انطلق الراحل المقيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من قناعة ثابتة بأن المرأة نصف المجتمع، وأن المجتمع لا يمكن أن يصعد سلم التطور دون المشاركة الفاعلة للمرأة.. وهكذا استطاع «زايد الخير» أن يتخطى رواسب التفكير القبلي والعشائري، الداعي لحبس المرأة وإبقائها داخل خيمة البداوة ترعى الماشية وتربي العيال.. انطلاقاً من قناعة فكرية بأن مجتمع دولة الاتحاد لا يمكن أن ينهض ونصفه معطل.
وما إن تولى زايد شؤون الحكم حتى رأى أن نهضة وتطور المجتمع يتوقفان، أولاً وقبل كل شيء، على توفير الرعاية الصحية والتعليم، فعمل على تأسيس أركان دولة الخدمات الأساسية، والتي استمرت حتى مطلع السبعينات، وخلالها تم الاجتماع بالرعيل الأول من نساء ناشطات، حيث تم تأسيس الاتحاد النسائي العام ليقود الحراك النسوي على مستوى الدولة، عبر فروع له في إمارات الدولة كافة.
ورأى أن ترأسه رفيقة دربه «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، والتي حملت بدورها لواء حركة نهضة وتطوير المرأة، هذه السيدة المفخرة التي شقت طريق الريادة من البدايات الأولى، برؤية نافذة، وبحس فطري بالغ الشفافية والحضور، والتي سجلت اسمها في كتب التاريخ عن جدارة واستحقاق.
فلقد حققت الإمارات خلال العقود الأربعة الماضية معدلات عالية من التنمية الشاملة في المجالات كافة، ما وضعها في مراكز الصدارة في العديد من تقارير المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة، خاصة في مؤشرات تقارير التنافسية العالمية، التي صنفتها في قوائم أفضل دول العالم تقدماً في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والتنمية البشرية والسياحة والاتصالات والمعلومات والثقافة، وغيرها من مؤشرات التنمية المستدامة.
ويعكس فوز الإمارات عن جدارة واستحقاق، وبأغلبية ساحقة من الأصوات، بتنظيم معرض إكسبو 2020 في دبي، ما تحظى به الدولة من مكانة في المجتمع الدولي وتتمتع به من ثقة واحترام في العالم.
وقد حصدت الإمارات أخيراً المركز الأول عالمياً في مجال الترابط المجتمعي وفي مجال القيم والسلوكيات، والخامس عالمياً في مؤشر التوظيف، والسادس عالمياً في محور ممارسات الأعمال، بالإضافة لتقدمها الكبير في 19 مؤشراً مختلفاً، لتكون ضمن العشرة الأوائل عالمياً في التنافسية العالمية في التقرير العالمي للتنافسية.
وها هي دولة الإمارات تحقق إنجازاً جديداً في التقرير الذي ترأس فريق إعداده البروفيسور مايكل بورتر من جامعة هارفارد للأعمال، حيث حصدت مراكز متقدمة عالمياً في العديد من المجالات، إذ حلت دولة الإمارات الأولى عالمياً في قلة جرائم القتل، وقلة جرائم العنف، والأولى عالمياً أيضاً في مستويات الالتحاق بالتعليم الثانوي، والأولى عالمياً في قلة مستويات سوء التغذية لدى الأطفال، والأولى عالمياً كذلك في نسبة انتشار الهاتف المحمول.
ويعتبر التقرير أداة رئيسة جديدة لعقد مقارنات بين الدول في العديد من المجالات التي تتعلق بالتنمية الإنسانية للأفراد والمجتمعات، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة للشعوب، وتعزيز بيئة محفزة ومنتجة للأفراد باختلاف فئاتهم.
ولقد حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة، وذلك في نتائج تقرير عالمي جديد مختص بقياس التطور الاجتماعي في مختلف دول العالم، يقوده فريق من الخبراء العالميين. وقد جاء التقرير بتوصية من مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ليقيس مدى التطور الاجتماعي في الدول، كمقياس جديد مكمل لتقارير التطور الاقتصادي.
وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن المرأة في الإمارات كريمة ومحترمة ومقدرة، لأن ديننا هو الإسلام، ومؤسس دولتنا هو زايد، ووراء نهضتنا قيم عربية أصيلة.. مشيراً سموه إلى أن الإمارات احترمت المرأة، فأصبحت مساهمتها تفوق الرجل في الكثير من القطاعات، لأن المرأة إذا توافرت لها الظروف والبيئة المناسبة، فإن عطاءها يتجاوز كل التوقعات.
كما نوهت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بجهود أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي كان لها الدور الأكبر والفاعل في تعزيز مكانة المرأة الإماراتية والارتقاء بها عالمياً. كما ثمنت جهود الجهات والمؤسسات الاتحادية والمحلية، التي لها دور فعال في تمكين المرأة والمساهمة في رفع مكانتها، ما ساعدها على النجاح في مختلف القطاعات.
ويكفينا فخراً واعتزازاً ما أنجزته قيادتنا الحكيمة في مختلف المجالات خلال فترة قصيرة لا تقاس في عمر الدول والشعوب، ونحمد الله على ما تحظى به دولتنا من سمعة طيبة في أنحاء العالم كافة، بفضل سياستها الحكيمة وقادتها المخلصين.
فرعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لشؤون الوطن وأبنائه أسهمت بشكل جلي في نماء مجتمعنا وتحصينه بالأمن والأمان، وتوفير سبل العيش الكريم والرخاء لجميع المواطنين والمقيمين فيه.
وذلك كله يثبت أن حكومة الإمارات هي حكومة رشيدة قوية وفعالة، وتعتمد سياسات اجتماعية واقتصادية تقدمية، وتشارك في تحمل المسؤولية العالمية، وتوفير بيئة مواتية لممارسة الأعمال التجارية بكفاءة عالية.. وذلك حسب بطاقة الأداء التي تعتمدها الدراسات التي تقيس مستويات الدول.