم او الرياضة، فقد غاب دور الرجل عن قيامه بمتابعة أولاده في شتى مراحل الحياة. فسرعان ما يحاول الرجل ان يعلم زوجته قيادة السيارة ليتسنى لها ان تلبي طلبات الحياة من عمل و بيت و اولاد......
و قد أصبح عمل المرأة أساسيا في مجتمعنا هذا حتى أنه يزداد يوماً بعد يوم عدد الرجال الباحثين عن زوجات المستقبل من العاملات والموظفات حتى باتوا يتخيرون نوع الوظيفة وقيمة الراتب قبل البحث في سمات شريكة الحياة وصفاتها.
هل كان هذا ما قصده قاسم أمين من عمل المرأة و مشاركاتها فى الحياة العامة، هل في زمن قاسم أمين كان هناك رجال متنصلون من واجباتهم الزوجية و الأسرية مثل هذا الزمان.
بالطبع لا!! ففي محاولة بسيطة لقرأه التاريخ نجد إن المرأة في زمننا هذا مستعبده و مهدر حقها على خلاف أي عصر من العصور السابقة. ففي الحضارة الفرعونية والبابلية والفارسية واليونانية والرومانية وفي الديانة اليهودية والمسيحية والإسلامية وقبل بزوغ فجر الإسلام، نجد ان المراة نالت حقها، وحفظت كرامتها و صنعت لها تاريخ يذكر و باقي حتى الان مثل ملكة الفراعنة (كليوباترا و نفرتيتي) وملكة البابليين في العراق (سميرا ميس) وملكة (سبأ) في اليمن الملكة (بلقيس)، وملكة (تدمر) في بلاد الشام، الملكة (زنوبيا) و(آسيا) زوجة فرعون مصر، و(مريم) بنت عمران أم السيد المسيح، و(الخنساء بنت عمرو) و(شجرة الدر) وهي أول ملكة في الإسلام وزوجة الملك نجم الدين في مصر، و(هدى شعراوي) رائدة حركة تحرير المرأة في مصر، و(لطيفة السيد) من رائدات الحركة النسائية في مصر وآمنة بنت وهب و خديجة بنت خويلد وعائشة وسكينة بنت الحسين وأسماء بنت أبي بكر، وغيرهن كثيرات، لمعن في التاريخ العابر والمعاصر، وما زال ذكرهن على كل لسان، كرائدات ومثال حي وشامخ عن المرأة عبر العصور، بل كرائدات عن الإنسانية جمعاء، فتاريخ العالم البشري يذخر كثيرا بأسماء نساء لامعات في التاريخ الإنساني البشري، ما زالت بصماتهن راسخة على عبق التاريخ الإنساني، فهي تملك العواطف والأفكار الخلاقة والإبداعية والإحساس والطموحات والأهواء، وتكاد تكون واحدة، ومتكاملة في احيان كثيرة.